اخر الاخبار

تنحي إيشيبا يهز سوق السندات اليابانية طويلة الأجل

انخفضت السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل يوم الاثنين، بعدما عزز قرار تنحي رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا من التوقعات باتباع سياسة مالية أكثر تيسيراً.

قفز العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 6 نقاط أساس، ليعادل المستوى القياسي الذي بلغه الأسبوع الماضي، موسعاً الفجوة مع السندات لأجل 5 سنوات، لتتجاوز بكثير الفارق الموجود حالياً في الأسواق الكبرى الأخرى. ويتوقع المستثمرون ارتفاع العوائد طويلة الأجل بشكل إضافي في اليابان، إذ يُرجَّح أن يسعى المرشحون المحتملون لخلافة إيشيبا إلى زيادة الإنفاق الحكومي بشكل أكثر حرية. وتُنذر استقالته، التي أُعلنت الأحد، بأسابيع من الغموض السياسي قد تؤثر على سوق السندات اليابانية، التي شكّلت هذا العام مصدر للتقلبات التي امتدت إلى أوروبا والولايات المتحدة.

العائد على السندات اليابانية

قال شينيتشيرو كادوتا، رئيس استراتيجيات أسعار الصرف والفائدة في باركليز سيكيوريتيز اليابان: “الحقيقة أن الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب كوميتو فقدا الأغلبية في مجلسي البرلمان، ما سيجبرهما على التعاون مع أحزاب المعارضة التي تطالب جميعا بمزيد من التوسع المالي. وبغض النظر عن النتيجة، من المرجح أن يتسع انحدار منحنى العائد، والسؤال فقط عن حجم ذلك”.

اقرأ المزيد: رئيس وزراء اليابان يعتزم التنحي وضغوط متوقعة على الين والسندات

سجل العائد على السندات لأجل 30 عاماً مستوى 3.285% يوم الاثنين، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل 20 عاماً بمقدار 3.5 نقاط أساس ليصل إلى 2.670%، في حين لم تُتداول السندات لأجل 40 عاماً.

مرشحون لخلافة إيشيبا

الحدث الأبرز المقبل سيكون انتخابات قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، والمتوقع إجراؤها في أوائل أكتوبر بحسب تقارير إعلامية محلية. وتشمل الأسماء المحتملة ساناي تاكايتشي، الوزيرة السابقة التي حلت ثانية خلف إيشيبا في سباق قيادة الحزب العام الماضي وتؤيد إجراءات التحفيز، إضافة إلى وزير الزراعة شينجيرو كويزومي، نجل رئيس الوزراء الأسبق وأحد المرشحين الثلاثة النهائيين في السباق السابق.

وتتعرّض السندات اليابانية طويلة الأجل، شأنها شأن نظيراتها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، لضغوط مستمرة بفعل المخاوف من التضخم المستقبلي، وارتفاع مستويات الدين الحكومي، وقدرة المستثمرين على استيعاب المعروض الجديد في السوق.

عوائد السندات اليابانية قصيرة الاجل

في المقابل، قد تتراجع عوائد السندات الأقصر أجلاً، إذ يزيد الغموض السياسي من تعقيد توقعات السياسة النقدية لبنك اليابان. وتُظهر مقايضات الفائدة لليلة واحدة أن الأسواق تتوقع الآن احتمالاً بنسبة 21% لرفع الفائدة في أكتوبر، انخفاضاً من أكثر من 50% الأسبوع الماضي. كما تلقت السندات قصيرة الأجل دعماً من تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد بيانات الوظائف الأخيرة التي عززت الرهانات على خفض الفائدة في الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد: الين يتراجع والأسهم اليابانية ترتفع بعد إعلان “إيشيبا” عزمه الاستقالة

ويرى محللون أن أي قفزة جديدة في العوائد ستحمل تداعيات تتجاوز اليابان، إذ إن ارتفاع عوائد السندات اليابانية قد يدفع إلى عودة تدفقات الأموال إلى الداخل، ما قد يثير تقلبات عبر أسواق السندات العالمية.

اختبار للطلب على السندات اليابانية

سيترقب التجار مزاداً على السندات اليابانية لأجل 5 سنوات في وقت لاحق هذا الأسبوع لمعرفة مدى قوة الطلب الاستثماري، بينما سيلي ذلك مزادات على السندات لأجل 20 و40 عاماً. ورغم أن وزارة المالية أعلنت خفض إصدارات السندات طويلة الأجل للغاية، فإن هذه التخفيضات قد لا تكفي لتهدئة مخاوف المستثمرين.

وقال تاكيشي كانامارو، مدير المحافظ الأول للدخل الثابت الياباني في شركة مانولايف لإدارة الأصول: “مع ترجيح اعتماد حوافز مالية في ظل الإدارة المقبلة، نتوقع مزيداً من التيسير، وهو ما يثير بالفعل قلق سوق السندات اليابانية. ومن غير المرجح حدوث انتعاش كبير في السندات طويلة الأجل ما لم يحدث تغير جذري في اختلال التوازن بين العرض والطلب.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *