اخر الاخبار

مؤشرات وول ستريت ترتفع وسط توقعات بخفض الفائدة بعد تقرير التضخم

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية وسط استقرار الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بعد أن جاء تقرير التضخم في الولايات المتحدة متوافقاً مع التوقعات.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) لليوم الخامس على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من شهر. وصعدت معظم القطاعات الرئيسية، بصدارة أسهم القطاع المالي والطاقة. تحركت أسعار سندات الخزانة في نطاقات محدودة. وظلت قيمة الدولار بالقرب من أدنى مستوياتها في أربعة أشهر.

أكد مؤشر أسعار المستهلك مسار انكماش الأسعار، وجلب درجة من الارتياح للأسواق التي لا تزال تترنح بعد الهبوط الذي ضربها الأسبوع الماضي. إلى جانب ضعف سوق العمل، من المتوقع على نطاق واسع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، في حين من المرجح أن تحدد البيانات المنتظر صدورها حجم الخفض المتوقع.

مقدار خفض الفائدة المتوقع

قال كريس لاركين من “إي تريد” (E*Trade) التابعة بـ”مورغان ستانلي”: “ربما لم يكن الأمر (أي مؤشر أسعار المستهلك) رائعاً مثل مؤشر أسعار المنتجين الصادر أمس، ولكن من المحتمل ألا يهز مؤشر أسعار المستهلك الصادر اليوم الصورة العامة”، و”والآن بات السؤال الأساسي ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس الشهر المقبل. إذا كانت معظم البيانات خلال الأسابيع الخمسة المقبلة تشير إلى تباطؤ الاقتصاد، فقد يقوم البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة بقوة أكبر”.

ومن “إيفركور” (Evercore)، قال كريشنا جوها إن مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو لم يكن مثالياً، لكنه كان جيداً بما فيه الكفاية لأنه كان متسقاً مع البيانات الهادئة لمؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك، تخلى البنك المركزي عن الاعتماد على نقاط البيانات، وينظر إلى الآفاق الأوسع وتوازن المخاطر، مع هيمنة المخاطر السلبية على التوظيف منذ تقرير التوظيف لشهر يوليو.
وأشار جوها إلى أن “الاحتياطي الفيدرالي الآن يعطي بيانات العمل الأولوية، وليس بيانات التضخم، وستحدد بيانات سوق العمل المقبلة مدى قوة سير الاحتياطي الفيدرالي في تخفيضات أسعار الفائدة”.

تحرك مؤشر “إس آند بي 500” حول مستوى 5455 نقطة. وتباين أداء الأسهم الكبرى، إذ هبطت أسعار أسهم “إنفيديا” و”ألفابت”. واصل مؤشر “مقياس الخوف” في وول ستريت -“VIX”- تراجعه لينخفض إلى مستوى 16 نقطة. وذلك بعد ارتفاع غير مسبوق وصل به إلى مستوى 65 نقطة الأسبوع الماضي.

انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 3.83%. يتوقع متداولو عقود المقايضة خفض أسعار الفائدة بأقل من 35 نقطة في سبتمبر.

ضوء أخضر لخفض الفائدة

يقول مارك هاكيت من “نيشن وايد”،  إن “تهدئة المخاوف الكلية” هي من بين العوامل التي توفر ظروفاً أفضل للأسهم. وأشار إلى أن الضغط الناجم عن تراجع السوق بات “طي النسيان”.

يمنح أحدث تقرير لأسعار المستهلك الضوء الأخضر للاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وفقاً للاستراتيجيين في شركة “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities) بقيادة أوسكار مونوز وجينادي غولدبيرغ.

وقالوا: “تقرير مؤشر أسعار المستهلك اليوم هو بمثابة خبر مرحب به بشكل لا لبس فيه بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي”. و”نظراً لأن المخاطر أصبحت ذات احتمالين حقاً بالنسبة للاقتصاد الأميركي، إن لم تكن مائلة قليلاً نحو نتائج التوظيف الهبوطية، فإننا نتوقع أن يصل قرار الاحتياطي الفيدرالي القادم إلى حجم التخفيض الأول لسعر الفائدة”.

يرى كريس زكاريللي من “إندبندنت أدفايزور أليانس” (Independent Advisor Alliance)، إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو هو في نهاية المطاف يحمل شعار “عدم وجود أخبار جديدة في حد ذاته خبر جيد” لأن الأسواق كانت على حافة الهاوية، وبنك الاحتياطي الفيدرالي يتطلع إلى خفض أسعار الفائدة، وليس هناك شيء في هذا التقرير يمنعهم من القيام بذلك.

تقول سيما شاه من “برنسيبال أسيت مانجمنت” إن أرقام مؤشر أسعار المستهلك تمحو أي عقبات باقية مرتبطة بالتضخم ربما كانت ستمنع الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. ومع ذلك، يشير الرقم أيضاً إلى أن هناك إلحاحاً محدوداً لخفضها بمقدار 50 نقطة أساس.

وقال فلوريان إيلبو من شركة “لومبارد أولدير انفستمنت مانجرز” (Lombard Odier Investment Managers): “التقرير يقدم القليل من المعلومات الجديدة لتوجيه القرارات المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بصرف النظر عن دعمه احتمال خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف سوق العمل”.


من المرجح أن يمنح تقرير مؤشر أسعار المستهلك الضعيف مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الثقة بشكل متواضع في أن التضخم في طريقه إلى الانخفاض. ورغم أن معدل التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو لن يكون جيداً بهذا القدر، إلا أننا نتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر بسبب ارتفاع معدل البطالة

آنا وونغ وستيوارت بول من “بلومبرغ إيكونوميكس”

 

تقارير مرتقبة

لا يزال المتداولون يتوقعون إجمالي تيسير نقدي خلال العام الحالي بما يزيد قليلاً عن نقطة مئوية واحدة، علماً بأنه مازال يتبقى ثلاثة اجتماعات للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. في الجلسات الأخيرة، شهدت السوق انقساماً حول مقدار خفض أسعار الفائدة في سبتمبر ما بين 25 نقطة أساس و50 نقطة أساس.

قال بريان روز من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت”: “كانت بيانات التضخم جيدة بما يكفي للسماح للاحتياطي الفيدرالي بالبدء في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكنها لا تمنحه سبباً لخفضها بقوة”. و”القرار بشأن ما إذا كان سيتم التخفيض بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من 25 نقطة أساس المعتادة قد يعود إلى تقرير التوظيف لشهر أغسطس”.

وأشار أيضاً إلى أن أرقام مبيعات التجزئة المرتقبة يوم الخميس تعد بياناً مهماً آخر، إذ يكمن الخطر السلبي الرئيسي لافتراضه الأساسي المتمثل في الهبوط السلس هو تراجع الإنفاق الاستهلاكي.

بدوره، قال نيل صن، مدير محافظ بلوباي لدى “آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت” (RBC Global Asset Management): “الاقتصاد الأميركي يتباطأ بشكل مستدام، وسوق العمل تظهر قليلاً من التباطؤ، ومع ذلك، فإننا لسنا قلقين للغاية بشأن مخاطر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة على المدى القصير. نحن على استعداد للاستفادة بشكل مدروس من أي هبوط ناتج عن التقلبات إذا استمرت الاتجاهات الأساسية لتهدئة التضخم والتباطؤ المستدام في الاقتصاد الأميركي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *