مستشار ترمب للشرق: نتفاوض مع الكونغو على اتفاق معادن نادرة ضخم

تعمل الولايات المتحدة على وضع آلية لضمان تنفيذ اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، في وقت تتفاوض مع كينشاسا على اتفاق بشأن المعادن النادرة. 

وقال مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الأفريقية، في تصريحات لـ”الشرق” إنه تم وضع “آلية لضمان تنفيذ الاتفاق”، الذي سيطلق عليه اسم “اتفاق واشنطن”.

بولس لفت أيضاً إلى أن بلاده تتفاوض مع الكونغو الديمقراطية، التي تعتبر غنية بالكوبالت والليثيوم واليورانيوم وغيرها، لتوقيع اتفاقية “ضخمة” بشأن المعادن النادرة. 

اتفاق برعاية أميركية قطرية

كانت وزارة الخارجية الأميركية أشارت في يونيو الماضي إلى أن وزيري خارجية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية سيوقعان اتفاق سلام، سعياً لإنهاء نزاعات استمرت لعقود بين البلدين.

جاء الإعلان بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات في واشنطن بين فرق فنية من الجانبين، بوساطة أميركية، وبإشراف مسؤولين من قطر، بحسب بيان الخارجية الأميركية.

يتضمن الاتفاق بنوداً تتعلق باحترام السيادة وسلامة الأراضي، ووقف الأعمال العدائية، وفكّ الاشتباك، ونزع السلاح، ودمج مشروط للجماعات المسلحة غير الحكومية، إلى جانب خطط لعودة اللاجئين والنازحين، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وفقاً للبيان.

أكبر منتج للكوبالت في العالم

وفقاً لمؤسسة “بانزي” التي تتخذ في الكونغو الديمقراطية مقراً لها، فإن قيمة المعادن الموجودة في البلاد تقدر بنحو 20 تريليون دولار، شاملة الذهب والنحاس. 

كما تعتبر البلاد أكبر منتج للكوبالت في العالم، وهو عنصر أساسي في تطبيقات الدفاع والفضاء، ومكون رئيسي في بطاريات العديد من المركبات الكهربائية والهواتف المحمولة.

عام 2023، بلغت حصة البلاد من الإنتاج العالمي لهذا المعدن نحو 73%، بما يعادل 170 ألف طن. وللمقارنة، فإن إندونيسيا حلت في المركز الثاني، ولكنها لم تساهم في السنة ذاتها بأكثر من 7.3%، ما عادل 17 ألف طن.

الخلاف مع رواندا

تتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رواندا بدعم جماعة “إم23” المسلحة، التي أعادت إطلاق تمردها في شرق الكونغو عام 2021.

وقد سيطر المتمردون هذا العام على مدينتين رئيسيتين، ما أثار إدانات دولية واسعة للجماعة ولرواندا، التي تنفي باستمرار أي علاقة لها بالمتمردين.

أدى هذا النزاع إلى نزوح نحو مليون شخص، وسقوط آلاف الضحايا، وسيطرة جماعة “إم23” على جزء كبير من شرق الكونغو الغني بالمعادن. تقول الجماعة إنها تدافع عن حقوق التوتسي في الكونغو، وهددت بإسقاط حكومة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي.

محاولة أميركية لتنويع الإمدادات

تعمل الولايات المتحدة على تنويع مصادر إمدادات المعادن الحرجة والنادرة التي أصبحت أساسية في كل الصناعات الحديثة، خصوصاً أن الصين تسيطر على الغالبية العظمى من إنتاج هذه المعادن وتكريرها. 

خلال الشهر الماضي، توصلت أميركا إلى اتفاق مع الصين لإعادة استئناف صادرات المعادن النادرة من الصين، بعدما علقتها بكين بسبب الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب.