كوريا تكمل صفقة التجارة مع أميركا وسط تعاون استثماري ونووي

قال رئيس كوريا الجنوبية، لي جاي ميونغ، إن ورقة الحقائق المشتركة التي تحدد شروط التجارة والأمن المتفق عليها مع الولايات المتحدة قد اكتملت، ما يشكل محطة بارزة في المفاوضات المستمرة بين الجانبين منذ أشهر.
لي أضاف في حديث مع الصحفيين الجمعة إن “المفاوضات التجارية والمشاورات الأمنية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي أحد أكثر المتغيرات أهمية بالنسبة لاقتصادنا وأمننا القومي، اختُتمت رسمياً”.
تستند الوثيقة النهائية إلى اتفاق سابق تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كوريا الجنوبية أواخر الشهر الماضي، تضمن تشكيل آلية تمويلية بقيمة 350 مليار دولار تهدف لتوجيه الاستثمارات الكورية إلى قطاعات استراتيجية في الولايات المتحدة، تشمل بناء السفن والطاقة وأشباه الموصلات.
بنود اتفاق التجارة بين كوريا وأميركا
التزمت كوريا الجنوبية بشراء معدات عسكرية أميركية بقيمة 25 مليار دولار بحلول 2030، وتقديم 33 مليار دولار دعماً للقوات الأميركية في كوريا، وفق بيان صدر عن البيت الأبيض.
اقرأ أيضاً: لماذا قمة “أبيك” الحدث الاقتصادي الأبرز في آسيا خلال 2025؟
الولايات المتحدة ستطبق سقفاً جمركياً بنسبة 15% على واردات السلع الكورية، بما في ذلك السيارات والأدوية. ورغم خفض الرسوم المفروضة على السيارات من المستوى الحالي البالغ 25%، إلا أن النسبة الجديدة تبقى أعلى بكثير من الـ2.5% التي كانت تتمتع بها كوريا سابقاً بموجب اتفاقية التجارة الحرة. أما فيما يتعلق بأشباه الموصلات، فقد تعهّدت الولايات المتحدة بمنح كوريا شروطاً “لا تقل تفضيلاً” عن تلك الممنوحة لشركاء تجاريين كبار آخرين.
تخطط الولايات المتحدة أيضاً إلغاء الرسوم الإضافية المفروضة بموجب أوامر تنفيذية على بعض المنتجات مثل الأدوية الجنيسة ومكوناتها ومركّباتها الأولية، إضافة إلى بعض الموارد الطبيعية غير المنتجة محلياً. كما ستُلغى الرسوم على طائرات محددة وقطع غيار من كوريا الجنوبية كانت خاضعة لأمر تنفيذي منفصل.
ستشكّل ورقة الحقائق أساساً لمذكرة تفاهم رسمية، ما يضع حداً لأحد أكبر العوامل التي كانت تربك اقتصاد كوريا الجنوبية القائم على التصدير.
اقرأ أيضاً: ترمب يطمئن آسيا ويؤكد على النفوذ الأميركي في مواجهة الصين
لي شدد أيضاً على أن الاستثمارات ستقتصر على المشاريع المجدية تجارياً، في خطوة تهدف لمعالجة مخاوف الرأي العام من إمكانية تحول الحزمة إلى مساعدات أو خسائر غير قابلة للاسترداد. كما وافقت الولايات المتحدة على وضع سقف لتحويلات الدولار الكورية عند 20 مليار دولار سنوياً، مع إمكانية تعديل توقيتها عند الحاجة، منعاً لوقوع اضطرابات في سوق الصرف، بحسب ما جاء في ورقة الحقائق المشتركة.
أميركا تدعم كوريا نووياً
على الجانب الأمني، أكد لي أن البلدين اتفقا على المضي قدماً في بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وهو هدف استراتيجي سعت إليه سيؤول لعقود. كما حصلت كوريا الجنوبية على دعم أميركي لتوسيع حقوقها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود النووي المستهلك، على حد قوله. من جانبها، جددت الولايات المتحدة التزامها بالردع الموسّع، بما يشمل القدرات النووية، ورحبت بتعهد سيؤول رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
تصدر ورقة الحقائق بعد أكثر من أسبوعين على اتفاق البلدين الانتهاء من صياغتها، حيث قال لي بخصوص تأخرها إن نقاشات مكثفة دارت حول الصياغة الدقيقة نظراً لحساسية القضايا المطروحة، لا سيما فيما يتعلق بتخصيب الوقود النووي ومعالجة النفايات النووية والغواصة، مضيفاً: “كان هذا موضوعاً يمكن أن يحدد مصير أمتنا، ولهذا لم يكن بإمكاننا التعامل باستخفاف مع أي كلمة أو بند. كانت مفاوضات شديدة الأهمية، رافقتها العديد من الصعوبات والعقبات”.



