اخر الاخبار

حصة السعودية في أستون مارتن تعزز نفوذ الخليج في فورمولا 1

بعد سباق مثير في قطر، تُختتم منافسات موسم فورمولا 1 لعام 2025 في أبوظبي نهاية هذا الأسبوع، بمواجهة ثلاثية على لقب السائقين بين لاندو نوريس وأوسكار بياستري من فريق “مكلارين”، وماكس فيرستابن من فريق “ريد بول”.

يأتي اختتام الموسم في الشرق الأوسط ليؤكد على تنامي نفوذ المنطقة في عالم فورمولا 1، مع تصاعد استثمارات الدول الخليجية في هذه الرياضة.

استثمارات السيادي السعودي في فريق “أستون مارتن”

يمتلك “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي حصة أقلية في فريق “أستون مارتن” للفورمولا 1، وهي بحسب بلومبرغ معلومة لم يُكشف عنها من قبل، حيث تُقدَّر هذه الحصة بنحو 8%، عبر الشركة الأم للفريق “إيه إم آر جي بي هولدينغز (AMR GP Holdings)، وفقاً لوثائق مقدمة إلى سجل الشركات البريطاني (Companies House).

رغم أن الملياردير الكندي لورانس سترول، مالك الفريق، باع حصصاً إلى شركات استثمارية خاصة أخرى مثل “أركتوس بارتنرز” (Arctos Partners) فإن استثمار الصندوق السعودي لم يُعلَن عنه من جانب “أستون مارتن”.

وامتنع ممثلو “أستون مارتن” و”صندوق الاستثمارات العامة” عن التعليق.

اقرأ أيضاً: صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعزز حصته في “أستون مارتن”

كما يمتلك الصندوق السعودي حصة صغيرة في شركة “أستون مارتن لاغوندا غلوبال هولدنغز” (Aston Martin Lagonda Global Holdings) المدرجة في بورصة لندن، والتي يترأس مجلس إدارتها لورانس سترول أيضاً، إلا أن هذه الشركة منفصلة عن فريق فورمولا 1.

صناديق الخليج تقتحم حلبة “فورمولا 1”

“أستون مارتن” ليس فريق  فورمولا 1 الوحيد المرتبط بصناديق الثروة السيادية في المنطقة.

يقدم فريق “مكلارين” المنافس، الذي حسم هذا العام لقب الصانعين، مثالاً آخر. ففي سبتمبر، توصّل مالكو المجموعة، أي صندوق “ممتلكات” البحريني وشركة “سي واي في إن هولدينغز” (CYVN Holdings) ومقرها أبوظبي إلى اتفاق للاستحواذ الكامل على فريق السباقات. وتسيطر “سي واي في إن” أيضاً على شركة السيارات الفائقة التي تحمل الاسم نفسه.

اقرأ أيضاً: “CYVN” التابعة لأبوظبي تستعد للاستحواذ على حصة في “ماكلارين” للسيارات

وفي عام 2024، وافق “جهاز قطر للاستثمار” على الاستحواذ على حصة أقلية كبيرة في شركة “ساوبر هولدينغ إيه جي” (Sauber Holding AG)، الفريق الذي من المقرر أن يتحوّل إلى “أودي” (Audi) اعتباراً من العام المقبل.

تسلّط هذه الصفقات الضوء على التحوّل الكبير الذي شهدته سباقات فورمولا 1 في الشرق الأوسط منذ استضافة البحرين أول سباق في المنطقة عام 2004. وهي انطلاقة سبقتها تحديات عدة، من شكوك حول إنجاز الحلبة في الوقت المحدد، إلى مخاوف من تأثير الرمال على المسار، وتحذير من القنصلية البريطانية بشأن تهديد إرهابي محتمل.

اليوم، تضم روزنامة فورمولا 1 أربعة سباقات في الشرق الأوسط: البحرين، السعودية، وسباقي الختام في قطر وأبوظبي.

اقرأ أيضاً: أين أصبحت مساعي السعودية لإطلاق بطولة تنس “ماسترز” وشراء فريق “فورمولا1″؟

وبحسب مايكل بروتون، الشريك في شركة “سبورتس إنفستمنت بارتنرز” (Sports Investment Partners) للاستشارات، فإن الانخراط في هذه الرياضة يمنح الدول نوعاً من القوة الناعمة، واصفاً فورمولا 1 بأنها “منصة عالمية للعرض”، في وقت تؤدي محدودية عدد الفرق إلى زيادة الطلب من طيف واسع من المستثمرين.

الرياضة في صميم استثمارات السعودية

قال بروتون “سواء كنت مستثمراً مؤسسياً أو مكتباً عائلياً أو صندوقاً سيادياً، فإن مجرد تمكنك من القول إنك على صلة بأحد هذه الفرق يمنحك ميزة نادرة لا يستطيع الآخرون الوصول إليها”. 

وتابع “مع ذلك، هم يسعون إلى تحقيق عوائد مالية، فهم لا يفعلون ذلك بدافع التفاخر فقط”.

