أسعار الذهب تستقر قرب 3950 دولاراً بعد ثلاثة أيام من التراجع

استقرّ الذهب بعد ثلاثة أيام من التراجع إثر تعزّز شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر الأعلى على خلفية الآمال في تحقيق اختراق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وكانت أسعار المعدن الثمين قريبة من 3950 دولاراً للأونصة يوم الأربعاء، قبل يوم من الاجتماع المقرّر بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة ستتراجع عن بعض الرسوم الجمركية، إذا اتخذت الصين إجراءات صارمة ضد تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل.
ومن شأن اتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم أن يعزّز معنويات السوق أكثر، بعد أن ساهمت موجة الصعود في أسهم شركات التكنولوجيا في تغذية التفاؤل بشأن طفرة الذكاء الاصطناعي.
تراجع حاد بعد صعود قياسي
تراجع الذهب بشكل حاد بعد موجة صعود قوية دفعته إلى مستوى قياسي تجاوز 4380 دولاراً للأونصة الأسبوع الماضي، وهو ارتفاع رأى بعض المتداولين أنه مفرط.
وحتى بعد هذا الانخفاض، لا يزال المعدن مرتفعاً بنحو 50% منذ بداية العام، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية وبما يُعرف بـ”تجارة تخفيض القيمة”، إذ يسعى المستثمرون إلى تجنّب السندات الحكومية والعملات حمايةً من العجز المالي المتفاقم.
جذبت موجة الصعود كلاً من المستثمرين المؤسسيين والأفراد عبر الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، رغم أن تدفقات الخروج الكبيرة قلّصت بعضاً من هذا الدعم. فقد سحب المستثمرون نحو مليار دولار من صندوق “إس بي دي آر غولد شير” (SPDR Gold Shares) التابع لشركة “ستيت ستريت” يوم الإثنين، وهي أكبر عملية سحب منذ 22 أبريل، وفق بيانات جمعتها “بلومبرغ”.
جاءت هذه التدفقات الخارجة مع تسجيل إجمالي حيازات المستثمرين من صناديق الذهب المتداولة أكبر انخفاض لها في ستة أشهر.
توقعات ببلوغ 5000 دولار للأونصة
وكان الارتفاع السريع، ثم التراجع الأخير، للذهب محور نقاش رئيسي في مؤتمر رابطة سوق السبائك في لندن للمعادن الثمينة، المنعقد هذا الأسبوع في مدينة كيوتو اليابانية.
وساد المؤتمر مزاج تفاؤلي، إذ توقّع استطلاع شمل 106 مشاركين أن يتداول الذهب عند نحو 5000 دولار للأونصة خلال عام.
وكتب كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة “بيبرستون غورب” في مذكرة: “يواصل الذهب تسجيل أدنى مستوياته، لكن المتفائلين سيستمدون الثقة من صموده عند مستوى 3900 دولار في العقود الآجلة للشهر الأول”.
وأضاف: “تظهر الآن مؤشرات أوضح على أن المشترين بدأوا بالدخول إلى السوق، وأن موجة تصفية المراكز الأخيرة ربما بلغت نهايتها”.
ترقب لخفض الفائدة الأميركية
في الأثناء، عزّزت الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة لاحقاً يوم الأربعاء الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى.
فعلى الرغم من أن انخفاض تكاليف الاقتراض عادة ما يفيد المعادن الثمينة التي لا تدرّ فائدة، فإن احتمال تيسير السياسة النقدية ساعد أيضاً أسواق الأسهم، وسط توقعات بأن شركات التكنولوجيا الكبرى ستتفوّق على تقديرات المحللين.
ومن المقرر أن تعلن خمس شركات تمثل نحو ربع قيمة مؤشر “إس آند بي 500” عن نتائج أرباحها يومي الأربعاء والخميس.
وسجّل الذهب الفوري انخفاضاً بنسبة 0.1% إلى 3949.10 دولاراً للأونصة عند الساعة 7:41 صباحاً في سنغافورة. واستقرّت الفضة بعد مكاسب طفيفة في الجلسة السابقة، في حين تراجع البلاتين قليلاً، ولم يطرأ تغيير يُذكر على البلاديوم ومؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري.



