اخر الاخبار

سوق الفحم الصينية تتعافى تدريجياً مع تصاعد حرارة الصيف

تشهد سوق الفحم في الصين بداية تعافي موسمي، بالتزامن مع تسجيل ارتفاع حذر في الأسعار مع تزايد درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

كان الفحم الحراري قد واصل تراجعه بشكل شبه مستمر منذ فصل الخريف، حتى بلغ سعره المرجعي أدنى مستوياته في أربع سنوات، مسجلاً 610 يوان (85 دولاراً) للطن في وقت سابق من يونيو الجاري. ووفقاً لما أعلنته جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية (CCTD)، ارتفع السعر بحلول يوم الأربعاء إلى 619 يوان.

وضربت موجة حر شديدة المنطقة المحيطة بالعاصمة بكين هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، ما يشير إلى صيف أشد حرارة من المتوقع، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى زيادة استهلاك أجهزة التكييف في أنحاء البلاد، وبالتالي تصاعد الضغط على شبكة الكهرباء.

كما يحظى سوق الفحم بدعم إضافي نتيجة تشديد عمليات الرقابة البيئية وإجراءات السلامة في المناجم، ما قد يحد من حجم الإنتاج.

فائض الفحم يضغط على السوق

قد تكون هذه المكاسب قصيرة الأجل. فقد تمكنت السلطات خلال السنوات الماضية من تكوين فائض هائل من وقودها الأساسي، مدعومة بتسارع مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. كما أن الطلب الصناعي لا يزال في حالة ركود، وسط استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

مع ذلك، تظل الظروف المناخية عاملاً مفصلياً. إذ يُتوقع أن تدفع موجات الحر الشديدة في المناطق الوسطى والشمالية، بما في ذلك المقاطعات الصناعية الكبرى مثل جيانغسو على الساحل الشرقي، الطلب على الكهرباء هذا الصيف إلى مستويات تتجاوز الذروة التي سُجلت العام الماضي، وفقاً لتقديرات حكومية.

في المقابل، تسببت الأمطار الغزيرة في المقاطعات الجنوبية مثل قويتشو وغوانغدونغ في اضطراب إمدادات الكهرباء وحدوث انقطاعات في التيار.

وتوقعت مذكرة صادرة عن منصة التداول “أوردوس كول نتوورك” (Ordos Coal Network) أن ترتفع أسعار الفحم بما يتراوح بين 8 و10 يوانات للطن قبل أن تستقر، مشيرة إلى أن اضطرابات الطقس التي تؤثر على واردات الفحم من أستراليا تمثل عاملاً إضافياً يجب رصده.

رقابة مشددة على التعدين

على الصعيد المحلي، يترقب السوق تدقيقاً إضافياً في إجراءات السلامة خلال الفترة المقبلة، استعداداً للعرض العسكري المزمع تنظيمه في بكين أوائل شهر سبتمبر، لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أعلنته جمعية نقل وتوزيع الفحم في الصين خلال إفادة صحفية يوم الأربعاء.

وعادةً ما تستدعي الأحداث الوطنية الكبرى تدقيقاً مكثفاً على أنشطة التعدين، في إطار مساعي الحكومة لتفادي وقوع حوادث قد تُلقي بظلالها على هذه الفعاليات.

أدت عمليات التدقيق البيئي في بعض مراكز التعدين، مثل شانشي ومنغوليا الداخلية، إلى تقليص الإنتاج خلال الأسابيع الأخيرة. ومن المتوقع أن تُبطئ عمليات التدقيق الإضافية المتعلقة بالسلامة وتيرة الإنتاج بشكل أكبر، إلا أن هذه التخفيضات لن تُحدث تأثيراً كبيراً على مخزونات البلاد الوفيرة، بحسب المحلل في جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية لي شياولونغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *