ما تزال الأوضاع في الشرق الأوسط شائكة، رغم استمرار تدفق النفط والغاز. لكن بالنسبة إلى شركات التكرير الأميركية، لم تعد تعتمد على الإمدادات من هذه المنطقة كما كانت في السابق. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تنقلب موجة التوسع السريعة في مشاريع البطاريات على نطاق الشبكة العامة في الولايات المتحدة الأميركية. أما على صعيد الحبوب، فيُلاحظ تحول لافت في الفجوة السعرية بين الذرة والقمح، مع تعرض أوروبا لموجة حر شديدة.
نتابع أبرز تطورات أسوق السلع الأساسية العالمية عبر استعراض 5 رسوم بيانية مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار مع انطلاق أسبوع التداول.
النفط
خلال بضعة أيام، انصب اهتمام العالم على مضيق هرمز، الممر المائي البالغ طوله 104 أميال (167 كيلومتراً)، والذي يُعد شرياناً حيوياً لشحنات النفط العالمية.
اقرأ المزيد: النفط يستقر في نهاية أسبوع مضطرب مع تحول التركيز إلى التعريفات الجمركية
حتى في حال تصاعد التوترات مجدداً في الشرق الأوسط، فإن شركات التكرير الأميركية ستكون قلقة بدرجة أقل مقارنة بالماضي، إذ لم تعد تعتمد بدرجة كبيرة على الخام الآتي من هذه المنطقة، بفضل الطفرة الإنتاجية التي أحدثتها ثورة النفط الصخري محلياً. لكن في حال تعطلت الشحنات الآتية عبر الخليج العربي، فإن شركات التكرير على الساحل الغربي ستكون الأكثر عرضة للضرر، إذ استوردت أكثر من 20% من احتياجاتها من الخام من العراق في 2024.
الغاز الطبيعي المسال
بالإضافة إلى النفط، تقبع حصة كبيرة من إنتاج الغاز الطبيعي المسال خلف مضيق هرمز، وتعتمد مناطق رئيسية في أوروبا وشمال شرق آسيا على إمدادات الغاز المُصدر من تلك المنطقة. مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، شهدت أسعار الغاز العالمية تقلبات واسعة على خلفية المخاوف من مصير هذا الممر المائي، قبل أن تهدأ لاحقاً مع تراجع حدة الصراع.
اقرأ أيضاً: قطر: أميركا ليست منافساً لنا في سوق الغاز الآسيوية
سجلت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية الجمعة الماضية أكبر تراجع أسبوعي لها منذ ما يقرب من عامين.
النحاس
منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما يُعرف بـ”يوم التحرير” في أبريل الماضي -حين كشف عن حزمة واسعة من الرسوم الجمركية على الواردات- بدأت مخزونات النحاس في مستودعات البورصات الأميركية بالتزايد، لتصل حالياً إلى أعلى مستوى لها منذ نحو 7 سنوات.
اقرأ المزيد: النحاس يواصل المكاسب مع توقعات بوصول سعره لأعلى مستوى في أغسطس
أدت توقعات فرض رسوم على واردات النحاس إلى ارتفاع أسعار عقود بورصة “كوميكس” في نيويورك فوق مستوياتها القياسية مقارنة بالمؤشرات الدولية، ما حفز المتداولين على شحن كميات قياسية إلى الولايات المتحدة الأميركية للاستفادة من هذا الفارق السعري المربح قبل دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ.
المحاصيل الأوروبية
سيحظى محصول الذرة الأوروبي بمتابعة عن كثب خلال الأيام العشرة إلى الأسبوعين المقبلين، مع اجتياح موجة حر شديدة للقارة. يُعد من النادر أن تصبح الذرة -التي تُستخدم أساساً كعلف للحيوانات- أرخص من تكلفة القمح المستخدم في إنتاج الدقيق للاستهلاك البشري.
سعر القمح يتراجع لأقل مستوى في 9 أشهر مع قرب الحصاد.. تفاصيل أكثر هنا
لكن الأسبوع الماضي، انقلبت الفجوة السعرية بين عقود الذرة والقمح الأوروبية، وسط مخاوف من أن تؤدي موجة الحر الحالية إلى إلحاق أضرار كبيرة بمحاصيل الذرة.
البطاريات
منذ 2021، شهدت مشاريع تركيب البطاريات في الولايات المتحدة الأميركية نمواً مطرداً. مع ذلك، فإن هذا الاتجاه مرشح لكي يتخذ مساراً معاكساً تحت تأثير سياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية والطاقة، وفقاً لتقرير جديد.
اقرأ أيضاً: اصطياد الشمس.. كيف يمكن لتخزين الطاقة النظيفة أن ينقذ كوكبنا؟
يُتوقع أن ينكمش قطاع البطاريات على مستوى المرافق العامة 29% العام المقبل، إذا مضى المشرعون الجمهوريون في تنفيذ تخفيضات في الحوافز الضريبية الخاصة بهذه التقنية، بحسب تقرير صادر عن شركتي “وود ماكنزي” والجمعية الأميركية للطاقة النظيفة. يأتي هذا الانخفاض المتوقع بعد نمو قياسي متوقع 22% لمشاريع التخزين على نطاق الشبكة العامة خلال العام الجاري.
