اخر الاخبار

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط توترات الشرق الأوسط وتحذيرات الفيدرالي

تراجعت الأسهم جنباً إلى جنب مع العملات الحساسة للمخاطر، مع تصاعد المخاوف من احتمال انخراط مباشر للولايات المتحدة في صراع مع إيران، وتحذير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، من تضخم ملموس في الأفق.

وانخفض مؤشر “إم إس سي آي” الإقليمي للأسهم بنسبة 0.8%، مع تراجع الأسهم في جميع أنحاء آسيا. كما هبطت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية، بنحو 0.4% بعد أن أنهى مؤشر “إس آند بي 500” الجلسة السابقة من دون تغيير يُذكر.

وتراجعت عملتا أستراليا ونيوزيلندا مقابل الدولار الأميركي، بينما أُغلقت أسواق سندات الخزانة الخميس بسبب عطلة رسمية في الولايات المتحدة.

وأصبح المستثمرون أكثر حذراً بعد تقرير نشرته “بلومبرغ” أفاد بأن مسؤولين أميركيين كباراً يضعون خططاً لضربة محتملة على إيران خلال الأيام المقبلة.

وكانت الأسواق أصلاً في حالة توتر بعد أن خفّض الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للنمو هذا العام، ورفع توقعاته للتضخم، مما أبرز كيف أن حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية تعقّد جهود البنك المركزي لتخفيف سياسته النقدية.

الأسواق مترددة في تسعير تصعيد كامل مع إيران

قالت شاروي تشانانا، كبيرة المحللين الاستثماريين في “ساكسو ماركتس”: “تشير التقارير إلى جدّية التخطيط للضربة، لكن الأسواق لا تزال مترددة في تسعير تصعيد كامل”. وأضافت: “أي خطأ في التقدير قد يشعل صراعاً أوسع، وستبقى أسواق العملات متوترة حتى تتضح الصورة”.

وفي أسواق السلع، تراجع النفط بعد أسبوع من التداولات المتقلبة، في وقت تركز فيه السوق على ما إذا كان الرئيس دونالد ترمب سيدفع الولايات المتحدة إلى الانخراط في الصراع بين إسرائيل وإيران.

وقال كووك هونغ وونغ، رئيس مبيعات تداول الأسهم المؤسسية في “ماي بنك سيكيوريتيز” بسنغافورة: “أثارت الأخبار عمليات بيع سريعة في البداية، لكن السوق تعافت بعض الشيء في المجمل”. وأضاف: “الأسواق قلقة منذ أن غادر ترمب قمة السبع بشكل مفاجئ من دون حسم قراره بشأن الصراع”.

كان ترمب قد تحدّث علناً لعدة أيام عن احتمال توجيه ضربة لإيران، التي تخوض حرباً مع إسرائيل منذ ما يقرب من أسبوع. وقال للصحفيين في البيت الأبيض يوم الأربعاء إنه يفضل اتخاذ “القرار النهائي قبل الموعد المحدد بلحظة واحدة”، نظراً لطبيعة الوضع المتغيرة في الشرق الأوسط.

مخاوف من تأثير الرسوم على التضخم

صوّت مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالإجماع يوم الأربعاء على الإبقاء على سعر الفائدة المرجعي من دون تغيير. وأشار باول إلى أن ارتفاع الرسوم الجمركية من المرجح أن يرفع الأسعار، مضيفاً أن تأثيرها على التضخم قد يكون أكثر استدامة. وامتنع عن التصريح بشأن ما إذا كان سيبقى في منصبه بعد نهاية ولايته.

وقال باول: “في نهاية المطاف، يجب أن تُدفع تكلفة الرسوم الجمركية، وجزء منها سيقع على عاتق المستهلك النهائي”. وأضاف: “نحن نعلم أن هذا قادم، ونرغب فقط في رؤية جزء منه قبل أن نصدر أحكاماً متسرعة”.

ورغم أن التوقعات المتوسطة لا تزال تشير إلى خفضين في أسعار الفائدة في 2025، فإن عدداً من المسؤولين خفضوا تقديراتهم. وبات سبعة مسؤولين يتوقعون الآن عدم خفض الفائدة هذا العام، مقارنة بأربعة في مارس، فيما أشار اثنان إلى خفض واحد فقط خلال العام.

وقال حارس خورشيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “كاروبار كابيتال” في شيكاغو: “باول لعبها بأمان”. وأضاف: “ما زالوا متمسكين بخفضين حتى الآن، لكن من الواضح أن الرسوم الجمركية أربكتهم. لا يوجد استعجال في التحرك. إنها وضعية صعبة: نمو يتباطأ، تضخم لا يهدأ، ومخاطر جيوسياسية تتصاعد”.

أزمة سياسية في تايلاندا

ارتفعت قيمة الين بنسبة 0.1% مقابل الدولار الأميركي. بينما حافظ الدولار الأسترالي على خسائره السابقة، بعد أن فقد الاقتصاد الأسترالي وظائف بشكل مفاجئ في مايو.

وفي آسيا، تواجه تايلاندا حالة جديدة من عدم الاستقرار السياسي، بعد انسحاب ثاني أكبر حزب في حكومة رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا من الائتلاف الحاكم.

ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي التايواني على سعر الفائدة المرجعي من دون تغيير للربع الخامس على التوالي، في حين يُرجّح أن يُقدم البنك المركزي الفلبيني على خفض الفائدة.

في وقت لاحق من يوم الخميس، ستُعلن البنوك المركزية في سويسرا، والنرويج، وتركيا، والمملكة المتحدة، قراراتها بشأن السياسة النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *