كان مؤشر “إس أند بي 500” (S&P 500) في طريقه لتسجيل أول خسارة شهرية له منذ أبريل، قبل أن يتسبب عطل فني في بورصة شيكاغو التجارية في تعطيل التداول.
لم تشهد العقود الآجلة للمؤشر الأميركي تغيراً يُذكر قبل بدء العطل. وقد أثر عطل في مركز البيانات على أسواق متعددة، بما في ذلك عقود النفط والسندات الأميركية الآجلة. وقد استمرت هذه المشكلة لفترة أطول من انقطاع مماثل في 2019.
أُعيد فتح منصة “EBS”، المُستخدمة في تداول العملات الأجنبية، الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت لندن. ولم تتوفر معلومات عن موعد استئناف التداول في الأسواق الأخرى المتأثرة.
اقرأ أيضاً: ماذا حدث في بورصة شيكاغو التجارية وكيف امتد التأثير إلى الأسواق العالمية؟
تم تداول الأسهم الفردية دون أي حوادث في فترة ما قبل الافتتاح. وارتفع سعر سهم “ألفابت” بأكثر من 1%، بينما صعد سهم “أمازون” أيضاً مع بلوغ مشتريات الجمعة البيضاء ذروتها.
ولم تشهد أسواق العملات الأجنبية، التي استمرت في التداول طوال اليوم، أي تقلبات كبيرة بعد إعادة فتح منصة “EBS”.
تداعيات عطلة عيد الشكر وغياب البيانات
قال دانيال نوريان، رئيس قسم التنفيذ والخدمات الكمية في “ليكويد نت” (Liquidnet): “إن تداعيات عطلة عيد الشكر وعدم وجود بيانات أميركية قد يُخففان من تأثيرها ظاهرياً”. وأضاف: “ستكون هناك مخاوف كبيرة بشأن تدفقات نهاية الشهر وانتهاء صلاحية الخيارات اليوم في المنتجات الأسبوعية”.
بعد بداية متقلبة لشهر نوفمبر، قلص مؤشر “إس أند بي 500” خسائره إلى حوالي 0.4% قبل عطلة عيد الشكر. وعززت التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بوتيرة أسرع من المتوقع في البداية انتعاشاً في أواخر الشهر.
انخفض المؤشر بنسبة تصل إلى 4.7% في نوفمبر قبل أكثر من أسبوع بقليل، حيث أثارت المخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا المبالغ فيها قلق المتداولين. وكانت أسواق المال تتوقع احتمالًا بنسبة 80% تقريباً لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في ديسمبر قبل حدوث اضطراب بورصة شيكاغو التجارية.
كانت تحركات الأسهم العالمية هادئة وسط أحجام تداول ضعيفة. ولم يشهد مؤشر “ستوكس 600” (Stoxx 600) الأوروبي تغيراً يُذكر، بينما قلص مؤشر آسيوي مكاسبه بعد ارتفاع استمر أربعة أيام. استقرت أسعار سندات الخزانة والدولار الأميركي.
ملايين العقود في بورصة شيكاغو التجارية
تتداول ملايين العقود المرتبطة بمؤشرات “إس أند بي 500″ و”داو جونز الصناعي” و”ناسداك 100″ على مدار الساعة تقريباً في بورصة شيكاغو التجارية، إحدى أكبر بورصات المشتقات المالية في العالم.
وكان سبب التوقف عطل في نظام التبريد في مركز بيانات بمنطقة شيكاغو، وفقاً لشركة “سايروس ون”، مُشغلة المركز.
قال غييرمو هيرنانديز سامبيري، رئيس قسم التداول في شركة إدارة الأصول “إم بي بي إم”: “سيستغل بعض المشاركين في السوق فروق الأسعار المحتملة. وسيوقف معظمهم التداول مؤقتاً لأسباب تتعلق بالمخاطر حتى تُحل المشكلات، وإلا ستكون الخسائر محتملة”.
في أسواق السلع، كان النفط في طريقه لتسجيل انخفاض للشهر الرابع على التوالي، حيث تطلع المتداولون إلى اجتماع “أوبك+” نهاية هذا الأسبوع، وقيّموا مدى تأثير اتفاق السلام المحتمل في أوكرانيا على سوق تشهد فائضاً في المعروض بالفعل. استقر خام برنت فوق 63 دولاراً للبرميل بعد ارتفاع طفيف يوم الخميس.
واجه تجار الذهب جلسة متقلبة مع تأثر التداول بعطل في بورصة شيكاغو التجارية. أثر هذا العطل على حركة العقود، بما في ذلك عقود الذهب الآجلة وخيارات “كومكس”، والتي تُستخدم غالباً للتحوط من التعرض لأسعار لندن. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% قبل أن يقلص مكاسبه مع تطورات هذه القضية.
ماذا يقول استراتيجيو بلومبرغ:
“في الوقت الحالي، نشهد نوعاً من الترقب قبل العودة المحدودة للسوق الأميركية. يأمل المتداولون أن يتم حل العطل قبل عودة بعض أسواق النقد الأميركية إلى العمل لاحقاً”.
