نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول سعودي رفيع المستوى، أن المملكة تعتزم تعزيز العلاقات التجارية مع لبنان “في أقرب وقت”.
وأضاف المسؤول الذي لم تحدد الوكالة هويته أن الخطوة تأتي بعدما “أثبتت السلطات اللبنانية كفاءة في الحد من تهريب المخدرات إلى المملكة خلال الأشهر الماضية”، لافتاً إلى زيارة وفد سعودي إلى لبنان قريباً، بهدف مناقشة إزالة العوائق التي تعطل الصادرات إلى المملكة.
كما أشار المسؤول السعودي إلى أن جهود الحكومة اللبنانية لمنع استخدام لبنان كمنصة لتهديد أمن الدول العربية، ستؤدي إلى تقدم في العلاقات. وأضاف أن المملكة “تقدر مبادرات الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء.
توترت علاقات بيروت مع المملكة التي تعتبر من الدول المانحة الرئيسية للبنان، خصوصاً مع تنامي نفوذ جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران.
في أكتوبر 2021، وصلت العلاقات إلى أدنى مستوى لها، بعدما طلبت المملكة من السفير اللبناني المغادرة واستدعت سفيرها لدى بيروت للتشاور، إثر أزمة دبلوماسية أحدثتها تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي اعتبرتها المملكة مسيئة.
كما أوقفت كافة الواردات اللبنانية، نظراً إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تهريب المخدرات، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية آنذاك.
بداية تحسن العلاقات
في أبريل من العام التالي، أعلنت المملكة إعادة سفيرها إلى لبنان “استجابة لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان”، في مؤشر على بدء تحسن العلاقات.
جاءت هذه الخطوة بعد تصريحات لرئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي بخصوص إنهاء جميع الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تؤثر على السعودية وغيرها من دول الخليج.
شكل انتخاب الرئيس اللبناني جوزاف عون وتشكيل حكومة جديدة بقيادة نواف سلام نقلة في ملف العلاقات بين البلدين، إذ زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن الثقة بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سعودية رفيع المستوى إلى لبنان منذ 15 عاماً.
كما اختار الرئيس اللبناني المملكة لتكون أول زيارة خارجية له، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
اقرأ أيضاً: رئيس لبنان: السعودية أصبحت منصة للسلام العالمي.. ونطمح لنكون ضمن رؤية المملكة 2030
وشدد عون خلال الزيارة على عمق العلاقات اللبنانية السعودية، معتبراً الزيارة كـ”مناسبة للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم واستقرار لبنان، وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه”.
مكافحة صناعة وتهريب المخدرات
في السياق ذاته، تعهدت الحكومة الجديدة بقيادة سلام بتشديد قبضتها على صناعة المخدرات وتهريبها، خصوصاً بعدما أصبح لبنان واحدة من الدول الرئيسية في تصنيع مخدرات “الكبتاغون” وتصديرها.
وتعلن السلطات اللبنانية بشكل أسبوعي تقريباً عن عمليات ضبط لمصانع أو شبكات تهريب مخدرات تعمل في البلاد، كما أكد وزير الداخلية أحمد الحجار في نوفمبر الجاري، على وجود تنسيق أمني مع سوريا بشأن مكافحة المخدرات.
سياسة “الحياد الإيجابي”
في خطاب القسم تعهد عون أيضاً باعتماد “سياسة الحياد الإيجابي” بعيداً من سياسة المحاور الإقليمية، وبإقامة “أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقاً من أن لبنان عربي الانتماء والهوية”.
ويعول لبنان على دول الخليج، وخصوصاً السعودية، من أجل دعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعد حرب إسرائيلية خلفت دماراً واسعاً، وأضعفت عملياً من سلطة “حزب الله” السياسية.
