أسعار الخام الأميركي دون 60 دولاراً بفعل رسوم ترمب على الصين

انخفضت أسعار الخام الأميركي لتغلق دون 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2021، بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خططاً لتصعيد الحرب التجارية الانتقامية مع الصين، ما أثار المخاوف بشأن مسار نمو الطلب العالمي.
تراجع خام “برنت” تسليم يونيو 2.2% لتستقر عند 62.82 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط لليوم الرابع على التوالي، وأغلقت عند 59.58 دولاراً للبرميل، قبل أن تلامس أدنى مستوى لها في أربع سنوات بعد التسوية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن ترمب يعتزم المضي قدماً في فرض رسوم تصل إلى 104% على العديد من السلع الصينية اعتباراً من منتصف الليل.
ويمثل ذلك تصعيداً كبيراً إضافياً في الإجراءات الأميركية ضد الصين، والتي تُعد من أكبر مستوردي الخام. وكانت بكين قد شددت في وقت سابق على أنها “مستعدة للقتال حتى النهاية” من خلال تدابير تجارية انتقامية.
اضطرابات طالت كل السلع
شهدت الأسواق هذا الشهر اضطرابات طالت النفط، والأسهم، والسندات، والسلع الأخرى، في ظل مواصلة الرئيس الأميركي نهجه التجاري المتشدد.
وقد غذّت هذه الاضطرابات المخاوف من ركود عالمي يهدد بتقويض الطلب على الطاقة. بالتزامن، قرر تحالف “أوبك+” زيادة في الإنتاج فوق التوقعات، ما أثر على توقعات التوازن في سوق النفط.
وقالت كريستينا تشي، الرئيسة التنفيذية لـ”داتابنتو”، وهي شركة مزودة لبيانات الأسواق: “نتوقع المزيد من التذبذبات في الأجل القريب، سواء للأفضل أو للأسوأ. ما لم يكن هناك محفز واضح في الاتجاه، مثل قرار من أوبك أو من مصرف مركزي كبير، فستبقى السوق خاضعة لحالة شدّ وجذب”.
في الأيام الأخيرة، سارعت البنوك إلى خفض توقعاتها للأسعار. وتتوقع مجموعة “سوسيتيه جنرال” أن يبلغ سعر خام “غرب تكساس” 57 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام، فيما حذّرت مجموعة “غولدمان ساكس” من احتمال وصول خام “برنت” إلى 40 دولاراً في السيناريو الأسوأ.
وقد طالب أحد كبار التنفيذيين في صناعة النفط الأميركية، إدارة ترمب بتوضيح كيف ستفيد الحرب التجارية العالمية المنتجين المحليين.
إدارة معلومات الطاقة تؤجل تقريرها الشهري
تسببت هذه الاضطرابات أيضاً في تأجيل إدارة معلومات الطاقة الأميركية لنشر تقريرها الشهري الذي كان من المقرر صدوره الثلاثاء. وأعلنت الوكالة أنها تعيد تشغيل نماذجها الاقتصادية، لأخذ التطورات الأخيرة في الأسواق في الحسبان.
وفي الصين، يُرجَّح أن يتوقف المشترون المحليون عن استيراد النفط الأميركي مع استمرار الحرب التجارية، وفقاً لشركة الاستشارات الصناعية المحلية “جي إل سي” (JLC)، التي أشارت إلى أن الشركات الصينية قد تتجه إلى زيادة الشحنات من روسيا، والشرق الأوسط، وغرب أفريقيا، وأميركا الجنوبية.
في الوقت نفسه، أظهرت أسواق الخيارات زيادة في الرهانات على انخفاض الأسعار. وقد تم تداول أحجام قياسية من عقود البيع الهبوطية الأسبوع الماضي، في حين أن عقود البيع على خام “برنت” سجّلت أعلى علاوة سعرية مقابل عقود الشراء منذ ديسمبر 2021.