تحذيرات من دخول الأسهم الأميركية في سوق هابطة لمدة عامين

تتصاعد تحذيرات المحللين الاستراتيجيين في وول ستريت بشأن التوقعات القاتمة للأسهم في ظل حرب الرئيس دونالد ترمب التجارية.
خفض الاستراتيجيان في شركة “بلاك روك”، جان بوافين ووي لي، يوم الإثنين، تصنيفهم للأسهم الأميركية من “وزن زائد” إلى “محايد” للثلاثة أشهر المقبلة، معللين الخطوة بـ”الضغوط الأكبر على الأصول عالية المخاطر في المدى القريب نظراً للتصعيد الكبير في التوترات التجارية العالمية”.
في غضون ذلك، قال فريق المحللين الاستراتيجين في مجموعة “غولدمان ساكس”، بمن فيهم بيتر أوبنهايمر وليلـيا بيتافين، إن موجة بيع الأسهم الأميركية قد تتحول إلى سوق هابطة دورية مستمرة لوقت أطول وسط تصاعد مخاطر الركود.
خسائر الأسهم الأميركية
تعرضت عدة مؤشرات عالمية للأسهم لخسائر تندرج فنياً ضمن تعريف السوق الهابطة، بما في ذلك مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، الذي تراجع لفترة وجيزة بنسبة 20% دون المستوى القياسي الذي سجله قبل أقل من شهرين.
قال محللون استراتيجيون في “غولدمان ساكس” إن أسواق الأسهم الهابطة الدورية تستمر عادةً لمدة عامين تقريباً، وتستغرق حوالي خمس سنوات للعودة إلى نقطة بدايتها، فعلى عكس الصدمات المفاجئة الناتجة عن أحداث فردية، فإن هذه الحالة هي نتاج للدورة الاقتصادية.
مع ذلك قالوا إن موجة البيع الحالية تُصنف كسوق هابطة ناتجة عن أحداث محددة، موضحين أن الأسهم تميل إلى تسجيل انخفاضات بمتوسط 30% في كلا نوعي السوق الهابطة، لكن “الاختلاف يكمن في المدة إذ تكون التراجعات الناتجة عن أحداث أقصر زمناً وتتميز بوتيرة تعافٍ أسرع”.
تزايد احتمال الركود الأميركي
رفع خبراء الاقتصاد في “غولدمان ساكس” احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة إلى 45%، كما انضم الفريق الاستراتيجي للبنك إلى عدد من المحللين الآخرين في وول ستريت في خفض مستهدفاتهم لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
قال الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك”، لاري فينك، إن معظم الرؤساء التنفيذيين الذين يتحدث معهم يعتقدون أن الولايات المتحدة دخلت بالفعل في حالة ركود. في الوقت نفسه، كثف المتداولون رهاناتهم على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة وسط مخاوف من أن تتسبب سياسة التجارة للإدارة الأميركية في انكماش اقتصادي عالمي.
لا مخاطر فورية.. حتى الآن
قال الاستراتيجيون في الذراع البحثية لشركة “فينك” إنهم رفعوا مخصصاتهم في سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل التي قد تستفيد من التحول إلى الأصول الآمنة في أوقات الاضطرابات وعدم اليقين.
كتب بوافين ولي: “إن اكتمال الدود الدولية والمفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة سيستغرق وقتاً، ما يصعب التنبؤ بموعد تسوية هذا الوضع وكيفية ذلك… الدمار الكبير الذي يلحق بالثروات قد يُضعف المعنويات والإنفاق الاستهلاكي”.
لا يرى معظم المحللين والمستثمرين مخاطر فورية على النظام المالي العالمي حتى الآن، رغم اقتراب خسائر الأسهم العالمية من 10 تريليونات دولار خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ومع ذلك، يشيرون إلى تزايد علامات على التوتر نتيجة تدهور الآفاق الاقتصادية بسرعة بما في ذلك جمود أسواق ديون الشركات والقفزة في مؤشرات مخاطر التخلف عن السداد.