العقوبات الأميركية تعزز ارتفاع أسعار النفط في بداية 2025
ارتفعت أسعار النفط عند التسوية لأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر مع تشديد أميركا العقوبات على روسيا، في تطورٍ يعزز البداية القوية لأسعار الخام لعام 2025.
صعدت أسعار عقود مزيج برنت الآجلة 3.7% لتتم تسويتها فوق مستوى 79 دولاراً للبرميل، في حين أغلق سعر خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 76 دولاراً.
العقوبات الشاملة تستهدف شركتين تتعاملان مع أكثر من ربع صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً، فضلا عن شركات التأمين الحيوية وأسطول ضخم من الناقلات. وارتفع سعر خام برنت في وقت سابق 5% إلى مستوى 80 دولاراً مع انتشار التكهنات بشأن هذه الإجراءات في السوق.
قال بوب ماكنالي، مؤسس مجموعة “رابيدون إنرجي غروب” والمسؤول السابق في البيت الأبيض: “اختار الرئيس جو بايدن المضي قدماً في عقوبات الطاقة التي كان فريقه يدرسها خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي جعل التجار راضين إلى حد كبير بشأن مخاطر تعطل الإمدادات المرتبطة بالعقوبات”.
بداية عام قوية
أسعار النفط صعدت بأكثر من 6% هذا العام، وهي بداية قوية فاجأت بعض المشاركين في السوق، حيث توقعت العديد من البنوك والوكالات تحقيق فائض كبير من شأنه أن يؤثر على الأسعار. والآن أصبح “سيتي غروب” و”مورغان ستانلي” من بين أوائل البنوك التي رفعت توقعاتها للأسعار. وزاد تفاؤل صناديق التحوط حيال أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، لتصل صافي مراكز شراء مديري الأموال في خام برنت إلى أعلى مستوياتها منذ ثمانية أشهر تقريباً.
وبينما كانت السوق تتوقع عقوبات إضافية على روسيا، فإن النطاق المحتمل للقيود لم يكن واضحاً، كما أن استهداف عدد كبير من الناقلات يهدد بتقييد قدرة روسيا على الوصول إلى السفن بشكل كبير. وكان التجار يستعدون أيضاً لفرض عقوبات أكثر صرامة على النفط الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يشدد السوق التي تشهد بالفعل مخزونات أميركية متضائلة.
حالة الإمدادات الأكثر تشدداً، إلى جانب الطقس البارد وانخفاض الصادرات الروسية المنقولة بحراً، زادت من ارتفاع الأسعار الأخير.
قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في “بي أو كيه فاينانشال سيكيورينيز” (BOK Financial Securities)، إنه في ظل ظروف السوق الصاعدة بشكل متزايد، “لا أحد يريد أن يبيع المكشوف هنا”.
اتسع الفارق الفوري لخام برنت -فرق السعر بين أقرب عقدين- إلى ما يصل إلى 1.02 دولار للبرميل في حالة “باكورديشن”، وهو نمط صعودي. وقبل شهر، بلغ الفارق 29 سنتاً فقط. وفي الوقت نفسه، ارتفع الفارق الفوري لخام غرب تكساس الوسيط إلى 85 سنتاً، مما ساعد على دفع مؤشر تقلبات السوق إلى أعلى مستوياته في أكثر من شهر.
ومع ذلك، يحذر المشاركون في السوق من أن صعود الأسعار قد يكون قصير الأجل. تشير مؤشرات فنية، مثل مؤشر القوة النسبية، إلى أن العقود الآجلة للنفط وصلت منطقة ذروة الشراء، ويحذر بعض المتداولين من إمكانية إلغاء العقوبات بمجرد تولي دونالد ترمب منصبه.