اخر الاخبار

مخزون النفط القياسي في الصين يؤمنها مؤقتاً من تداعيات صراع إيران

لا تشعر شركات تكرير النفط الصينية، أكبر مستوردي الخام الإيراني في العالم، بالقلق حالياً من احتمال توقف الإمدادات القادمة من الشرق الأوسط، في ظل وجود مخزون قياسي في الصين يؤمنها مؤقتاً.

في الفترة الحالية، يبلغ إجمالي المخزونات المحلية في الصين مستوى قياسياً عند 1.18 مليار برميل، وفقاً لشركة “كايروس” (Kayrros)، التي تتابع المخزونات. ويشمل ذلك المخزونات في منطقة شاندونغ، التي تتركز فيها مصافي التكرير الخاصة، إذ وصلت إلى أعلى مستوى عند 355 مليون برميل، ويرجع جزء من هذا الارتفاع إلى افتتاح صهريج تخزين ومصفاة تكرير جديدين، وفقاً لأنطوان هالف، المؤسس الشريك وكبير المحللين في “كايروس”.

يُعد توفُر المخزونات على مستوى البلاد، إلى جانب انخفاض هوامش أرباح التكرير والتراجع الموسمي في الطلب، كلها عوامل تعطي شركات التكرير مساحة أكبر للمناورة، في الفترة الحالية على الأقل. ووصلت معدلات المعالجة في شركات التكرير المستقلة- التي تعرف باسم “أباريق الشاي” (teapots)- إلى نحو 45%، قرب أدنى مستوى منذ ثلاثة أشهر، بحسب “مايستيل أويل كيم” (Mysteel OilChem).

حرب إيران وإسرائيل تعصف بسوق النفط

قال جيانان صن، المحلل لدى شركة “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects)، إن “في ظل ارتفاع فائض المخزونات، لن تكون المصافي الخاصة في عجلة لإيجاد مصادر بديلة للنفط الإيراني حال تعطل الإمدادات. وإذا فقدت المصافي الصينية الخاصة الخام الإيراني بشكل دائم، لا نتوقع أن تستبدل كل إمدادات إيران بخامات مرتبطة بالسعر القياسي، إذ سيضطر بعضها إلى خفض معدلات التشغيل في نهاية المطاف”.

شهدت سوق النفط العالمية اضطراباً خلال الأسبوع الماضي بعد هجوم إسرائيل على إيران في محاولة لعرقلة برنامجها النووي، فيما تدرس الولايات المتحدة حالياً قرار إمكانية المشاركة في الهجوم. وقد أثارت الأعمال العسكرية قلقاً بالغاً إزاء احتمال استهداف البنية التحتية للنفط، أو الناقلات، أو الممرات الملاحية الحيوية، ما يُحتمل أن يعيق إمدادات النفط القادمة من إيران أو كبرى الدول المنتجة الأخرى في منطقة الخليج العربي.

قد يكون هناك الكثير على المحك بالنسبة لشركات التكرير الصينية، إذ حذرت بكين من أن الصراع بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى حالة عدم استقرار أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، بينما يتواصل وزير الخارجية وانغ يي مع الدولتين. وتعد الصين، أكبر اقتصاد في آسيا، أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، كما أنها الوجهة الرئيسية للخام الإيراني الخاضع لعقوبات أميركية.

ارتفاع مخزونات النفط في الصين

تتجاوز مخزونات النفط الموجودة المستويات الموسمية التقليدية، بحسب “أويل إكس” (OilX)، التابعة لـ”إنرجي أسبكتس”، وتشير تقديراتها إلى أن مستويات المخزون في المحطات في شاندونغ هذا الشهر أعلى بنسبة 10% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

لم يطرأ تغيير يُذكر على التخفيضات المقدمة على صفقات الخام الإيراني الخفيف الفورية تسليم يوليو، وظلت ما بين دولارين و3 دولارات للبرميل مقارنةً بسعر خام برنت القياسي، ولم تبدأ شركات التكرير بعد في البحث عن بدائل، مثل خام “إسبو” الروسي الذي يجري تحميله من أقصى شرق روسيا، بحسب متداولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المعلومات. 

رغم ذلك، طُرحت عروض للخام الإيراني الخفيف بتخفيضات أكبر، إلا أنه لم تبرم أي صفقات بعد، بحسب المتداولين. إضافة إلى ذلك، أشارت شركة “إف جي إي” (FGE) للاستشارات، في مذكرة صدرت في 18 يونيو، إلى روايات غير مؤكدة عن إلغاء بعض عروض الخام الإيراني.

وقال ميكال ميدان، مدير برنامج “بحوث الطاقة الصينية” في معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة، إن “المصافي الخاصة خفضت مشترياتها من الخام الإيراني في الآونة الأخيرة نتيجة العقوبات الثانوية، وراكمت مخزونات محلية، لذا يمكنها تحمل توقف أو اضطراب قصير المدى في الإمدادات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *