اخر الاخبار

خطة “مانشستر يونايتد” لبناء ملعب بملياري إسترليني تفاقم أعباء الديون

الإعلان المفاجئ هذا الأسبوع عن خطة “مانشستر يونايتد” لبناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف متفرج كان الجانب السهل. أما الآن يأتي التحدي الأكبر وهو تأمين التمويل اللازم.

يبحث المصرفيون مدى الصعوبة التي قد يواجهها النادي لاقتراض ملياري جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) لتشييد هذا الصرح الرياضي. وفقاً لأشخاص مطلعين على سوق التمويل، قد يوفر المقرضون ما بين مليار إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني من خلال الديون، مما يترك فجوة قد تحتاج إلى تغطية من خلال ضخ رأس مال إضافي، بحسب المطلعين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن أي اتفاق سيكون سرياً. 

لكن بعض المشاريع الحديثة لبناء الملاعب، مثل “سبوتيفاي كامب نو” الخاص ببرشلونة، تم تمويلها بالكامل من خلال الديون، مما يشير إلى أن نادياً بحجم “مانشستر يونايتد” قد يكون قادراً على تأمين المبلغ المطلوب. كما أن هناك احتمالاً للحصول على دعم مالي من الحكومة البريطانية الجديدة التي قد تكون مهتمة بتمويل مشاريع تعزز النمو الاقتصادي.

جهات تمويل ملعب “مانشستر يونايتد”

قال الرئيس التنفيذي للنادي، عمر برادة، إن النادي سيدرس جميع الخيارات المتاحة لتمويل المشروع. على الرغم من الأداء المتذبذب للفريق في السنوات الأخيرة، وديونه التي تبلغ بالفعل مليار جنيه إسترليني على الأقل، إلا أنه من غير المرجح أن يعاني “يونايتد” في العثور على ممولين؛ نظراً لكونه أحد أكبر الأندية في العالم.

وفقاً للمطلعين، فإن بنوكاً كبرى مثل “غولدمان ساكس” و”جيه بي مورغان” هما المرشحان الأبرزان للمشاركة في البحث عن حلول تمويلية، خاصة أنهما دعما جيم راتكليف، المالك الشريك للنادي، في معركته للفوز بحصة في النادي العام الماضي. كما يُعتبر “بنك أوف أميركا” مرشحاً آخر، نظراً لكونه مقرضاً للنادي وممولاً لمشاريع ملاعب أخرى، مثل ملعبي “توتنهام هوتسبير” و”ريال مدريد”.

حتى الآن، لم يبدأ النادي محادثات رسمية مع المقرضين، وقد يتغير هيكل التمويل المقترح وفقاً لأوضاع أسواق الائتمان، واحتمالية الحصول على دعم حكومي، وأداء الفريق على أرض الملعب.

قال مانويل جوتيريز، نائب رئيس تصنيفات الشركات في “مورنينغستار دي بي آر إس” (Morningstar DBRS)”: “الصفقات المتعلقة بالملاعب، إذا تمت هيكلتها بحرص، تكون أكثر جاذبية للمستثمرين من الاستثمار في الأندية نفسها. فالإيرادات التي تحققها الملاعب عادةً ما تكون أكثر استقراراً من إيرادات الأندية التي قد تعتمد على بيع اللاعبين أو مصادر دخل متقلبة أخرى”.

التغير في أسواق الائتمان

يكمن التحدي في أن أسواق الائتمان تغيرت منذ آخر مرة جمع فيها “مانشستر يونايتد” ديوناً. فقد أصبح الاقتراض أكثر تكلفة بسبب ارتفاع معدلات التضخم في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن البنوك المركزية بدأت الآن في خفض أسعار الفائدة مجدداً.

يُتوقع أن يعيد النادي تمويل ديونه الحالية كجزء من أي صفقة لجمع الأموال لبناء الملعب، ما سيؤدي إلى مضاعفة مدفوعات الفائدة تقريباً، وهو ما يجعل المقرضين أكثر حذراً من تحميله ديوناً إضافية، وفقاً للمطلعين.

لا يزال مصدر رأس المال الإضافي، إن لزم الأمر، غير واضح. أنفق جيم راتكليف نحو 1.5 مليار دولار للاستحواذ على ما يقرب من ثلث أسهم “مانشستر يونايتد”، ومنذ ذلك الحين بدأ في خفض الوظائف والمزايا لترشيد التكاليف، بينما تحتفظ عائلة غليزر بحصة الأغلبية.

