اخر الاخبار

وول ستريت تنتعش مع تراجع الدولار وسط غموض مصير الرسوم الانتقامية

اقتربت مؤشرات الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما تقهقر الدولار، مع تحرك الرئيس دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية انتقامية، ولكن ليس على الفور.

ارتفعت جميع المجموعات الرئيسية المدرجة في “إس آند بي 500” (S&P 500) ليصعد المؤشر 1%. انتعشت سندات الخزانة من أسوأ هبوط لها منذ ديسمبر. وانخفض الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية. تفوق أداء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث ارتفعت أسعار أسهم “تسلا” و”إنفيديا” بأكثر من 3%. وصعد سعر سهم “أبل” بحوالي 2% حيث قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن “المنتج الأحدث في العائلة” سيتم الكشف عنه في 19 فبراير. كما صعد سعر سهم “ميتا بلاتفورمز” لليوم التاسع عشر على التوالي.

“تكتيك تفاوضي”

وبينما وقع ترمب على إجراء يوجه الممثل التجاري الأميركي ووزير التجارة لاقتراح رسوم جديدة مفصلة لكل دولة على حدة، فإن العملية قد تستغرق بعض الوقت. وقال هوارد لوتنيك، مرشح ترمب لرئاسة وزارة التجارة، إن جميع الدراسات يُتوقع أن تكتمل بحلول الأول من أبريل، ويمكن أن يتحرك ترمب بعد ذلك مباشرة.

طالع المزيد: ترمب يوجه برسوم جمركية انتقامية: هل تتغير قواعد اللعبة التجارية؟

ويُنظر إلى قرار الرئيس بعدم تنفيذ الرسوم الجمركية على الفور على أنه محاولة لبدء التفاوض -باتباع نفس الاستراتيجية التي استخدمها بالفعل لانتزاع تنازلات من المكسيك وكندا وكولومبيا- وليس إشارة إلى التزامه بالمضي قدماً.

قال خوسيه توريس من “إنتر أكتف بروكرز” (Interactive Brokers) في وقت سابق من هذا الأسبوع: “يسعى الرئيس ترمب إلى تحقيق تكافؤ الفرص العالمية من خلال تطبيق تعريفات انتقامية ضد الدول التي تفرض رسوماً على الولايات المتحدة. لكن المستثمرين بدأوا يدركون أن الكثير من التصريحات لن تتحقق، حيث يبدو الخطاب بشكل متزايد وكأنه تكتيك للتفاوض”.

يرى إيان لينجن من “بي إم أو كابيتال ماركتس” (BMO Capital Markets) أن ترمب ترك الباب مفتوحاً أمام الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات بعرض مقابل. ولكن هناك ما يكفي من العوامل المتغيرة في هذه العملية بحيث يصعب الحصول على نظرة دقيقة حول كيفية تطور هيكل التعريفة النهائي.

وأضاف: “نحن حذرون حيال التسرع في التوصل إلى استنتاج مفاده أن السوق في وضع يسمح لها بتجاوز ملحمة الحرب التجارية في الوقت الحالي”.

آمال تراجع تضخم أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي

كما تفحص المتداولون في وول ستريت بيانات التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع، وسط إشارات على أن مؤشر الأسعار الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون أضعف من المتوقع. ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في يناير بأكثر من المتوقع. ومع ذلك، فإن العديد من مكوناته التي تستخدم في احتساب مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي -مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي- كانت أكثر ملاءمة في الشهر الماضي، حيث سجلت انخفاضات في معظم بنود الرعاية الصحية وفي أسعار تذاكر الطيران. سيتم إصدار بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي التالية في 28 فبراير.

اقرأ المزيد: تضخم أسعار الجملة في الولايات المتحدة يفوق التوقعات خلال يناير

قال أندرو برينر من “نات أليانس سيكيوريتيز” (NatAlliance Securities): “بينما كان مؤشر أسعار المنتجين أعلى بكثير من المتوقع، مع المراجعات الأعلى، كانت البيانات الحقيقية التي تدخل في احتساب نفقات الاستهلاك الشخصي أضعف. ونفقات الاستهلاك الشخصي هي التي ينظر إليها جيروم باول وبنك الاحتياطي الفيدرالي. لذا فإن الأرقام في الواقع أفضل”.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” متخطيا مستوى 6100 نقطة. وصعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8%. وارتفع مؤشر بلومبرغ للعائد الإجمالي على أسهم العظماء السبعة بنسبة 1.8%. ارتفع مؤشر راسل 2000 بنسبة 1.2%.

انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس إلى 4.53%. وخسر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.7% من رصيده. وارتفعت قيمة الين 1.1% وسط جاذبية الملاذ الآمن، بينما لامس الدولار الكندي مستوى مرتفعا جديدا هذا العام.

مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي ارتفع 0.4% عن الشهر السابق، بعد زيادة معدلة بالرفع بلغت 0.5% في ديسمبر، وفقاً لتقرير مكتب إحصاءات العمل الصادر يوم الخميس. وكان متوسط ​​التوقعات في استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين قد رجح زيادته 0.3%. وبالمقارنة مع العام الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.5%.

وقال بول أشوورث من “كابيتال إيكونوميكس”: “بشكل عام، هناك أخبار أفضل من الأمس فيما يتعلق بالتضخم، لكن نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لا تزال أعلى بكثير من الهدف البالغ 2%، وسيستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي لزيادات أكبر في نفقات الاستهلاك الشخصي في فبراير ومارس أيضاً، وهو تكرار لما حدث العام الماضي”.

التريث شعار الاحتياطي الفيدرالي

رغم التوقعات الأفضل لنفقات الاستهلاك الشخصي، فإن البيانات الأخيرة للأسعار هي بمثابة دليل إضافي على أن التقدم في مكافحة التضخم قد تعطل على الأقل، إن لم يكن في خطر التراجع. ومع وجود سوق عمل قوية، فمن المرجح أن يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة التريث في المستقبل المنظور.

باول: أحرزنا تقدماً في ترويض التضخم لكن يتعين المزيد من العمل

من جهته، يرى كريس لاركين من “إي تريد” التابعة لـ”مورغان ستانلي” أن “بيانات مؤشر أسعار المنتجين تؤكد أرقام مؤشر أسعار المستهلكين التي جاءت أعلى من التوقعات أمس. ومع إضافتها لأرقام طلبات إعانة البطالة المنخفضة، ما زلنا لا نتوقع تخفيضات لأسعار الفائدة في أي وقت قريب”.

توقعات هبوطية

تلوح توقعات هبوطية في الأفق بالنسبة للأسهم الأميركية، وفق سكوت روبنر من “غولدمان ساكس”.

وقال روبنر إن السوق مزدحمة بشكل متزايد، وإن عمليات الشراء عند الأسعار المنخفضة تفقد الزخم. وتجدر الإشارة إلى أن العضو المنتدب للأسواق العالمية والمتخصص التكتيكي كان متفائلاً بحق مع اقتراب 2025، بينما كان يروج للتحول السلبي القادم. وفي مذكرة يوم الأربعاء، قال إن هذه كانت “آخر رسالة بريد إلكتروني صعودية” له للربع الأول.

وأوضح: “الجميع في السوق، بما في ذلك الأفراد، وتدفقات خطط التقاعد المعروفة بـ(401 كيه)، ومخصصات بداية العام، والشركات”، و”إن ديناميكيات الطلب على التدفقات تتغير بسرعة، ونحن نقترب من التحولات السلبية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *