فيديكس” تحذّر من تراجع الأرباح بسبب “بيئة الطلب غير المستقرة

خفضت شركة “فيديكس” توقعاتها للأرباح في الربع الحالي، مشيرة إلى أن ضعف الطلب على الطرود واستمرار الغموض في التجارة العالمية، قد لا ينحسران في المدى القريب.
وقالت الشركة في بيان صدر الثلاثاء، إن الأرباح المعدلة للربع الأول من سنتها المالية ستتراوح بين 3.40 و4 دولارات للسهم الواحد، مقارنة بمتوسط توقعات المحللين الذين استطلعتهم “بلومبرغ” عند 4.03 دولارات.
ورغم أنها عادةً ما تصدر توقعات سنوية كاملة، اكتفت “فيديكس” هذه المرة بتقديم نظرة مستقبلية للربع الحالي فقط، مرجعةً ذلك إلى “بيئة الطلب العالمية غير المؤكدة”. وأوضحت أن التوقعات الحالية تفترض عدم حدوث أي تطورات سلبية إضافية في التجارة العالمية.
قالت بري كارير، رئيسة شؤون العملاء في الشركة خلال مكالمة الأرباح: “لا يمكننا ببساطة التنبؤ بكيفية تطور الأمور في هذا السياق”.
وأشارت إلى أن الشحنات بين الولايات المتحدة والصين، والتي تُعد أكثر المسارات ربحية للشركة، “تدهورت بشكل حاد” في مايو، ومن المتوقع أن تظل الأحجام تحت الضغط خلال الفترة المقبلة.
تحديات أمام التوقعات طويلة الأجل
انخفض سهم “فيديكس” بنسبة 4.8% في تداولات ما بعد الإغلاق في نيويورك، ليواصل خسائره التي بلغت 18% منذ بداية العام، مقارنة بمكاسب بنسبة 3.6% لمؤشر “إس آند بي 500” خلال الفترة ذاتها.
ويُعد الغموض الناتج عن السياسات التجارية غير المتوقعة للرئيس دونالد ترمب من بين أبرز العوامل التي تعيق قدرة التنفيذيين على التنبؤ بمسار أعمالهم. وتشكل هذه الحالة تحدياً خاصاً لـ”فيديكس”، باعتبارها مؤشراً اقتصادياً مهماً نظراً لتعاملها مع قطاعات متنوعة من التصنيع إلى السلع الاستهلاكية.
ورغم جهود الشركة لخفض التكاليف وإعادة هيكلة شبكات التوصيل، خفّض المحللون بالفعل تقديرات أرباح “فيديكس” لعام 2026، وسط مخاوف من أن يؤدي ضعف ثقة المستهلك وتراجع الطلب الصناعي إلى تقويض هذه الخطوات.
جهود خفض التكاليف تؤتي ثمارها
في المقابل، أظهرت نتائج الربع الرابع مؤشرات إيجابية؛ إذ حققت الشركة أرباحاً معدّلة بلغت 6.07 دولار للسهم، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 5.81 دولارات. وساهمت زيادة أحجام الصادرات الأميركية والدولية، ورفع الأسعار، وخفض التكاليف، في دعم النتائج.
وقالت الشركة إن انتهاء عقدها مع هيئة البريد الأميركية، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والأجور، من عوامل الضغط على الأرباح.
ونجحت “فيديكس” في تحقيق هدفها بخفض 2.2 مليار دولار من التكاليف خلال سنتها المالية المنتهية، وتخطط لخفض إضافي بقيمة مليار دولار خلال هذا العام، في إطار خطتها لدمج شبكتي الشحن الأرضي والجوي ضمن كيان تشغيلي موحد.
جاء هذا التقرير المالي بعد أيام فقط من وفاة فريد سميث، المؤسس الأيقوني للشركة، الذي أحدث ثورة في عالم الشحن السريع بإطلاقه خدمة التوصيل الجوي في اليوم التالي، بعد تأسيس الشركة عام 1971.