“دانة غاز” تخطو نحو الاستثمار في سوريا مع خطة لتطوير حقول استراتيجية

وقّعت “دانة غاز” الإماراتية مذكرة تفاهم مع “الشركة السورية للبترول” تمهيداً للاستثمار في قطاع الطاقة بالبلاد، عبر إعادة تطوير وتوسعة عدد من الحقول الاستراتيجية للغاز، في خطوة يُنظر إليها كمؤشر على نجاح سوريا في استقطاب الاستثمارات الإقليمية وتأمين احتياجاتها من الكهرباء، بعد تعليق العقوبات الأميركية عليها.

المذكرة تشمل عدة حقول للغاز منها حقل “أبو رباح” الذي يُعتبر أكبر الحقول المكتشفة في سوريا، بحسب إفصاح منشور على موقع سوق أبوظبي للأوراق المالية اليوم الأربعاء. 

دفعة لإنتاج الغاز في سوريا

يينتظر أن يقدم الاتفاق دفعة لإنتاج الغاز في البلاد، والذي هبط من 30 مليون متر مكعب يومياً من الغاز قبل 2011 إلى عشرة ملايين متر مكعب يومياً بسبب الحرب، وهو ما لا يلبي احتياجات تشغيل محطات الكهرباء في البلاد البالغة 18 مليون متر مكعب يومياً.

نتيجة لذلك، باتت دمشق تعتمد على الاستيراد لتأمين 95% من احتياجاتها النفطية. وبحسب تقديرات رسمية تستورد البلاد نحو خمسة ملايين برميل شهرياً، أو ما يزيد على 160 ألف برميل يومياً، بعدما كانت تصدّر 150 ألفاً من الخام يومياً قبل عام 2011.

خطة تطوير متكاملة للحقول

وبموجب مذكرة التفاهم، ستجري “دانة غاز” تقييماً فنياً شاملاً للحقول تمهيداً لاقتراح خطة تطوير متكاملة لزيادة إنتاج الغاز الإجمالي من تلك الحقول حال نجاح التقييم والتوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.

ونقل البيان عن ريتشارد هول، الرئيس التنفيذي لـ”دانة غاز” قوله إن “الحقول المحددة بموجب هذه المذكرة قادرة على إحداث فرق حقيقي في إنتاج الغاز المحلي وهو ما يعزز أمن الطاقة في سوريا ويدعم المجتمعات المحلية”.

كان وزير الطاقة السوري محمد البشير اجتمع مع وفد من الشركة لبحث عملية إعادة تطوير حقول الغاز في البلاد، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سورية في سبتمبر الماضي.

تعاون أميركي سوري في الطاقة

توقيع المذكرة يأتي بعدما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية هذا الأسبوع تعليق العقوبات على سوريا بموجب قانون “قيصر” لمدة 180 يوماً، تزامناً مع أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ الاستقلال عام 1946.

محادثات الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترمب شملت أيضاً ملف النفط والغاز، إذ أكد وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم أن هناك فرصة لتطوير موارد الطاقة السورية، مضيفاً أن وزير الخزانة سكوت بيسنت يناقش مع القيادة السورية التعاون لتطوير موارد النفط والغاز.

من جهته، قال البشير في تدوينة على حسابه على “X”: “يفتح القرار آفاقاً جديدة للتعاون الدولي كما نؤكد استمرارنا في حماية مصالحنا، وتعزيز بيئة الاستثمار في قطاع الطاقة بما يخدم التنمية المستدامة”.