طيران الإمارات تقترب من صفقة إيرباص رغم تحفظاتها على محركات رولز رويس

تجري “طيران الإمارات” محادثات متقدمة لطلب ما لا يقل عن 30 طائرة من طائرات “إيرباص” (Airbus) العريضة البدن الأكبر حجماً، وفقاً لأشخاص على دراية بالأمر، في إشارة إلى تغيّر في موقف الشركة من انتقاداتها الطويلة لجودة المحركات التي تصنعها “رولز رويس” (Rolls-Royce).
تسعى الشركة التي يقع مقرها في دبي إلى شراء طائرات “A350-1000″، مع خيارات لطلب المزيد، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشات جارية وغير معلنة. وقد يُعلن عن اتفاق خلال معرض “دبي للطيران” الذي يبدأ يوم الاثنين، على الرغم من أن إتمام المحادثات بنجاح ليس مضموناً.
غالباً ما يتم الانتهاء من الصفقات مع “طيران الإمارات” قبل أيام قليلة أو حتى ساعات من الإعلان عنها. وانتهت بعض الاتفاقيات السابقة بين الشركة المصنعة الأوروبية وشركة الطيران في اللحظات الأخيرة، بما في ذلك طلب كبير لطائرات “A380” العملاقة في 2017 وآخر لطائرات “A350-1000” قبل عامين.
وامتنعت “طيران الإمارات” و”رولز رويس” عن التعليق. وقال متحدث باسم “إيرباص” إن الشركة دائماً على تواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين، وأن أي مناقشات تظل سرية.
أزمة محركات “رولز رويس”
في معرض دبي للطيران 2023، وافقت “طيران الإمارات” على استلام 15 طائرة من طراز “A350-900” الأقصر، وهو عدد صغير نسبياً بالنسبة لشركة طيران معروفة بعمليات شراء ضخمة مع “إيرباص” و”بوينغ”. وكان رئيس “طيران الإمارات” تيم كلارك قد قرر عدم طلب الطراز الأكبر بسبب ما وصفه بأنه محركات “معيبة” تصنعها “رولز رويس”.
طيران الإمارات تؤكد عدم شراء (A350) من “إيرباص” قبل إصلاح المحرك
وقال حينها إن التوربينات تتطلب دورات صيانة متكررة للغاية. وتُعد الموثوقية أمراً بالغ الأهمية لشركات الطيران في الشرق الأوسط التي تُشغّل طائراتها في ظروف حارة وتتطلب عناية، مما يفرض ضغطاً أكبر على أسطولها.
الصفقة ستشكل دفعة كبيرة لمنتج “رولز رويس” في الشرق الأوسط ولعلاقتها مع المسؤول التنفيذي الذي يدير أكبر شركة طيران دولية في العالم.
جهود “رولز رويس” لتحسين محركاتها
تعمل “رولز رويس” على تحسين أداء ومتانة محركاتها كجزء من استثمار بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار). وتختبر الشركة البريطانية النموذج الجديد عبر رش الرمال على شفراته.
“رولز رويس” تحدث محركات الطائرات بعد انتقادات “طيران الإمارات”
وأعربت شركات طيران أخرى في المنطقة عن مخاوف مماثلة بشأن التوربينات. ومؤخراً، قررت “الخطوط القطرية” دعم “بوينغ” في طلب قياسي لطائرات عريضة البدن، وكان قرارها عدم طلب أي طائرات “A350” إضافية يعود جزئياً إلى محرك “رولز رويس”، وفق ما أفادت “بلومبرغ” في وقت سابق هذا العام.
كما تواجه “الاتحاد للطيران” تحديات مع دورات الصيانة الخاصة بالمحرك نفسه.
وقد يكون معرض هذا العام الأخير لكلارك البالغ من العمر 75 عاماً، والذي أعلن عن خططه للتقاعد في 2019 قبل أن يتراجع عنها بسبب الجائحة العالمية.
وإذا نجحت المحادثات الحالية مع “إيرباص”، فسيساعد الطلب في تشكيل أسطول الشركة المستقبلي، الذي يعتمد حالياً بشكل أساسي على طراز “بوينغ 777” القائم وطائرة “A380” المتوقفة عن الإنتاج.
كما لدى الناقلة حجم طلبات قيد التنفيذ يفوق 200 طائرة من طراز “777X” الذي لم يحصل على شهادة الاعتماد بعد لدى “بوينغ”.
وبالنسبة لـ”إيرباص”، سيكون هذا آخر معرض للرئيس التنفيذي لقطاع الطائرات التجارية كريستيان شيرير، الذي أمضى أكثر من أربعة عقود في الشركة المصنعة الواقع مقرها في فرنسا.



