إيرباص” تهيمن على صفقات “باريس للطيران” وسط غياب “بوينغ

اختتمت شركة “إيرباص” مشاركتها في “معرض باريس للطيران” بسلسلة جديدة من طلبيات الشراء لطرازها المتقدم “إيه 350” (A350)، لتحرز بذلك تفوقاً تاماً خلال المعرض، في وقت اختارت فيه منافستها اللدودة “بوينغ” تأجيل أي إعلانات بعد حادث تحطم مميت لطائرة تابعة لها قبل أيام من انطلاق المعرض.
في اليوم الثالث من المعرض، وهو عادةً اليوم الأخير الذي تعلن فيه الشركات عن صفقات قبل فتح الحدث للجمهور، حصلت “إيرباص” على التزامات شراء لـ10 طائرات من طراز “إيه 350-1000” من شركة “ستارلكس إيرلاينز” (Starlux Airlines) التايوانية، إلى جانب ست طائرات أصغر من طراز “إيه 350-900” من شركة “مصر للطيران”.
الطراز “إيه 350” المتقدم، القادر على الطيران من نيويورك إلى سنغافورة بدون توقف، كان نجم الحدث؛ إذ سارعت شركات الطيران إلى طلب هذه الطائرة عريضة البدن في إطار خططها لتجديد الأسطول مستقبلاً.
كما حصل الطراز المخصص للشحن من “إيه 350″، والذي يُتوقع أن ينال اعتماداً تنظيمياً في عام 2027، على التزامات شراء من شركة “أفيليس” (AviLease) السعودية و”إم إن جي إيرلاينز” (MNG Airlines) التركية، ما يعزز مكانة “إيرباص” في سوق الشحن الجوي التي لطالما هيمنت عليها “بوينغ”.
إجمالي طلبيات “إيرباص”
بلغ إجمالي الطلبيات المؤكدة التي حصلت عليها “إيرباص” في معرض باريس 148 طائرة، مع إمكانية ارتفاع هذا العدد إلى 406 طائرات في حال تحويل جميع الالتزامات المبدئية إلى صفقات نهائية.
شهد المعرض أيضاً طلبيات جديدة لطائرة “إيه 220” الصغيرة التابعة لـ”إيرباص”، حيث وقّعت شركة “الخطوط الجوية البولندية” (LOT Polish Airlines) التزاماً بشراء ما يصل إلى 84 وحدة، متفوقة على عرض منافس من شركة “إمبراير” (Embraer) البرازيلية لطرازها “E2”.
كما أبرمت “إيرباص” صفقات لطائراتها من عائلة “إيه 320″، وهي الطائرة ذات المدى القصير التي تشكّل العمود الفقري لأساطيل العديد من شركات الطيران حول العالم.
بحسب تقديرات شركة الاستشارات الجوية “إيشكا” (Ishka)، فإن قيمة هذه الصفقات لا تقل عن 14.7 مليار دولار، وقد تتجاوز 35 مليار دولار إذا تم تأكيد جميع الطلبات. وغالباً ما تفاوض شركات الطيران على خصومات كبيرة عند طلب عدد كبير من الطائرات.
على الرغم من التقدم لصالح “إيرباص” في المنافسة الشرسة المعتادة على طلبات الشراء خلال المعرض، إلا أن انطلاقة حدث هذا العام جاءت في ظل أجواء مأساوية، إذ شهد الأسبوع السابق تحطم طائرة “بوينغ 787 دريملاينر” كانت تُشغّلها “الخطوط الجوية الهندية” (Air India) عقب إقلاعها في الهند، ما أسفر عن مصرع جميع الركاب باستثناء شخص واحد من أصل 242 راكباً كانوا على متنها، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 30 شخصاً على الأرض.
بسبب هذا الحادث، ألغت “بوينغ” مشاركة كبار مسؤوليها التنفيذيين في المعرض، وأجّلت أي إعلانات تجارية كانت تعتزم تقديمها خلال الفعالية، التي تُعد إلى جانب معرض “فارنبورو” بالقرب من لندن، المنصة السنوية الأبرز لصناعة الطيران والدفاع في أوروبا.
بعد قرابة أسبوع من الحادثة المأساوية، لا تزال أسبابها غير معروفة، فيما يعمل فريق من خبراء “بوينغ” على الأرض لدعم التحقيقات، بالتعاون مع محققين ومنظمين أميركيين.