اخر الاخبار

مؤشرات الأسهم الأميركية تسجل أقوى أداء أسبوعي في 2024

دفعت موجة من البيانات التي أظهرت قوة الاقتصاد الأميركي مؤشرات الأسهم لتسجيل أفضل أداء أسبوعي لها هذا العام، مع تدخل المشترين بعد التراجع الأخير.

واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية صعودها للجلسة السابعة على التوالي، ليسجل مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) أفضل أداء له في مثل هذه الفترة منذ أكتوبر 2022. وقبل أسبوع واحد فقط من خطاب جيروم باول في جاكسون هول، وايومنغ، يأمل المتداولون أن يحدد رئيس الاحتياطي الفيدرالي توقعات اجتماع السياسة النقدية المقبل. وفي حين نجح المسؤولون في خفض التضخم، فإن سوق العمل لا تزال محل قلق.

وضعت سوق الأسهم حداً لسلسلة من الخسائر استمرت أربعة أسابيع والتي غذتها جزئياً المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض تكاليف الاقتراض بالسرعة الكافية لمنع حدوث تباطؤ أعمق بأكبر اقتصاد في العالم. أظهرت البيانات هذا الأسبوع تراجع التضخم، وقوة الاستهلاك، وأحيت الآمال في أن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق هبوط سلس.

عودة الثقة في وول ستريت

قال مارك هاكيت من “نيشن وايد”: “بيانات التضخم المطمئنة هذا الأسبوع عززت ثقة المستثمرين، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في التفاؤل بالسوق. لا تزال عقلية (الشراء عند انخفاض الأسعار) المستمرة قائمة، في ظل تسابق المستثمرين الذين ظلوا على الحياد خلال الشهر الماضي على العودة”.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” لمنطقة 5555 نقطة. ارتفعت أسعار معظم أسهم الشركات الكبرى بقيادة “إنفيديا”. سجل سهم “نايكي” أطول سلسلة صعود له منذ أكثر من ثماني سنوات. وهوي سعر سهم “أبلايد ماتريالز” (Applied Materials) بعد أن خيبت توقعات المبيعات آمال المستثمرين الذين كانوا يتطلعون لعائد أكبر من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. وانخفض “مؤشر الخوف” في وول ستريت -“VIX”- إلى ما دون 15 نقطة.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 3.88%. وهبطت قيمة الدولار للأسبوع الثالث على التوالي، مسجلةً أطول سلسلة خسائر منذ مارس. تحولت صناديق التحوط إلى التفاؤل حيال العملة اليابانية للمرة الأولى منذ 2021 بعد أن أدت التقلبات الحادة في أسواق الصرف الأجنبي إلى تراجع الإقبال على تجارة الين الشهيرة.

وصل سعر الذهب إلى مستوى 2500 دولار، مدعوماً بالآمال بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من خفض أسعار الفائدة.

إشارات مطمئنة

مع انتعاش الأسهم الأميركية، تبدو عمليات البيع التي حدثت هذا الصيف أشبه بوقفة لالتقاط الأنفاس في السوق الصاعدة أكثر من كونها بداية نهايتها (أي موجة الصعود).

وبطبيعة الحال، ناضل المتداولون للتنبؤ بوجهة الاقتصاد، كما أن مخاوف الركود -التي ساعدت في تفاقم التراجع الأخير- يمكن أن تعود إلى الظهور مرة أخرى بنفس السرعة التي تلاشت بها. علاوة على ذلك، تضيف الانتخابات الأميركية والتوترات الجيوسياسية عوامل أخرى من عدم اليقين. ولكن يكمن أسفل كل ذلك بعض الإشارات المطمئنة.

من بين الإشارات المطمئنة: ضربت ضغوط البيع شريحة صغيرة نسبياً من السوق، بعيداً عن نطاق التراجعات التي أثارها رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والوباء والأحداث المحورية الأخرى. وفي حين أن التقييمات معرضة لخطر إعادة المعايرة مرة أخرى إذا انتهى الأمر بتعثر الاقتصاد، فإن مؤشر “إس آند بي 500” خلال تراجعه الأخير ظل متماسكاً فوق العتبة التي -يراها المحللين الفنيين، على الأقل- تبعث على استمرار ثقة المستثمرين.

يعمل التمركز بالسوق والعوامل الكلية على تحويل انحراف السوق إلى الإيجابية، لكن يجب على المستثمرين الاستمرار في التركيز على شراء الأصول عالية الجودة، وفق توني باسكوارييلو من “غولدمان ساكس”. كتب باسكوارييلو في مذكرة للعملاء يوم الجمعة، في إشارة إلى بيانات الوساطة الرئيسية لـ”غولدمان ساكس” والتي تتتبع مراكز صناديق التحوط وآخر تحديث من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع: “لقد قام مجتمع المضاربين بتشذيب قدر لا بأس به من الأسعار منذ أعلى مستوياتها في يوليو”.

