الأسهم الآسيوية ترتفع مع توقعات الأسواق بخفض الفائدة
ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم الخميس بعد أن أوقفت الأسهم الأميركية تراجعها الذي استمر يومين بفضل بيانات التضخم الإيجابية، التي دعمت التوقعات بخفض سعر الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر.
تفوقت الأسهم اليابانية على نظيراتها في المنطقة مع تغير طفيف في بورصات أستراليا والبر الرئيسي للصين. وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التعاملات الآسيوية عقب ارتفاع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.9% إلى مستوى مرتفع جديد أمس الأربعاء، بفعل الأداء القوي لشركات التكنولوجيا، ما دفع كل من شركتي “أمازون”، و”ميتا بلاتفورمز” إلى تحقيق أرقام قياسية جديدة. كما ارتفع سهم “برودكوم” (Broadcom Inc) بنسبة 6.6% بعد تقرير يفيد بأن شركة تصنيع الرقائق كانت تعمل على صفقة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع شركة “أبل”.
وقفزت عوائد سندات الحكومة والدولار الأسترالي اليوم بعد أن أظهرت بيانات إضافة المزيد من الوظائف إلى الاقتصاد بأكثر من المرتقب، وانخفاض البطالة على نحو غير المتوقع، في علامة إضافية على مرونة الاقتصاد. وكانت سندات الخزانة ثابتة اليوم بعد أن أدّت عمليات البيع في الجلسة السابقة إلى ارتفاع العائدات عبر المنحنى.
ترجيح خفض الفائدة
جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، التي صدرت يوم الأربعاء، متماشية مع التوقعات، بما عزز توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقتٍ لاحق من ديسمبر الحالي. وقام متداولو عقود المقايضة الآن بتسعير مثل هذه الخطوة فعلياً، مقارنةً بفرصة نسبتها 75% قبل أسبوع. وانخفض مؤشر قوة الدولار اليوم، مما أدى إلى اعتدال المكاسب التي حققها الأربعاء، والتي ساعدها ارتفاع عوائد سندات الخزانة.
تاكاشي إيتو، كبير الاستراتيجيين في “نومورا سيكيوريتيز”، قال: “حقيقة أن التضخم في الولايات المتحدة لا يتباطأ بسرعة تعزز وجهة النظر القائلة بأن الاقتصاد سيتحسن اعتباراً من العام المقبل فصاعداً، كما زادت شهية المستثمرين للمخاطرة”.
بالنسبة للعملات، ظل الوون ثابتا، وسط اتهام رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول المعارضة بمحاولة شل إدارته والانحياز إلى كوريا الشمالية في خطابٍ مثّل تحديا، في وقتٍ دعا رئيس الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس إلى عزله.
سعر صرف اليوان الصيني
حددت الصين سعر صرف أقوى من المتوقع لليوان اليوم لتعزيز دعمها للعملة بعد تراجعها بفعل تقرير لوكالة “رويترز” أفاد بأن الصين تدرس خفض قيمة صرف عملتها العام المقبل.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يضع مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في الصين، الذي يستمر يومين، سياسات العام المقبل، في أعقاب إشارات التحفيز من المسؤولين.
وترى إيمي شيه باتريك، رئيسة استراتيجيات الدخل في مجموعة “بيندال”، بمقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، أنه يجب على المسؤولين التركيز على “كيف سيقدمون التحفيز المالي بشكل مباشر أكثر للمستهلكين حتى يتمكن الاقتصاد من التحول بشكل مباشر إلى الاستهلاك بدلاً من الاستثمار”.
ارتفع الين مقابل الدولار الأميركي، مقلصاً انخفاضه يوم الأربعاء. ويرى مسؤولو بنك اليابان أن تكلفة الانتظار قبل رفع أسعار الفائدة ستكون قليلة، في حين لا يزالون منفتحين على رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل اعتماداً على البيانات وتطورات السوق، وفقاً لأشخاص مطلعين.
بدوره، رفع البنك المركزي البرازيلي سعر الفائدة القياسي بمقدار نقطة مئوية كاملة إلى 12.25% في وقت متأخر من يوم الأربعاء، ووعد بإقرار زيادتين بالمعدل نفسه في الاجتماعين المقبلين، حيث يسارع لاستعادة ثقة المستثمرين وترويض توقعات التضخم.
وتقدم الدولار الكندي بعد أن كان يحوم قرب أدنى مستوياته في أربع سنوات ونصف بمجرد أن أشار صناع السياسة إلى استعدادهم لإبطاء التيسير النقدي. وخفض بنك كندا سعر الفائدة 50 نقطة أساس يوم الأربعاء، وهو التخفيض الكبير الثاني على التوالي.
مؤشر الخوف
من المتوقع أيضا أن يقوم البنك الوطني السويسري والبنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة اليوم الخميس.
أما في سوق السلع، فارتفعت العقود الآجلة للخام بعد تقرير “بلومبرغ نيوز” بأن إدارة بايدن تدرس فرض عقوبات جديدة على تجارة النفط الروسية، وهي خطوة قد تُضيّق المعروض في السوق. وحذر البيت الأبيض من أن روسيا قد تطلق صاروخا باليستيا آخر متوسط المدى على أوكرانيا، بعدما قالت موسكو إن كييف ضربت أراضيها بأسلحة زودتها بها الولايات المتحدة.
انخفض مؤشر الخوف في وول ستريت (VIX) إلى أقل من 14 نقطة بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مؤشر على أن السوق تتوقع الهدوء على المدى القريب. من المتوقع أن تستفيد الأسهم والسندات الطويلة الأجل مع تلاشي المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم، بحسب جيف شولز من شركة “كلير بريدج إنفستمنتس” (ClearBridge Investments).
شولز أضاف أن “النقاش بشأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل بين التخفيض أو الإبقاء على سعر الفائدة قد انتهى”. متابعاً: “يجب أن تكون قراءة التضخم هذه داعمة للمخاطرة في الأصول وتوفر رياحاً مواتية لأسواق الأسهم، بينما نتحرك خلال إحدى أقوى الفترات الموسمية في العام”.