نتائج “سابك” تضغط على بورصة السعودية رغم مكاسب القطاع العقاري

تراجعت المعنويات في سوق الأسهم السعودية في مطلع الأسبوع بعدما جاءت نتائج عملاقة البتروكيماويات “سابك” دون توقعات المحللين، رغم عودتها للربحية في الربع الثالث بعد ثلاثة فصول من الخسائر، ما حدّ من تأثير النتائج الإيجابية في القطاع العقاري.
على الرغم من عودة أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة إلى الربحية خلال الربع الثالث من 2025، فقد جاء صافي الربح البالغ 440 مليون ريال دون توقعات السوق عند 729.3 مليون ريال وفق بيانات “بلومبرغ”، مع استمرار التحديات المرتبطة بانكماش هوامش الربح وضعف الأسعار العالمية.
يأتي أداء “سابك” وسط ضغوط أوسع يشهدها قطاع البتروكيماويات ككل، إذ تشير توقعات بيوت الخبرة إلى انخفاض أرباح شركات البتروكيماويات في الربع الثالث بنحو 29% نتيجة تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين، مع زيادة المعروض وضغوط أسعار اللقيم بحسب عبدربه زيدان، رئيس الأبحاث والدراسات في بوابة أرقام المالية، الذي أوضح في مقابلة سابقة مع “الشرق” في أكتوبر الماضي أن التوقعات تتوافق مع واقع السوق، إذ تؤثر الأسعار الضعيفة سلباً على هوامش الربح.
وانخفض المؤشر العام “تاسي” بنسبة طفيفة في التعاملات المبكرة اليوم الأحد مسجلا 11618 نقطة مع تراجع أسهم “سابك” وأسهم قيادية أخرى مثل “أرامكو” و”مصرف الراجحي” و”البنك الأهلي”.
النظرة المستقبلية تحدد أداء “سابك”
ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن النظرة المستقبلية لأداء “سابك” هي التي ستحسم رد فعل المستثمرين تجاه النتائج، متوقعة تأثيراً محدوداً على السهم، بفضل الآفاق الجيدة للشركة مع اقتراب مشروع “فوجيان” من الاكتمال.
وقالت: “على الرغم من الخسائر التي تكبدتها الشركة في الربع الثاني، ارتد السهم حوالي 14% منذ سجل أدنى مستوياته خلال العام في يوليو الماضي، وذلك بفضل التعويل على الأداء المستقبلي للشركة. سنرى إن كانت هذه الارتفاعات مستدامة.”
وأوضحت أن معنويات المستثمرين قصيري الأجل قد تتأثر بالنتائج، لكن المتعاملين من المؤسسات والصناديق سيركزون بدرجة أكبر على تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم.
من جانبه، قال المحلل المالي محمد الميموني إن نتائج سابك تعكس مرحلة انتقالية صعبة، لكنها ضرورية ضمن خطة إعادة هيكلة الشركة لمحفظتها الاستثمارية، لكن الظروف العالمية المتمثلة في انخفاض أسعار البتروكيماويات أثرت بالسلب على وضع الشركة.
وأضاف، خلال مداخلة مع “الشرق”، أن “إشارات التفاؤل التي أعطاها الرئيس التنفيذي بشأن نمو الطلب من الصين والهند ستنعكس بشكل إيجابي في الربعين المقبلين”.
وتتوقع الشركة “استقرار الطلب خلال فترة الربع الرابع 2025 مقارنة بالربع السابق لكافة الصناعات النهائية وهي التعبئة والتغليف والبناء والتشييد والزراعة و السلع الاستهلاكية والنقل وحلول القطاع الصناعي والسيارات والإلكترونيات والكهربائيات والعناية الشخصية والرعاية الصحية”.
تفاعل محدود في القطاع العقاري
وفي القطاع العقاري، أعلنت “أم القرى للتنمية والإعمار” (مسار)، أكبر شركة في القطاع من حيث القيمة السوقية، أن أرباحها الصافية تضاعفت أكثر من 4 مرات خلال الربع الثالث مدعومة ببيع مزيد من الأراضي. وارتفع سهم الشركة أكثر من 1% خلال التعاملات الصباحية إلى 24.43 ريال لتقترب مكاسبه من 63% منذ إدراجه في أواخر مارس الماضي.
أما “جبل عمر للتطوير”، ثاني أكبر شركة عقارية مدرجة، فارتفع سهمها نحو 0.6% إلى 17.8 ريال بعدما أعلنت عن تحقيق أرباح بنحو 198 مليون ريال، مقابل خسارة قدرها 204 ملايين تقريباً في الفترة نفسها من العام الماضي.



