اخر الاخبار

الأسهم الآسيوية تعود للانتعاش بعد أسوأ يوم تداول

انتعشت الأسهم الآسيوية بعد أن سجلت أسوأ يوم لها على الإطلاق، منهية موجة هبوط عالمية أثارتها المخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترمب إلى إبطاء النمو الاقتصادي. واستقرت سندات الخزانة الأميركية بعد موجة بيع حادة يوم الإثنين، في حين ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية.

ارتفعت الأسهم في اليابان وأستراليا عند الافتتاح، إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية. في المقابل، أشارت العقود الآجلة في هونغ كونغ إلى مزيد من الخسائر، بعدما تراجع مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بأكثر من 5%، عقب تهديد ترمب بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية. كما تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية.

مخاوف الركود الاقتصادي

أدت مخاوف الركود الاقتصادي إلى تقلبات حادة في الأسواق الأميركية، حيث اقترب مؤشر “إس أند بي 500” من دخول منطقة السوق الهابطة، قبل أن يغلق على انخفاض طفيف يوم الإثنين، مع تفاعل المستثمرين مع آخر تطورات الرسوم الجمركية.

ورغم أن ترمب لمّح إلى إمكانية إجراء بعض المفاوضات، إلا أنه قال إنه لا يعتزم التراجع عن خطته لفرض رسوم إضافية على عشرات الدول، رغم محاولات الشركاء التجاريين إقناعه بالعدول عنها.

وقال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ الكلية العالمية في شركة “غاما أسيت مانجمنت”: “يبدو أن السوق وجدت قاعاً مؤقتاً، ما قد يؤدي إلى اختبار جديد للهبوط قبل الاستقرار”. وأضاف: “المستثمرون ينتظرون إشارة تراجع من ترمب أولاً. الضغوط تتزايد عليه لتوضيح الهدف النهائي للجمهور والمستثمرين. هو لا يريد أن يتراجع بسرعة، لكننا أصبحنا قريبين من ذلك”.

في سوق السندات، تراجعت سندات الخزانة الأميركية يوم الإثنين، مما محا جزءاً من أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ شهر أغسطس. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 19 نقطة أساس، في ظل قيام المستثمرين بتصفية صفقات مربحة لتغطية خسائرهم في سوق الأسهم. وتبعت السندات الأسترالية والنيوزيلندية هذا الاتجاه.

رهانات خفض الفائدة

كتب استراتيجيون في بنك “جيه بي مورغان” ومن بينهم جاي باري: “الانعكاس في العوائد كان محيّراً، لا سيما في ظل الخلفية المتعلقة بالتعريفات الجمركية”. وأضافوا: “في ظل غياب محفزات أساسية واضحة، نعتقد أن العوامل الفنية ربما ضاعفت من حدة الحركة، خاصة في ظل ضعف السيولة في السوق”.

وشهدت رهانات المتداولين بشأن مدى خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأميركية هذا العام تقلبات. وتعكس مقايضات أسعار الفائدة الليلية حالياً توقعات بثلاث تخفيضات على الأقل خلال العام، مع تسعير أول خفض بشكل كامل في يونيو المقبل.

في آسيا، تهاوت الأسهم الصينية يوم الإثنين، بينما اقتربت عوائد السندات السيادية من أدنى مستوياتها التاريخية، مع استعداد المستثمرين لتداعيات تصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

وانهارت الأسهم من طوكيو إلى مومباي، حيث هوى المؤشر الإقليمي بنسبة 8.7%، في أسوأ أداء على الإطلاق.

لكن الأسهم اليابانية قفزت بأكثر من 6% يوم الثلاثاء، بعد أن كلف الرئيس ترمب عضوين من حكومته ببدء محادثات تجارية ثنائية، في أعقاب اتصال مع رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا.

وكانت اليابان قد تعرضت لرسوم جمركية متبادلة بنسبة 24% من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء، بالإضافة إلى تعرفة بنسبة 25% على السيارات.

تقلبات حادة

واجه المتداولون الذين كانوا يأملون في انتعاش سريع للأسهم الأميركية بعد موجة بيع ضخمة، العديد من التقلبات يوم الإثنين. وسجّل مؤشر “إس أند بي 500” أكبر حركة ارتداد خلال اليوم منذ عام 2020، عندما عطّل “كوفيد-19” الأسواق العالمية. كما ابتعد مؤشر “الخوف” (VIX -Cboe)، الذي يرصد التقلبات، عن مستوى 60 نقطة الذي بلغه في وقت سابق من اليوم نفسه.

وقال مات مالي من شركة “ميلر تاباك”: “يجب أن نشهد ارتداداً قوياً في مرحلة ما قريباً، لكن عملية إعادة تسعير السوق وفقاً للواقع الاقتصادي ستستغرق وقتاً”. وأضاف: “سيكون هناك وقت كافٍ لاتخاذ مواقف أكثر جرأة عندما يتضح أن الأسوأ قد أصبح وراءنا”.

في أسواق السلع، ارتفع النفط يوم الثلاثاء بعد أن هوى إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات خلال الجلسة السابقة، بينما لم يشهد الذهب تغيراً يُذكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *