أجرى لبنان محادثات مفصلة مع السعودية، خلال مؤتمر “بيروت 1” المنعقد في العاصمة اللبنانية، تناولت 3 ملفات؛ رفع الحظر عن الصادرات، وعن السفر، والملف الثالث خاص بالاتفاقيات التجارية وتسهيل الإجراءات، بحسب وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عامر البساط.
وذكر، خلال مقابلة مع “الشرق” أجرتها الإعلامية نور عماشة على هامش المؤتمر، أن الجانب السعودي أبدى روحاً إيجابية وتحدث بالتفاصيل عما يجب عمله لرفع الحظر، لافتاً إلى أن الحكومة اللبنانية تعمل على هذه الملفات ومستعدة لإنجازها.
في أكتوبر 2021، وصلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة حرجة، بعدما طلبت المملكة من السفير اللبناني المغادرة واستدعت سفيرها لدى بيروت للتشاور، إثر أزمة دبلوماسية أحدثتها تصريحات وزير الإعلام السابق اعتبرتها المملكة مسيئة.
كما أوقفت الحكومة السعودية كافة الواردات اللبنانية، نظراً إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تهريب المخدرات، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية آنذاك.
اقرأ المزيد: السعودية تطرد السفير اللبناني وتقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة
تحسن العلاقات السعودية اللبنانية
لكن العلاقات تحسنت مؤخراً عقب انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة بقيادة نواف سلام، إذ زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن الثقة بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى لبنان منذ 15 عاماً. كما اختار الرئيس اللبناني المملكة لتكون أول زيارة خارجية له.
وفي أبريل من العام الجاري، أعلنت المملكة إعادة سفيرها إلى لبنان “استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان”، في مؤشر على بدء تحسن العلاقات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول سعودي رفيع المستوى، في نوفمبر الجاري، أن المملكة تعتزم تعزيز العلاقات التجارية مع لبنان “في أقرب وقت”.
وأضاف المسؤول الذي لم تحدد الوكالة هويته أن الخطوة تأتي بعدما “أثبتت السلطات اللبنانية كفاءة في الحد من تهريب المخدرات إلى المملكة خلال الأشهر الماضية”، لافتاً إلى زيارة وفد سعودي إلى لبنان قريباً، بهدف مناقشة إزالة العوائق التي تعطل الصادرات إلى المملكة.
اقرأ أيضاً: “رويترز”: السعودية تعتزم تعزيز العلاقات التجارية مع لبنان في أقرب وقت
“بيروت 1” خطوة لإخراج لبنان من عزلته
بخصوص النتائج المرتقبة من مؤتمر “بيروت 1″، اعتبر وزير الاقتصاد أن “إقامة المؤتمر يعد بحد ذاته نجاحاً كخطوة لإخراج لبنان من العزلة والقطيعة التي عانى منها خلال السنوات الثماني الماضية، خاصة وأن المؤتمر شهد مشاركة من دول عربية شملت الإمارات والسعودية والكويت ومصر التي أبدت رغبة في العودة للبنان، إضافة إلى حضور من المغتربين اللبنانين والأجانب، وفق قوله.
ولفت البساط إلى أن جلسات النقاش خلال المؤتمر تناولت التحديات التي تواجه الاقتصاد اللبناني، ومتطلبات المستثمرين للعودة إلى لبنان، منوهاً بأن المؤتمر كان فرصة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات المختلفة، على رأسها الكهرباء والزراعة والصحة والإبداع. وتعهد بإقامة مؤتمرات أخرى مماثلة خارج لبنان للاقتراب من الجالية اللبنانية والمستثمرين.
