اخر الاخبار

بكين تختصر قمتها مع الاتحاد الأوروبي بيوم واحد

تعتزم الحكومة الصينية إلغاء جزء من القمة التي كانت مقررة على مدى يومين مع قادة الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من يوليو الجاري، في أحدث مؤشر على زيادة التوتر بين بكين وبروكسل.

وبحسب أشخاص مطلعين على ترتيبات القمة، فضلوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لخصوصية المعلومات، فإن اليوم الثاني من الاجتماعات في الصين سيُلغى بطلب من بكين. وأشار أحد أولئك الأشخاص إلى أن الخطط لا تزال قابلة للتعديل حتى اعتمادها بشكل نهائي.

وكان من المقرر أن يلتقي رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ في بكين يوم 24 يوليو، ثم ينتقل الوفد الأوروبي في اليوم التالي إلى مدينة خفي في وسط البلاد لحضور قمة أعمال. لكن الاجتماع بات يقتصر الآن على يوم واحد في بكين فقط.

خلافات متراكمة بين أوروبا والصين

يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى طرح نفسه كشريك موثوق أكثر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ينفر حلفاء بلاده بسياساته، من التعريفات الجمركية حتى الدفاع. لكن العلاقات بين بكين وبروكسل تشهد بدورها توتراً، تغذيه خلافات مزمنة بشأن الحرب في أوكرانيا والسياسة الصناعية الصينية.

يزيد من حدة التوتر الخلل المتنامي في الميزان التجاري، والذي تفاقم مع القيود الصينية الأخيرة على تصدير مغناطيسات المعادن النادرة، ما وجه ضربة قوية للصناعات الأوروبية.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإنهاء نقص المعادن النادرة قبل قمة يوليو

وكان الجانبان قد ألغيا بالفعل الحوار الاقتصادي والتجاري الرفيع المستوى، كما ألغيا منتداً رقمياً، وفق ما أفادت به بلومبرغ الشهر الماضي. وغالباً ما كان يشكل ذلك الحوار تمهيداً للقمة بين القادة، لكن الاتحاد الأوروبي ألغاه بسبب عدم التقدم في ملفات التجارة.

تواجه العلاقات الثنائية اختبارات متكررة في ظل سلسلة من الخلافات المستمرة. فبعد أن فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي، ردت بكين بفتح تحقيقات مكافحة إغراق طالت منتجات أوروبية مثل البراندي، ومشتقات الألبان، ولحم الخنزير، ومن المرتقب أن يُختتم تحقيق البراندي الأحد المقبل.

لم تستجب وزارة الخارجية الصينية على الفور لطلب التعليق.

يأتي إلغاء جزء من القمة في وقت يجري وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولة أوروبية تشمل اجتماعات في بروكسل وألمانيا وفرنسا.

في برلين، وجه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول انتقادات لبكين بسبب قيودها الأخيرة على صادرات المعادن النادرة، قائلاً “للأسف، تواجه شركاتنا حالياً قيوداً أحادية الجانب وتفتقر إلى الشفافية على هذه الصادرات”. وأضاف عقب لقائه وانغ مساء الخميس “هذا الغموض يضر بعلاقاتنا التجارية، ويقوّض صورة الصين في ألمانيا كشريك تجاري موثوق”، داعياً إلى إقامة علاقات تجارية “عادلة ومتوازنة” بين البلدين.

ورد وانغ، الذي كان يتحدث إلى جانب فاديبول، بالتأكيد على أن المعادن النادرة “سلع مزدوجة الاستخدام”، يجب أن تخضع لضوابط تنظيمية، معتبراً أن المسألة “جزء من سيادتنا”.

ولم يأتِ أي من الطرفين على ذكر تقليص القمة الأوروبية الصينية خلال المؤتمر الصحافي.

تخوّف صيني من اتفاق أميركي – أوروبي

وكانت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أكدت خلال اجتماعها مع وانغ الأربعاء، على ضرورة إعادة التوازن إلى العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ووقف “الممارسات المشوهة”، وفي مقدمتها القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة، بحسب ما ورد في البيان الأوروبي. كما حثت الصين على إنهاء دعمها للمجمّع العسكري الصناعي الروسي، ودعم وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: الصين تكثف انفتاحها على أوروبا في ظل تصاعد التوتر مع أميركا

من جهته، دعا وانغ إلى أن ينظر الطرفان إلى بعضهما البعض كشريكين لا كخصمين، مشدداً على أهمية معالجة الخلافات عبر الحوار والتواصل، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية الصينية.

تقلق بكين من احتمال توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة قد يضرّ بمصالحها، لا سيما إذا تضمن بنوداً مشابهة لاتفاق واشنطن مع المملكة المتحدة، الذي شمل التزامات تتعلق بأمن سلاسل التوريد، وضوابط التصدير، وقواعد الملكية في قطاعات مثل الصلب.

يبدو أن تقليص القمة أتى بشكل مفاجئ، إذ كانت غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في الصين لا تزال حتى صباح الخميس (بتوقيت بكين) ترسل رسائل عبر البريد الالكتروني لأعضائها من أجل التسجيل والمشاركة في الاجتماعات المقررة في مدينة خفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *