“فورتكسا”: العقوبات الأميركية قد تؤخر شحنات النفط الروسي دون تقليصها

قد تؤدي العقوبات الأميركية الأخيرة على روسيا إلى تأخير شحنات النفط الروسي بدلاً من تقليصها، حسبما يشير أحدث تحليل صادر عن شركة “فورتكسا” (Vortexa) المتخصصة في تتبع قطاع الشحن.

كتبت ماري ميلتون، محللة قطاع الشحن لدى الشركة، في مذكرة حديثة أن الإمدادات الروسية “لن تُفقد، ولكن قد يتأخر وصول عدد محدود من الشحنات”.

وأضافت ميلتون في المذكرة التي نشرت بلومبرغ مقتطفات منها، أن نحو 250 ألف برميل يومياً قد لا تصل إلى الأسواق خلال شهري يناير وفبراير، إلا أن هذه الكمية ستصل لاحقاً في الأشهر التالية، جنباً إلى جنب مع شحنات إضافية تعويضاً عن أي نقص أو تأخير سابق.

ولفتت إلى أن روسيا تستطيع التعامل مع هذه العقوبات عن طريق الاستعانة بمشغلين جدد من خارج الدول الغربية، إضافة إلى مالكي سفن يونانيين يعملون وفق أسعار تقل عن سقف السعر المفروض.

وأشارت المحللة إلى أن الطلب العالمي على النفط الخام ومستويات الإمدادات الروسية لن يتغيرا بشكل جذري نتيجة لهذه العقوبات، مشيرة إلى أن “السوق العالمية لا تستطيع تحمل فقدان النفط الروسي، ومن غير المرجح أن يحدث ذلك”.

تقييد شحنات النفط الروسي

فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية قيوداً على 158 ناقلة نفط تشارك في تجارة النفط الروسية، فيما استهدفت وزارة الخارجية ثلاث سفن أخرى. وتُعد هذه التدابير جزءاً من الجولة الأكثر شراسة من العقوبات المفروضة على هذه التجارة من جانب أي قوة غربية منذ اندلاع حرب أوكرانيا قبل نحو ثلاثة أعوام.

اقرأ أيضاً: العقوبات الأميركية على النفط الروسي تقفز بأسعار ناقلات الشحن

إلا أن تحليل السفن التي استهدفتها واشنطن يُظهر أن حوالي 1.5 مليون برميل يومياً من الخام المنقول من موانئ المحيط الهادئ والقطب الشمالي قد تتقلص بشكل حاد. ويعتمد أكثر من ثلث هذه الشحنات على ناقلات متخصصة ومصممة خصيصاً لهذه العمليات، والتي سيكون استبدالها أمراً بالغ الصعوبة. أما بالنسبة لتدفقات “خام الأورال” الأساسية في روسيا، والتي تُصدر عبر موانئ بحر البلطيق والبحر الأسود، فمن المتوقع أن تواجه قيوداً أقل حدة، لكنها تظل مؤثرة بشكل كبير، وفق بلومبرغ.

تأثير العقوبات على روسيا

تُظهر بيانات تتبع حركة السفن أن الجولات السابقة من العقوبات الأميركية كانت مؤثرة للغاية على تجارة النفط الروسي، حيث غيرت سلوك المشترين الصينيين والهنود الذين أصبحوا أكثر حذراً لتجنب الوقوع تحت طائلة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية.

اقرأ أيضاً: النفط الروسي يتكدس قرب سواحل الصين بعد العقوبات الأميركية

ومنذ أن بدأ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في فرض عقوبات على الناقلات المشاركة في تجارة النفط الروسية في أكتوبر 2023، لم تتمكن سوى ناقلتين من أصل 39 ناقلة استهدفتها العقوبات الأسبوع الماضي من نقل أكثر من شحنة واحدة، بينما توقفت 33 ناقلة عن العمل تماماً، وفق بلومبرغ.