امتنع كل من “مانشستر يونايتد” و”غولدمان ساكس” و”جيه بي مورغان” و”بنك أوف أميركا” عن التعليق على الأمر.

تركز أندية كرة القدم بشكل متزايد على ملاعبها نتيجة تباطؤ نمو عائدات حقوق البث الإعلامي، وتأثير اللوائح التي تربط إنفاق الأندية على اللاعبين بإيراداتها. كما أن إعادة تطوير الملاعب تعيد تشكيل استراتيجيات التمويل، وفقاً لمذكرة صادرة عن “مورنينغستار” (Morningstar) للأبحاث الاستثمارية، في وقت سابق من العام الجاري.

قال مانويل غوتيريز ومايكل غولدبيرغ من “مورنينغستار”: “يمكن أن تحصل الهياكل المالية للأندية الكبرى على تصنيف ائتماني من الدرجة الاستثمارية، شريطة أن تكون الجهة الممولة كياناً خاصاً معزولاً عن الإفلاس”. 

خيارات إبداعية لتمويل الملعب الجديد

قد يكون إنشاء كيان منفصل، مدعوماً بإيرادات مبيعات التذاكر في الاستاد الجديد، أحد الخيارات المطروحة، وفقاً للمطلعين. من المتوقع أن يُضطر النادي إلى جمع الديون عبر وسائل متنوعة، بما في ذلك قروض تمويل المشاريع، ومشاركة أطراف ثالثة، ودعم البلديات، وهو ما يحظى بتأييد عمدة المدينة، بالإضافة إلى إصدارات خاصة طويلة الأجل، بحسب ما ذكره المطلعون.

في عام 2015، جمع النادي 425 مليون دولار من خلال سندات مستحقة في 2027 بفائدة بلغت 3.79%، عندما كانت معدلات الفائدة القياسية منخفضة تاريخياً. كما أنه مستحق عليه قروض بقيمة 225 مليون دولار من “بنك أوف أميركا”، إلى جانب تسهيلات ائتمانية متجددة بنحو 300 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى ديون بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني تقريباً مستحقة لأندية أخرى مقابل صفقات اللاعبين.

يدفع مالك نادي “مانشستر سيتي”، وهو الغريم المحلي، فائدة تبلغ 7.4% على بعض القروض التي أصدرها في أسواق الائتمان الأميركية، ومن غير المرجح أن يحصل “مانشستر يونايتد” على شروط أقل من 6% إلى 7%، وفقاً لأحد المطلعين.

على الجانب الإيجابي، شهدت الأندية التي قامت بتجديد أو بناء ملاعبها خلال العقد الماضي، مثل “أتلتيكو مدريد” و”توتنهام هوتسبير” و”يوفنتوس” ارتفاعاً في إيرادات أيام المباريات والعائدات التجارية بمعدل أسرع بـ2.3 مرة مقارنةً بمتوسط الأندية في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وفقاً لـ”مورنينغستار”. بلغت إيرادات “مانشستر يونايتد” من المباريات 137.1 مليون جنيه إسترليني في موسم 2023/24.

أداء فريق “مانشستر يونايتد”

رفع جيم راتكليف أسعار التذاكر بالفعل، كما نبّه النادي الجماهير باحتمالية زيادتها أكثر. لكن هذه الأخبار تأتي في وقت غير مناسب، حيث يحتل الفريق حالياً المركز 14 من بين 20 فريقاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما قد يكون أسوأ ترتيب له منذ 50 عاماً إذا استمر هذا الأداء حتى نهاية الموسم في مايو.

يهدف مشروع الملعب الجديد الذي سيستغرق بناؤه سنوات إلى مواكبة المرافق الحديثة التي شيدتها بعض أكبر الأندية الأوروبية. وسبق أن تحدث راتكليف عن بناء “ويمبلي الشمال”، في إشارة إلى ملعب ويمبلي في لندن، وهو الاستاد الرئيسي لمنتخب إنجلترا.

بمجرد اكتمال المشروع، قد يكون بإمكان النادي إعادة تمويل ديونه بشروط أكثر جاذبية، وفقاً للمطلعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *