اخر الاخبار

ماذا ينتظر أسهم “تسلا” بعد الخلاف العلني بين ماسك وترمب؟

عانى مساهمو “تسلا” لأشهر من دور إيلون ماسك في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكن أي شعور بالارتياح حدث بعد خروجه الرسمي من الحكومة الأسبوع الماضي سرعان ما تحوّل إلى ذعر، بعدما تصاعد الخلاف بين الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية ورئيسه السابق، إلى مواجهة علنية.

هوى سهم شركة “تسلا” بنسبة 14% يوم الخميس، بعدما اندلع خلاف حول مشروع القانون الضريبي المقترح من ترمب، تخلله تهديد من الرئيس بإنهاء العقود والإعانات الحكومية الممنوحة لـ”تسلا” وشركة “سبيس إكس” التابعة لماسك.

وأسفر الهبوط عن خسارة 153 مليار دولار من القيمة السوقية لـ”تسلا” في يوم واحد، وهو أكبر انخفاض يومي على الإطلاق، فيما حقق البائعون على المكشوف مكاسب تُقدّر بنحو 4 مليارات دولار، بحسب بيانات “أس 3 بارتنرز”.

ورغم أن مساهمي “تسلا” اعتادوا على تقلّبات حادة في السهم، فإن تراجع الخميس أظهر مدى التأثير المباشر لشخص ماسك على قيمة الشركة السوقية. وبينما قد يرى البعض أن التراجع فرصة للشراء، حذر مراقبون في السوق من أن محاولة “التقاط السكين أثناء سقوطها” تُعد مخاطرة بالغة.

ارتفعت أسهم “تسلا” بعد فوز ترمب في الانتخابات، وسط توقعات بأن قرب ماسك من الرئيس المنتخب سيعود بالنفع على الشركة.

لكن في الخلفية، كان مستقبل قطاع السيارات الكهربائية يتدهور تدريجياً، كما أن انخراط ماسك في الجدل السياسي داخل الولايات المتحدة وخارجها، أبعد بعض العملاء وأشعل احتجاجات ضد الشركة. وبعد تراجع الخميس، تكون أسهم “تسلا” قد فقدت 41% من قيمتها منذ أعلى مستوى تاريخي لها في ديسمبر.

كيف يرى كبار المحللين حركة السهم؟

قال واين كوفمان، كبير محللي السوق في “فينكس فاينانشال سيرفيسز” إن “ما يحدث سخيف تماماً. أشخاص في مثل هذه المناصب يجب أن يدركوا أن تصرفاتهم لا يجب أن تكون كمراهقين في المدرسة المتوسطة”.

وتابع أن ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لـ”تسلا” هو أنه “لا يمكن فصل قيمة الشركة عن شخص ماسك. السهم كان دائماً يتبع ماسك؛ عندما بدا كمبتكر، ارتفع السهم. عندما انشغل بعملة ‘دوج كوين’، انهار السهم. عندما تركها، تعافى”.

وشدد على أن “ماسك هو المحرّك الرئيسي للسهم، ولذلك عندما يصبح هو المشكلة، من الطبيعي أن ينهار السهم. لا أحد يعرف ماذا سيحدث لاحقاً، لكن لو كانت لدى تسلا قيمة جوهرية حقيقية، لما انهارت بهذا الشكل. السهم لم يتداول يوماً بناءً على الأساسيات”.

تفاقم الخلاف قد يضر بأرباح الشركة

من جهته، رأى آدم سرحان، الرئيس التنفيذي لـ”50 بارك إنفستمنتس” أنه “من الواضح أن إيلون وترمب لم يعودا على وفاق. لا نعرف ما هي التداعيات، ولهذا الناس يبيعون. هذا ليس من النوع الذي يمكن حله أو أن تصدر إشارة واضحة بانتهاء الأزمة”.

وأضاف: “إذا تفاقم الأمر، أعتقد أن ذلك قد يُلحق ضرراً فعلياً بأرباح تسلا. نحن نتحدث عن شخصيتين من أكبر الشخصيات في العالم، وإذا دخلنا في معركة غرور، فترمب هو من سيفوز”.

سرحان تابع أن “تأثير هذا الصراع على السهم غير معروف. إنه أشبه بالمقامرة حالياً، وقبل أن نتحدث حتى عن حقيقة أن سهم تسلا كان باهظ الثمن أصلاً. قد يصبح السهم أكثر جاذبية مع هذا التراجع، لكن لا يمكنني القول بضمير مرتاح إنه بات رخيصاً”.

كارثة على ماسك و”تسلا”

أما روس غيربر، الرئيس التنفيذي لشركة “غيربر كاواساكي لإدارة الثروات والاستثمار”، فقال في مقابلة على “تلفزيون بلومبرغ”: “هذا كارثي لماسك. لا أستطيع التخفيف من وطأته أو إيجاد طريقة إيجابية لعرضه، لأنه يتجاوز كل حدود السلوك المقبول من رجل أعمال ذكي”.

وأضاف: “لا أستطيع أن أصدق أنه بعد أن ساعد ترمب على الفوز، يُحوّله الآن إلى عدو شامل. مجلس الإدارة لن يفعل شيئاً، ولن يحمي أحد مساهمي تسلا، والطريقة الوحيدة لحماية نفسك هي بيع السهم، وأنا شخصياً بعت جزءاً من أسهمي في تسلا اليوم. كنا بائعين منذ سنوات، وما زلنا كذلك”.

نظرة سلبية جداً على المدى القصير

من جهته، رأى ديف ماتزا، الرئيس التنفيذي لشركة “راوند هيل فاينانشال” أنه “بكل وضوح، النظرة على المدى القصير سلبية جداً. هذا الخلاف يضيف مستوى جديداً من التعقيد لا تحتاجه تسلا حالياً”.

وتابع أن “الكثيرين تجاهلوا مشاكل المبيعات لأنهم كانوا يراهنون على قدوم سيارات الأجرة الذاتية (روبوتاكسي)، وأعطوا الشركة فسحة زمنية لتحقيق ذلك. لكن إذا كانت الشركة والمالك نفسه سيصبحان أهدافاً مباشرة، فسيتم تخفيض سعر سهم الشركة بشكل كبير، وهذا ما رأيناه اليوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *