أكبر شركة تكرير نفط هندية تبحث عن بدائل بعد العقوبات على روسيا
يُحتمل أن تشهد مشتريات شركة “إنديان أويل” (Indian Oil) من النفط الخام تغيراً مع تأثر الإمدادات الروسية بالعقوبات الأميركية الجديدة، ما دفع أكبر شركة تكرير في الدولة الواقعة بجنوب آسيا إلى البحث عن بدائل.
قبل الحرب في أوكرانيا، اعتادت الهند شراء أقل من 2% من إجمالي وارداتها النفطية من روسيا، مع ذلك، ارتفع حجم هذه الإمدادات إلى نحو 45% منتصف العام الماضي، وفق البيانات التي جمعتها شركة التحليلات “كبلر” (Kpler)، بعد أن عرضت روسيا تخفيضات كبيرة على الأسعار. فيما انخفضت واردات الهند من الموردين التقليديين مثل السعودية.
قال أرفيندر سينغ ساهني، رئيس مجلس إدارة “إنديان أويل” -ثالث أكبر شركة في الهند من حيث الإيرادات- يوم الأربعاء إن: “السوق الفورية وحدها هي من اتجهت إلى روسيا. والآن سنعيد موازنة مصادر الإمدادات”.
الهند تتجه إلى مصادر بديلة للإمدادات
فرضت الولايات المتحدة أشد عقوباتها صرامة على روسيا حتى الآن في 10 يناير، إذ سعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لاتخاذ إجراءات أخيرة تعزز موقف أوكرانيا في محادثات السلام المحتملة. واستهدفت هذه القيود شركتين لإنتاج النفط، و160 ناقلة وتجاراً مرتبطين بمئات الشحنات.
اقرأ أيضاً: الهند تستعد لرفض ناقلات نفط بسبب العقوبات الأميركية الجديدة
وأوضح ساهني لتلفزيون “بلومبرغ” على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن العقوبات قد تؤثر على تدفقات يومية بنحو مليوني برميل تُصدر إلى الهند والصين، وأن الهند ستتجه إلى المصدرين، مثل “أوبك” والولايات المتحدة وغيانا والبرازيل، لتعويض أي نقص في الإمدادات.
وأضاف: “لدينا ما يكفي من مصادر، وتعاون، وتحالفات جيوسياسية وتجارية للمضي قدماً”.
صدرت روسيا 4.6 مليون برميل يومياً خلال ديسمبر، بحسب وكالة الطاقة العالمية، فيما بلغ حجم الإمدادات الروسية المتجهة إلى الهند الشهر الماضي حوالي 1.5 مليون برميل يومياً، وفق بيانات “كبلر”.
أسعار النفط بعد العقوبات الأميركية
ارتفعت أسعار النفط بعد الإعلان عن العقوبات الأميركية، لكن يُرجح أن تظل في نطاق ضيق يتراوح ما بين 75 دولاراً و80 دولاراً للبرميل في المدى القصير إلى المتوسط، بحسب ساهني.
اقرأ أيضاً: استنفار بين كبار مستوردي النفط في آسيا بعد العقوبات الموسعة على روسيا
تملك “إنديان أويل” -ومقرها في نيودلهي- 9 من أكبر 23 مصفاة تكرير في الهند، ما يزيد عن ربع إجمالي الإنتاج في البلاد الذي يبلغ 5.2 مليون برميل يومياً. وتتجه شركة التكرير إلى زيادة القدرة الإنتاجية بنحو الربع بحلول 2027 أو 2028 لتلبية الطلب الناتج عن النمو الاقتصادي.
تابع ساهني بأن طلب الهند على البنزين سيستمر في الارتفاع، واختتم: “رغم التراجع المؤقت في نمو الطلب على الديزل، نتوقع عودته إلى الارتفاع في المستقبل القريب”.