“اتجاه واحد”

قال فلوريان إلبو، من شركة “لومبارد أودييه انفستمنت مانجرز” (Lombard Odier Investment Managers): “كان الأسبوع في الأساس أسبوعاً في اتجاه واحد، وتكبد أصحاب التوقعات المتشائمة خسائر قوية. ومع ذلك، لا تزال البيانات الاقتصادية تحمل تناقضات. ولا تزال هناك شكوك كبيرة قائمة، مما يستدعي الحذر من الإفراط في التفاؤل”.

ومن “بنك أوف أميركا كورب”، يقول رالف بروسر إن الأسابيع القليلة المقبلة ستحدد على الأرجح ما إذا كان الأمر سينتهي بالاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة بإجمالي 50-75 نقطة أساس هذا العام أو بشكل أكثر قوة. وقال: “ما زلنا متفائلين حيال أسعار الفائدة الأميركية، ونتوقع أن يسفر عن جاكسون هول عمليات بيعية ستكون حينها فرصة للشراء”.

 

ترقب لتصريحات باول في “جاكسون هول”

يُنتظر أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول يوم الجمعة المقبل في ندوة السياسة الاقتصادية في جاكسون هول التي يعقدها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي.

ومع اقتراب البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين، سيتم تحليل تعليقات باول عن كثب بحثاً عن أي تلميحات حول رؤية رئيس الاحتياطي الفيدرالي للاقتصاد في أعقاب تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع واستمرار تراجع التضخم.

استقرت الرهانات في سوق عقود المقايضة، لتشير ضمناً بخفض لأسعار الفائدة بحوالي 30 نقطة أساس الشهر المقبل، وبإجمالي 93 نقطة أساس بحلول نهاية العام. ويمثل ذلك تراجعاً كبيراً بعد أن توقع المتداولون إجمالي خفض للفائدة بأكثر من 150 نقطة أساس في 2024 في وقت سابق من هذا الشهر.

25 نقطة أساس؟

قال إيان لينجن من “بي إم او كابيتال ماركتس” (BMO Capital Markets): “سيبحث المستثمرون أيضاً عن أي توجيهات بشأن ما إذا كان باول يميل نحو خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس”. و”نحن بالطبع في معسكر الـ25 نقطة أساس، ونتوقع أن يميل رئيس الاحتياطي الفيدرالي للتأكيد على المرونه من خلال الإطار (المعتمد على البيانات)”.

“نحن نتوقع أن يشير باول إلى أنه في ضوء التقدم الأخير، من المرجح أن يخفف الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية الشهر المقبل، دون الالتزام الكامل بحجم خفض سعر الفائدة. نتوقع خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس”، وفقاً للاستراتيجيين في “تي دي سيكيوريتيز”.

وبينما أشارت البيانات الأخيرة إلى أن خفض الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر يبدو أكثر احتمالا من إجراء خفض أكبر، نظراً لتركيز بنك الاحتياطي الفيدرالي المتزايد على سوق العمل، فإن تقرير الوظائف القادم سيكون حاسماً في تحديد القرار النهائي، وفق فؤاد رزاقزادة في “سيتي إندكس” و “فوركس دوت كوم”.


يُرجح أن تكون الرسالة الرئيسية في خطاب باول هي أن السياسة النقدية بشكل عام عملت على النحو المنشود، وأن المستوى الحالي لأسعار الفائدة مقيد. وربما يقول إن توازن المخاطر بين صلاحيات الاحتياطي الفيدرالي -التوظيف والتضخم- يكاد يكون متساوياً. ونتوقع منه أن يشير إلى أن خفض سعر الفائدة قادم، ولكن دون الإشارة إلى ما إذا كان ذلك سيكون 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس. وسيعتمد ذلك على تقرير الوظائف لشهر أغسطس

آنا وونغ من بلومبرغ إيكونوميكس

 

 

يقول ستيف سوسنيك من “إنتر أكتف بروكرز” (Interactive Brokers):” كلما فكرت وناقشت النتائج المحتملة لاجتماع جاكسون هول الأسبوع المقبل، كلما عدت إلى هذا القلق: إن الرئيس باول سيطلب منا تحجيم حماسنا”.

“لا يبدو من المناسب أن يعيد الرئيس باول التأكيد على توقعات (السوق) (لأكثر من ثلاثة تخفيضات هذا العام) في خطابه في جاكسون هول الأسبوع المقبل خاصة أن ذلك سيجعله يتخطى ملخص التوقعات الاقتصادية الأخير قبل أسابيع فقط من موعد صدور التوقعات الاقتصادية المقبلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *