دراسة صادمة.. مشاهدة الرضع والأطفال للشاشات ترتبط بمرض خطير
02:50 م
الإثنين 22 يناير 2024
يمكن أن تبدو شاشات الموبايل والكومبيوتر والتليفزيون، وكأنها متنفس للبشر، أو فترة راحة قصيرة من الضوضاء والعمل والإجهاد.
وقد يكون الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات، غير ضار أو حتى مفيد باعتدال، لكنه لا يزال مليئًا بالمشكلات. يمكن للشاشات أن تغري الأطفال بالابتعاد عن النشاط البدني واللعب الخيالي، على سبيل المثال، ويمكن أن تعوق تنمية المهارات الأساسية إذا أفرطوا في استخدامها.
وفقًا لدراسة جديدة، مجلة JAMA Pediatrics يرتبط الوقت الذي يقضيه الأطفال الرضع والأطفال الصغار أمام الشاشات أيضًا بمخاطر إضافية ربما لم يأخذها الكثير من الآباء في الاعتبار: المشاعر وتطوير السلوكيات الحسية.
الأطفال الذين أمضوا وقتًا أطول في مشاهدة التليفزيون أو مقاطع الفيديو الأخرى قبل سن الثانية كانوا أكثر عرضة لتطوير هذه السلوكيات غير النمطية قبل سن الثالثة، حسبما ذكر مؤلفو الدراسة، ويبدو أن الاحتمال يزداد مع زيادة وقت الشاشة يوميًا.
تشمل السلوكيات “البحث عن الإحساس” و”تجنب الإحساس”، بالإضافة إلى “التسجيل المنخفض”، أي حساسية أقل أو استجابة أبطأ للمنبهات.
لاحظ الباحثون أن مثل هذه السلوكيات يمكن أن تقدم أدلة حول مهارات المعالجة الحسية لدى الطفل، أو قدرة الجسم على تفسير المدخلات الحسية وإنتاج الاستجابة المناسبة.
استخدمت الدراسة بيانات من حوالي 5000 طفل، حول تعرض الرضع والأطفال الصغار للشاشات في سن 12 و18 و24 شهرًا.
بالنسبة للأطفال في عمر عام واحد، ارتبط أي وقت أمام الشاشات خلال عامهم الأول مقابل لا شيء على الإطلاق باحتمال أعلى بنسبة 105% لإظهار سلوكيات حسية عالية لاحقًا بدلاً من السلوكيات الحسية النموذجية المرتبطة بالتسجيل المنخفض في 33 شهرًا.
بالنسبة للأطفال بعمر 18 شهرًا، ارتبطت كل ساعة إضافية من وقت الشاشة يوميًا بفرصة أعلى بنسبة 23% لإظهار سلوكيات حسية عالية فيما بعد تتعلق بتجنب الإحساس وانخفاض التسجيل بنسبة 33 شهرًا.
ووجدت الدراسة أنه بين الأطفال بعمر عامين، ارتبطت كل ساعة إضافية من وقت الشاشة اليومي باحتمالية أعلى بنسبة 20% للبحث عن الأحاسيس العالية والحساسية الحسية وتجنب الإحساس خلال العام التالي.
يقول مؤلفو هذه الدراسة، إن سلوكيات المعالجة الحسية غير النمطية هذه قد تنتمي إلى مجال مزدحم من المخاوف الصحية المرتبطة بوقت الشاشة للأطفال الصغار، بما في ذلك مشاكل النوم، وتأخر اللغة، والمشاكل السلوكية، واضطراب طيف التوحد.
تقول كارين هيفلر، الطبيبة النفسية بجامعة دريكسيل: “يمكن أن يكون لهذا الارتباط آثار مهمة على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد”.
وتضيف: “إن السلوك المتكرر، مثل ذلك الذي يظهر في اضطراب طيف التوحد، يرتبط بشكل كبير بالمعالجة الحسية غير النمطية”.
ويقترح العديد من الخبراء بالفعل تجنب الشاشات قبل سن الثانية، مع استثناءات لمحادثات الفيديو المباشرة، وقصرها على حوالي ساعة يوميًا للأعمار من 2 إلى 5 سنوات.