القمة العالمية للحكومات 2025: مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته الدولة في مجال المساواة بين الجنسين

عقد مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين “منتدى التوازن بين الجنسين” ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، التي تعقد تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”. ويهدف المنتدى إلى تكثيف الجهود لتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع دول العالم والمنظمات الدولية، بما يرسخ مكانة الإمارات عالمياً كنموذج رائد في التوازن بين الجنسين، وتحقيق المزيد من التقدم في هذا الملف على مستوى المنطقة والعالم، باعتباره ركيزة أساسية للنمو المستدام.

وعُقد المنتدى بحضور أعضاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين وشخصيات محلية وإقليمية ودولية بما في ذلك معالي إيفيكا سيلينا، رئيسة وزراء جمهورية لاتفيا.

وخلال مشاركتها في منتدى التوازن بين الجنسين، قالت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، أن التوازن بين الجنسين يمثل أولوية وطنية في دولة الإمارات، ونتيجة لرؤية ودعم القيادة الرشيدة وإيمانها بأهمية المشاركة المتكافئة للمرأة والرجل في جهود التنمية وبناء المستقبل.

الإمارات الأولى إقليمياً في مؤشرات المساواة بين الجنسين

وأضافت الشيخة منال: “إننا نجني اليوم ثمار هذه الرؤية الاستشرافية وأصبحت التجربة الإماراتية في التوازن بين الجنسين، وخلال فترة زمنية قياسية، من التجارب العالمية الملهمة، حيث تأتي في المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً بمؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما تأتي في المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2024، الصادر عن البنك الدولي، والعديد من المؤشرات والتقارير العالمية الأخرى المعنية بالمرأة والتوازن بين الجنسين”.

وأضافت أن الوصول لهذه المرتبة المتقدمة عالمياً قد تحقق بفضل التعاون الوثيق بين كافة الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشراكة النموذجية مع القطاع الخاص لتحقيق المستهدفات الوطنية، فضلاً عن التعاون المثمر مع المؤسسات الدولية، مع مراعاة خصوصية المجتمع الإماراتي، مؤكدةً مواصلة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين جهوده المكثفة لتحقيق مزيد من الإنجازات وجعل الإمارات من الدول المصدرة لأفضل الممارسات في هذا المجال.

وأعربت الشيخة منال عن سعادتها بمشاركة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين سنوياً في أعمال القمة العالمية للحكومات قائلةً: “نتطلع من خلال مشاركتنا في الدورة الجديدة لهذا الحدث العالمي الذي تنظمه حكومة دولة الإمارات إلى ترسيخ نهج الشراكات الذي يعد محوراً رئيسياً في استراتيجية عمل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، بما يقود إلى تحقيق مزيد من التقدم في التوازن بين الجنسين على مستوى المنطقة والعالم، ضمن حوار هادف وبناء يسهم في صياغة إستراتيجات ورؤى مشتركة بشأن التحديات الراهنة على الصعيد المجتمعي والثقافي والاقتصادي وما تفرزه التغيرات التقنية المتسارعة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الخامس بشأن التوازن بين الجنسين وتمكين جميع الفتيات والنساء”.

أهم الإنجازات في تحقيق التوازن بين الجنسين

وبدورها، أكدت سعادة منى غانم المري، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين على أهمية انعقاد منتدى التوازن بين الجنسين ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في تسليط الضوء على التجربة الإماراتية الرائدة في التوازن بين الجنسين وما حققته الدولة من إنجازات ملهمة بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة.

وقالت المري أن الإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال التوازن بين الجنسين، والتي ارتقت من خلالها إلى مصاف دول العالم، ليست وليدة الصدفة، لكنها نتيجة لسياسات مدروسة ومبادرات هادفة وشراكات استراتيجية، مشيرةً إلى بعض هذه الإنجازات، حيث تشغل المرأة نحو ثلث المناصب الوزارية في حكومة الإمارات، و50 في المئة من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، وتمثل نحو 57 في المئة من خريجي تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعات الدولة وهي من أعلى المعدلات العالمية، إضافة إلى أنها تمثل 46 في المئة من سوق العمل بصفة عامة.

كما أكدت المري حرص مجلس التوازن بين الجنسين على تبادل المعرفة والخبرات مع دول المنطقة والعالم خلال القمة العالمية للحكومات. وقالت: “إن الجلسة النقاشية التي تعقد ضمن فعاليات المنتدى بمشاركة مسؤولين عالميين وإقليميين تمثل كذلك فرصة مواتية لتسليط الضوء على التقدم الإقليمي في الإصلاحات القانونية المتعلقة بالتوازن بين الجنسين والمبادرات والبرامج والاستراتيجيات المبتكرة وتأثيرها في تعزيز التوازن بين الجنسين والشمولية”.

