بريق الأسواق الناشئة يجتذب 36.5 مليار دولار في يوليو
جذبت الأسواق الناشئة تدفقات قيمتها 36.5 مليار دولار خلال يوليو 2024، لتمثل زيادة كبيرة مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة البالغ متوسطها نحو 10 مليارات دولار، وذلك بدعم إصدارات جديدة مهمة من جانب الدول والشركات، وفق معهد التمويل الدولي.
تدفقت الأموال على تلك الأسواق بخلاف الصين، بواقع 7.1 مليار دولار في سوق الأسهم و29.4 مليار دولار في أدوات الدين، على الرغم من التقلبات المتزايدة في السوق، الناجمة عن المخاطر السياسية وعدم اليقين بشأن السياسة النقدية وتراجع دور تجارة الفائدة، حسب تقرير حديث.
على النقيض من الأشهر السابقة، تراجع دور تجارة الفائدة، ويُعزى ذلك أساساً إلى ارتفاع قيمة الين الياباني. ارتفعت العملة اليابانية نحو 5% مقابل الدولار في يوليو، حيث راهن بعض المستثمرين على أن الفجوة بين سعر الفائدة الذي يحدده بنك اليابان والمؤشر القياسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي على وشك أن تضيق. على الرغم من التقدم الذي حققه في يوليو، إلا أن الين كان لا يزال منخفضاً بنحو 8% منذ مطلع 2024، وهو أسوأ أداء بين عملات مجموعة العشرة، وفق “بلومبرغ”.
تخارج المستثمرين من أسهم الصين
خلال يوليو، شهدت أسهم الصين عمليات تخارج بقيمة 900 مليون دولار، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى التحديات المستمرة التي يراها المستثمرون في الاقتصاد الصيني. ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لدى الصين بنسبة 4.7% في الربع الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني. جاء النمو دون أوسط توقعات الاقتصاديين في استطلاع “بلومبرغ” و الذي بلغ 5.1%. فيما ناهز النمو الاقتصادي الصيني في النصف الأول 5%، متماشياً مع الهدف السنوي البالغ نحو 5% الذي حددته بكين.
أشار تقرير المعهد إلى أنه لم يظهر بعد تأثير الاضطرابات الأخيرة في الأسواق على التدفقات إلى الدول الناشئة.
شهد يوم الاثنين الماضي، تراجعات مفاجئة أصابت أسواق العالم وأثرت على كافة الأصول المتداولة من الأسهم إلى النفط وحتى العملات المشفرة. الهبوط الحاد في السوق الذي وصل إلى 10% لبعض الأصول في بداية تداولات الأسبوع، أعاد إلى أذهان المستثمرين “الاثنين الأسود” الذي تراجعت فيه أسواق المال بما وصل إلى 40% منذ 37 عاماً.
تظهر بيانات المعهد أن أداء أدوات الدين بالعملة المحلية يضعف، ويرجع على الأرجح إلى انكماش عمليات تجارة الفائدة. يقول المعهد إنه متفائل بشأن بقية العام، خاصة وأن السوق تتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قبل الموعد المتوقع.
من شأن السياسة النقدية الأكثر مرونة في الولايات المتحدة، أن توفر دفعة للأسواق الناشئة. ومع اتجاه التضخم نحو الانخفاض في مختلف أنحاء العالم، قد تجد العديد من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة المجال لتخفيف مواقفها النقدية أيضاً.
قد يساعد هذا التحول المحتمل في استقرار عملات الأسواق الناشئة ودعم النمو الاقتصادي، حيث تجعل أسعار الفائدة المنخفضة الاقتراض أقل تكلفة وتحفز الاستثمار. صعدت عملات الأسواق الناشئة اليوم إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عامين، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي وانتعاش الأسهم عالمياً. ارتفع مؤشر “إم أس سي آي” (MSCI) لعملات الأسواق الناشئة بنحو 0.4% إلى 1742.8 نقطة يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2022. وتصدر الوون الكوري الجنوبي المكاسب بين العملات الآسيوية بارتفاع تجاوز 1%.
في حين أن التأثيرات المباشرة لتراجع تجارة الفائدة سلبية بالنسبة للأسواق الناشئة، فإن الاتجاه العام نحو خفض أسعار الفائدة على مستوى العالم قد يساعد في تحسين الظروف بالنسبة للأسواق الناشئة.