عملات آسيا قرب أدنى مستوى في سنوات وسط اضطرابات الرسوم

تأرجحت عملات آسيا الشديدة التأثر بالتجارة حول أدنى مستوياتها في عدة سنوات، في ظل معاناة المنطقة من سياسات التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب، والتي تُهدد بدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.
انخفض مؤشر بلومبرغ الدولاري لآسيا إلى أدنى مستوى قياسي له منذ عام 2006. وتراجع الوون الكوري إلى أقل مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية، بينما انخفض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي إلى مستويات لم يشهداها منذ مارس 2020 قبل أن يتعافيا. وبلغت الروبية الإندونيسية أضعف مستوى لها على الإطلاق، بينما انتعش اليوان الصيني في الأسواق الخارجية من أدنى مستوى قياسي له، مع تخفيف بكين قبضتها على العملة لدعم الاقتصاد.
تأتي التقلبات السريعة في الأسواق الآسيوية في ظل قلق المتداولين بشأن الأنباء المتعلقة بالتعريفات الجمركية، إذ يخشون أن تؤثر الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين سلباً على النمو العالمي. تعهد ترمب باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا ردت الدول على رسومه الجمركية. وقد تحملت أصول جنوب شرق آسيا معظم وطأة عمليات البيع، حيث كانت الروبية الإندونيسية والبات التايلاندي من بين العملات الأسوأ أداءً منذ بداية العام.
معاناة العملات الآسيوية
“في حال ورود المزيد من الأخبار السيئة بشأن التجارة، نتوقع أن ينتشر هذا التأثير في جميع أنحاء المنطقة وأن تعاني العملات الآسيوية”، بحسب نيك تويدال، كبير محللي السوق في “إيه تي غلوبال ماركتس” (AT Global Markets) في سيدني. وأضاف: “نظراً لأن العديد منها يقبع عند مستويات هشة عند أدنى مستوياتها في عدة سنوات، فقد يتضاعف التأثير مع انخفاضها إلى نطاقات هبوطية جديدة”.
في حين أرسلت فيتنام وإندونيسيا ودول أخرى وفوداً تجارية إلى الولايات المتحدة للتفاوض على صفقات وتعهدت بإزالة بعض حواجزها أمام الواردات، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن اليابان ستكون لها الأولوية القصوى في أي محادثات. وقد قفز مؤشر تقلب العملات الآسيوية إلى أعلى مستوى له منذ انتخاب ترمب في نوفمبر.
يُرجح أن يستمر التقلب، إذ “نشك في أن الدول الآسيوية ستتوصل إلى اتفاق سريع مع ترمب بعد أن بدت المحادثات الأولية غير مشجعة”، حسب أليكس لو، الخبير الاستراتيجي المعني بالاقتصاد الكلي لدى شركة الأوراق المالية “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities) في سنغافورة. وأضاف: “إدارة ترمب تؤمن بشدة بالرسوم الجمركية”.
الضغوط التجارية تزيد
تُفاقم الحرب التجارية الضغوط التي تواجهها المنطقة بالفعل. كان الوون من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءً منذ محاولة الرئيس يون سوك يول، آنذاك، فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة في أوائل ديسمبر. وبينما بينما كان من المتوقع أن يساعد قرار محكمة كورية في وقت سابق من هذا الشهر بعزل يون في تعزيز وضع الوون، إلا أن الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب تأخير انضمام كوريا الجنوبية إلى مؤشر عالمي للسندات، تُلقي بثقلها على العملة.
كتب خبراء استراتيجيون في “باركليز”، بما في ذلك ميتول كوتيشا، في مذكرة: “قد يُعزز تأخير إدراج الوون في مؤشر السندات الحكومية العالمي “دبليو جي بي آي” (WGBI) بعض الضغوط السلبية تجاه العملة على المدى القريب، لكننا لا نتوقع استمرارها”. وأضافوا أن المخاطر تشير إلى تراجع العملة نحو 1500 وون للدولار قبل أن يُقدم التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل مع الولايات المتحدة دعماً إضافياً.
في إندونيسيا، بدأ المستثمرون يشعرون بالقلق بالفعل إزاء الإجراءات الشعبوية للرئيس برابوو سوبيانتو وتأثيرها على النمو الاقتصادي. تُعدّ الولايات المتحدة من أكبر الشركاء التجاريين لإندونيسيا، ومن المنتظر أن تُؤثر رسوم جمركية بنسبة 32% على قطاعات رئيسية مثل المنسوجات والإلكترونيات وزيت النخيل.