رسوم ترمب وردود الفعل عليها تهدد صادرات الألبان الأميركية

تهدد الحرب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترمب صادرات الألبان الأميركية، في وقت يحتاج فيه القطاع بشدة إلى أسواق جديدة لتصريف الإنتاج المتزايد.
صدّرت الولايات المتحدة منتجات ألبان بقيمة 8.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ثاني أعلى مستوى في التاريخ، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية.
وقامت الشركات ببناء وتوسيع مصانعها على أمل زيادة الصادرات بشكل أكبر. لكن مع فرض الصين وكندا تعريفات انتقامية على بعض منتجات الألبان الأميركية، أصبح مستقبل الصناعة في الأسواق الخارجية مهدداً.
وقالت شونا موريس، نائبة الرئيس التنفيذي للسياسات التجارية والشؤون العالمية في “الاتحاد الوطني لمنتجي الحليب”: “السوق الأميركية لن تتمكن من استيعاب هذا الإنتاج الإضافي، خصوصاً إذا تراجعت الصادرات”. وأضافت: “شحنات الألبان إلى الخارج ستصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
تتجه أكثر من نصف صادرات الألبان الأميركية إلى المكسيك وكندا والصين، وجميعها مستهدفة بسياسات ترمب الجمركية.
رسوم انتقامية ضد أميركا
وفرضت كندا بالفعل رسوماً انتقامية بنسبة 25% على الجبن والزبدة ومنتجات الألبان الأميركية، بينما فرضت الصين تعريفات بنسبة 10% على بعض منتجات الحليب.
ومن المتوقع أن يعلن ترمب يوم الأربعاء عن ما يسمى “الرسوم التبادلية” على الشركاء التجاريين، كما يُنتظر دخول رسوم بنسبة 25% على السلع الخاضعة لاتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا حيز التنفيذ بعد تأخير.
وبينما تظل التعريفات الانتقامية “الشاغل الأساسي”، فإن قطاع الألبان يترقب أيضاً “كيف يمكن للرئيس استخدام هذا النفوذ، وتهديده بإجراءات إضافية، لتحقيق تغييرات فعلية”، وفقاً لما ذكرته شونا موريس، نائبة الرئيس التنفيذي للسياسات التجارية والشؤون العالمية في “الاتحاد الوطني لمنتجي الحليب”.
وأوضحت أن كندا، على سبيل المثال، لديها نظام يُقيّد كمية منتجات الألبان التي يمكن استيرادها بتعريفات منخفضة، وهو ما يعتبره المنتجون الأميركيون غير عادل منذ فترة طويلة.
ضعف المبيعات والنشاط
تراجعت أسعار العقود الآجلة لمنتجات الألبان حتى شهر يونيو، حيث تأثرت بـ”ضعف المبيعات” نتيجة تهديد التعريفات وانخفاض النشاط العام للمطاعم، وفقاً لما قاله كوري جيجر، كبير الاقتصاديين في قطاع الألبان لدى “كو بنك” (CoBank)، وهو بنك متخصص في تمويل المزارع.
كما انخفضت العقود الآجلة للحليب المتداولة في بورصة شيكاغو الشهر الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2024، في حين سجلت أسعار “مصل اللبن” أدنى مستوى لها خلال خمسة أشهر.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن الرسوم المقترحة على السفن التي تديرها الصين قد “ترفع بشكل كبير تكلفة صادرات الألبان، مما يضع المنتجين والمصدرين الأميركيين في موقف صعب”، بحسب ما جاء في خطاب مشترك من “مجلس تصدير الألبان الأميركي” و”الاتحاد الوطني لمنتجي الحليب” إلى الممثل التجاري الأميركي. وأشار الخطاب إلى أن حوالي 40% من صادرات الألبان الأميركية يتم شحنها عبر البحر.
وقال لوكاس فوس، كبير محللي الألبان في “رابوبنك”: “نحن أمام سيفٍ ذو حدين، فهناك حالة من عدم اليقين بشأن الرسوم التبادلية، بالإضافة إلى القلق بشأن الرسوم المحتملة على بعض السفن التي سترسو في الموانئ الأميركية”. وأضاف: “في نهاية المطاف، هذا مجرد اقتراح آخر يُضيف مزيداً من عدم اليقين إلى التجارة العالمية وصادرات الولايات المتحدة”.