صناديق التحوط تسابق الزمن لتغطية مراكز البيع على المكشوف في الأسهم

واجهت صناديق التحوط تقلباً حاداً في سوق الأسهم على مدار يومين، إذ سارعت يوم الخميس إلى التحوط من الخسائر، قبل أن تتخلى عن تلك المراكز في اليوم التالي مع انتعاش الأسعار.
كتب جون فلوود، الشريك بمجموعة “غولدمان ساكس غروب” (Goldman Sachs Group)، في مذكرة للعملاء يوم الجمعة: “نشهد عمليات تغطية واسعة لصناديق التحوط في المنتجات الكلية، مثل المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة، على مستوى منصة التداول لدينا”. وأضاف: “من المنطقي أن نضع في اعتبارنا أن صناديق التحوط كانت بالأمس تتبع استراتيجية تهدف لحماية الأرباح وتقليل الخسائر، حيث تحوطت بنشاط عبر المنتجات الكلية”.
أظهرت بيانات الوساطة لدى “غولدمان ساكس” أن مراكز البيع على المكشوف عبر الصناديق المتداولة الأميركية ارتفعت بنسبة 4.6% يوم الخميس، لتسجل خامس أكبر زيادة يومية هذا العام، وأحد أبرز القفزات خلال الأعوام الخمسة الماضية.
جاءت ثلاث من هذه الارتفاعات الخمس في مطلع أبريل، حين دفعت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية مؤشر “إس آند بي 500” إلى الاقتراب من الدخول في نطاق السوق الهابطة.
ضغوط على أسهم التكنولوجيا
إلى جانب التحوطات الكلية، مثل مراكز البيع على المكشوف في الصناديق المتداولة والمؤشرات، قلصت صناديق التحوط أيضاً مراكزها في الأسهم الفردية. ورصدت “غولدمان” مؤشرات استسلام واضحة في أسهم قطاع التكنولوجيا، التي تكبدت العبء الأكبر من هبوط يوم الخميس. وامتدت عمليات تصفية المراكز الممولة بالديون لتطال معظم القطاع، بقيادة أسهم شركات أشباه الموصلات ومعدات تصنيعها، إضافة إلى شركات البرمجيات.
جاء هذا الاندفاع نحو التحوط من خسائر سوق الأسهم بالتزامن مع تسجيل مؤشر “إس آند بي 500” أكبر انعكاس داخل الجلسة منذ أبريل، فيما أغلقت المؤشرات الرئيسية تداولات الخميس عند أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهرين.
لكن خطوة بناء مراكز بيع على المكشوف بدت سيئة التوقيت يوم الجمعة، إذ انتعشت الأسهم، ما دفع صناديق التحوط إلى إغلاق تلك المراكز. وسجل مؤشر “إس آند بي 500” أكبر ارتفاع يومي له منذ مايو بصعود نسبته 1%.
كما ساهم سهما “ألفابت” و”أبل” في دفع السوق الأوسع للصعود، في إشارة إلى استمرار الثقة رغم المخاوف المتواصلة بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا الكبرى.