الإصلاحات التشريعية التي تعزز التوازن بين الجنسين في الإمارات

وخلال كلمتها الافتتاحية في المنتدى، ألقت سعادة هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، عضو مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين الضوء على أهم المبادرات والمشاريع التي أطلقها ونفذها مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منذ تأسيسه العام 2015 برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم.

كما استعرضت أبرز إنجازات دولة الإمارات في التوازن بين الجنسين، ومنها ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية، بما في ذلك عضوية مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة المدرجة بأسواق المال في الدولة وشركات المساهمة الخاصة، وتمثيلها بنسبة 50 في المئة في المجلس الوطني الاتحادي.

وأضافت الهاشمي أن دولة الإمارات قادت المنطقة في قوانين المساواة في الأجور، مما يضمن حصول الرجال والنساء على أجور متساوية مقابل نفس العمل، وإقرار إجازة الأبوة، مما يعزز مبادئ الشمولية والمسؤولية الأبوية المشتركة، مؤكدةً أن القوانين والتشريعات والسياسات التي قادت إلى تعزيز التوازن بين الجنسين في الدولة لا تتعلق بالعدالة فحسب، بل إنها تدفع الاقتصاد إلى الأمام.

وتحدثت الهاشمي أيضاً عن دور المؤشر الوطني للتوازن بين الجنسين الذي تم إطلاقه العام 2016 في مساعدة الجهات الحكومية في إطلاق مبادرات داعمة ترسخ التوازن بين الجنسين في بيئة العمل، حيث ارتفعت مؤشرات الإدراك التي تقيس التوازن بين الجنسين من 45 في المئة في العام 2016 إلى 87 في المئة في العام 2022، مع توقعات تتجاوز 90 في المئة، مما يؤكد الجهود المستمرة لتعزيز الشمولية في مكان العمل.

وعن التطلعات المستقبلية لدولة الإمارات بعد تحقيقها إنجازات مرموقة بمؤشرات التنافسية العالمية، قالت: “إن التزامنا يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الوطنية، ومن خلال مبادرات مثل مركز الإمارات للتوازن بين الجنسين للتميز والتبادل المعرفي، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع البنك الدولي، نعمل على تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل أفضل الممارسات والعمل مع شركائنا لتعزيز التشريعات الداعمة.” وأكدت أن التوازن بين الجنسين ليس هدفاً مجرداً، بل هو واقع نبنيه كل يوم من أجل مستقبل يتمتع فيه الجميع بتكافؤ الفرص وتمكين كل امرأة ورجل من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

اقرأ أيضاً: رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد يرحّبان بضيوف الإمارات المشاركين في القمة العالمية للحكومات 2025

رئيسة وزراء لاتفيا تسلط الضوء على الالتزام بالمساواة بين الجنسين

وخلال كلمتها في بداية فعاليات المنتدى، أعربت معالي إيفيكا سيلينا رئيسة وزراء جمهورية لاتفيا عن سعادتها بزيارة دولة الإمارات ومشاركتها في القمة العالمية للحكومات 2025، وأكدت أن لاتفيا تنظر بعين الإعجاب والتقدير للتجربة الإماراتية في التوازن بين الجنسين وما حققته من مستويات متقدمة، مضيفة أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً رائداً في هذا المجال وفي مجال دعم وتمكين المرأة على كافة المستويات. كما أكدت على أهمية تكافؤ الفرص بين الجميع كأساس لتحقيق النمو والازدهار لأي مجتمع، وكيف قادت حكومة بلادها التغيير في إصلاح سياسات التوازن بين الجنسين.

واستعرضت رئيسة وزراء لاتفيا تجربة بلادها في ترسيخ المساواة بين الجنسين، وقالت :”حكومة لاتفيا لديها التزام تام بتعزيز المساواة بين الجنسين على المستوى المحلي والخارجي من خلال التعاون والشراكة مع دول العالم والمؤسسات الدولية، وفخورون بالنسبة المرتفعة لوجود المرأة في الأدوار القيادية لدينا ونتطلع لتحقيق مستويات أكثر تقدما”.

وتطرقت إلى جهود لاتفيا في سن قوانين لمكافحة العنف ضد النساء في المنزل، حيث تم إقرار تشريعات متقدمة، وفي العام 2024 تم اعتماد خطة وطنية لمنع هذه الظاهرة، مؤكدةً على أهمية التعليم كأداة قوية لذلك، مشيرة كذلك إلى اتخاذ تدابير قانونية لتعزيز دور الرجال في رعاية الأطفال والمشاركة المتساوية في المسؤوليات.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.