ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لليوم الثالث على التوالي، مدفوعة بانخفاض درجات الحرارة وبدء أعمال الصيانة الموسمية في بعض من أكبر منشآت الإنتاج في النرويج.
وسجلت العقود المستقبلية القياسية ارتفاعاً بحوالي 1.5%، كما ارتفعت أسعار التسليم الفوري في هولندا.
سباق تخزين الغاز في أوروبا
تواجه أوروبا مهمة صعبة لإعادة ملء منشآت تخزين الغاز، إذ لا تمتلئ سوى ثلث المخزونات حالياً بعد مرور القارة بشتاء بارد. وعلى الرغم من انحسار بعض الضغوط مؤخراً – مع تقلص الفارق الموسمي في عقود الغاز – إلا أن أوروبا لا تزال بحاجة إلى كميات وقود تفوق ما احتاجته العام الماضي، خاصة بعد توقف تدفقات الغاز الروسي التي تمر عبر أوكرانيا.
وهذا يدفع القارة للاعتماد بشكل أكبر على تدفقات الغاز الطبيعي المسال العالمية، المعروفة بتقلبها، إضافة إلى دفع أسعار أعلى لجذب الشحنات التي يمكن أن تتجه إلى آسيا أو مناطق أخرى. ومع ذلك، لا تزال إمدادات وفيرة من الغاز المسال تصل إلى أوروبا حالياً.
أوروبا أمام تحديات كبيرة
قال توني جوردان، الشريك الأول في شركة الاستشارات “أوكسيليون”، في مذكرة: “لا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى هدف تخزين الغاز الأوروبي بنسبة 90% بحلول الأول من نوفمبر”، في إشارة منه إلى الهدف الذي وضعه الاتحاد الأوروبي لنفسه.
وأضاف: “صحيح أنه تم تحقيقه في مثل هذا التوقيت عام 2022، لكنه لم يتحقق في 2021، كما أن مستويات بدء إعادة التخزين في السنوات الأخيرة كانت أعلى بكثير مما هي عليه الآن”.
كما قد يسهم الطقس الأكثر برودة قليلاً في بداية أبريل في زيادة الطلب المتبقي على التدفئة، في حين بدأت أعمال الصيانة السنوية في بعض المنشآت الكبرى في النرويج، مما أدى إلى تقليص الإمدادات من أحد أهم الموردين للقارة.
وصعدت العقود المستقبلية الهولندية للشهر الأقرب، التي يُنظر لها كمعيار قياسي لأسعار الغاز في أوروبا، بنسبة 0.1% إلى 42.50 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 9:05 صباحاً بتوقيت أمستردام.