ووسّع “صندوق الاستثمارات العامة” حضوره في عالم الرياضة في إطار جهود السعودية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والغاز، مستهدفة رفع مساهمة القطاع الرياضي إلى 3% من الناتج المحلي غير النفطي بحلول 2030.

اقرأ أيضاً: الرياضة تدعم نمو اقتصادات الشرق الأوسط بـ75 مليار دولار

وتشمل محفظة الصندوق الرياضية استثمارات متنوّعة، من مشروع “ليف غولف” (LIV Golf) ونادي “نيوكاسل يونايتد” في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى أربعة أندية سعودية محلية.

 كما يمتلك الصندوق حصة أقلية في “دوري المقاتلين المحترفين” (PFL)، المنافس لمنظمة “يو إف سي” ( UFC) وتستعد المملكة أيضاً لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2034.

السعودية توسّع رهانها على فورمولا 1

سبق أن درس “صندوق الاستثمارات العامة” الاستحواذ على بطولة فورمولا 1 من شركة “ليبرتي ميديا” (Liberty Media) مقابل أكثر من 20 مليار دولار، وفقاً لتقرير نشرته بلومبرغ.

وعلى الصعيد المحلي، تدفع السعودية بخطط طموحة. فقد أبرم فريق “مرسيدس– إيه إم جي بيتروناس” (Mercedes-AMG Petronas) للفورمولا 1 اتفاقاً هذا العام مع المملكة لإقامة منشأة تحت اسم “عالم الأداء” داخل مدينة القدية الترفيهية الضخمة في الرياض.

ومن المتوقع أن تمتد المنشأة على مساحة تعادل نحو نصف حجم “عالم فيراري” في أبوظبي، وستُقام بمحاذاة الحلبة المخصصة لسباقات فورمولا 1 في “القدية”، والتي قد تُفتتح بحلول عام 2027، وسط خطط لتحل مكان مدينة جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، كمضيف لسباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1.

اقرأ أيضاً: السعودية تعلن عن حلبة القدية الجديدة لسباقات “فورمولا 1”

ورغم تحقيق فرق الصدارة في فورمولا 1 أرباحاً مجزية، لا تزال الفرق المتأخرة تكافح لبلوغ الربحية. فقد سجّل فريق “أستون مارتن” خسائر بلغت 40.4 مليون جنيه إسترليني (نحو 53.4 مليون دولار) العام الماضي، أي ما يفوق خسائر عام 2023.

قال باولو أفيرسا، أستاذ الاستراتيجية في “كلية كينغز لإدارة الأعمال” في لندن: “إنها فئة أصول تمنح وجاهة. وهذا ينسجم مع تطلّعات دول الخليج للارتقاء بمكانتها على الساحة العالمية”.

تقييمات فرق فورمولا 1

يعتمد المستثمرون حالياً على ارتفاع تقييمات الفرق لتحقيق العوائد. ففي سبتمبر، حقق صندوق “إم إس بي سبورتس كابيتال” (MSP Sports Capital) ومستثمرون آخرون يمتلكون حصصاً أقلية في “مكلارين”، أرباحاً تقارب ستة أضعاف استثماراتهم خلال نحو خمس سنوات، بعد بيع حصصهم ضمن صفقة قدّرت قيمة الفريق بأكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني.

أسهم النجاح الكبير لسلسلة “Formula 1: Drive to Survive” من إنتاج “نتفليكس” في رفع تقييمات الفرق، فيما ساعدت التعديلات التنظيمية، مثل فرض سقوف للإنفاق وتحديد عدد الفرق، على تعزيز ربحية الفرق بشكل عام.

اقرأ أيضاً: ماكلارين: تقييم كل فريق بـ”فورمولا 1″ يفوق المليار إسترليني

ونجحت “ليبرتي” في تركيز استراتيجيتها بالسوق الأميركية باعتبارها محوراً أساسياً للنمو، حيث باتت الولايات المتحدة تستضيف ثلاثة سباقات، وأبرمت مؤخراً شراكة إعلامية إقليمية مع شركة “أبل”.

وفي الشهر الماضي، باع الرئيس التنفيذي لفريق “مرسيدس”، توتو وولف، جزءاً من حصته إلى الرئيس التنفيذي لشركة “كراودسترايك” (CrowdStrike Holdings)، جورج كيرتز، في صفقة قدّرت قيمة الفريق عند 6 مليارات دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ فورمولا 1، يعكس حماسة المستثمرين المتزايدة تجاه الرياضة.

لكن هذه التقييمات المرتفعة تدفع أيضاً كثيراً من المستثمرين إلى الخروج من السوق، ما يحصر المنافسة بين اللاعبين الكبار أصحاب الملاءة المالية العالية، مثل صناديق الثروة السيادية. فكلما ارتفعت الأسعار، تقلّص عدد الكيانات القادرة على تمويل مثل هذه الصفقات، ما يجعل الصناديق المدعومة من الدول الأوفر حظاً لدخول هذا المضمار حالياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *