اخر الاخبار

الأسهم الآسيوية والسلع الأساسية ترتفع بدعم من التفاؤل التجاري

ارتفعت الأسهم إلى جانب أسعار النحاس والنفط بعد مؤشرات على أن الولايات المتحدة والصين تقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري، ما أشعل موجة صعود واسعة عبر مختلف فئات الأصول. في المقابل، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية على طول المنحنى، وانخفض الذهب.

صعدت الأسهم الآسيوية بنسبة 1.5% لتسجل ذروة جديدة خلال التعاملات اليومية، مع ارتفاع أسهم اليابان وكوريا الجنوبية بأكثر من 2%. كما حققت المؤشرات في الصين وهونغ كونغ مكاسب عند الافتتاح.

وتقدمت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” في التداولات الآسيوية، بعد أن أغلق المؤشران الرئيسيان الأسبوع الماضي عند مستويات قياسية.

وقفز النحاس الذي يُعد مؤشراً رئيسياً للنمو العالمي، إلى جانب النفط، بدعم من التفاؤل بأن الاتفاق المحتمل بين واشنطن وبكين سيعزز الطلب العالمي.

انتعاش الأصول المرتبطة بالصين

ارتفع كل من الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، وهما من العملات التي تُستخدم كمؤشرات انكشاف على اقتصاد الصين، بينما جاء أداء الدولار الأميركي متبايناً أمام العملات الرئيسية الأخرى. وتراجعت سندات الخزانة الأميركية على امتداد المنحنى، مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من نقطتي أساس إلى 4.02%.

وقالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس” بسنغافورة: “يبدو أن ما يحدث يمثل فوزاً واضحاً للجانبين”، مضيفة أن “الأسواق الأوسع ستتعامل مع هذا كإشارة قصيرة المدى للمخاطرة، لكن استمرار الزخم يتطلب دعماً من الأساسيات”.

تفاؤل الأسواق قبيل اجتماع الفيدرالي

أسهمت تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في إعطاء دفعة جديدة للأسهم لتمديد موجة الصعود التي بدأت منذ مستوياتها المنخفضة في أبريل، حين هبطت الأسواق بعد فرض الرئيس دونالد ترمب تعريفات جديدة لإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية.

وتواجه هذه المكاسب اختباراً حاسماً هذا الأسبوع، مع ترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ونتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى التي ستقدّم مؤشرات حول متانة نمو الأرباح.

أظهرت تحركات الإثنين أن المستثمرين رحبوا بالاتفاق التجاري المحتمل بين أميركا والصين، والذي يتزامن مع جولة ترمب الآسيوية. وقفزت أسعار فول الصويا بدورها مع ارتفاع الآمال بانتعاش التجارة الثنائية في هذا المحصول.

وقال كبار المفاوضين من الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع إنهم توصلوا إلى تفاهم بشأن مجموعة من القضايا الخلافية، مما يمهّد الطريق أمام ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ لإبرام اتفاق يخفف التوترات التي هزّت الأسواق العالمية.

اتفاق مبدئي ومؤشرات إيجابية

اختُتمت المحادثات التي استمرت يومين في ماليزيا يوم الأحد، وقال مسؤول صيني إن البلدين توصلا إلى “توافق مبدئي” بشأن قضايا تشمل ضوابط التصدير والفنتانيل ورسوم الشحن.

اقرأ أيضاً: ما الذي تريده الولايات المتحدة والصين من لقاء ترمب وشي؟

وقالت ديلين وو، الخبيرة الاستراتيجية في مجموعة “بيبرستون”: “في حين يبدو المزاج العام متفائلاً، فإن التأثير الحقيقي على السوق سيعتمد على لقاء ترمب وشي”، مضيفة أن هذا الحدث “يظل المحفز الأهم لتحديد ما إذا كان يمكن تنفيذ أي اتفاق فعلاً”.

جاءت هذه الإشارات الإيجابية بعد أسابيع من التوتر، حين أعلنت بكين قيوداً جديدة على الصادرات، وردّ ترمب بتهديد متبادل بفرض رسوم ضخمة جديدة، ما أثار مخاوف من انزلاق الاقتصادين الأكبر في العالم مجدداً إلى حرب تجارية شاملة.

أسبوع حافل بالبيانات واجتماعات البنوك المركزية

يتطلع المتداولون إلى أسبوع مزدحم بقرارات السياسة النقدية، تشمل اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان. ومن المتوقع أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

وشهدت “وول ستريت” يوم الجمعة موجة صعود بعد بيانات تضخم جاءت أضعف من التقديرات، مما عزز قناعة المستثمرين باقتراب خفض الفائدة.

وسُجّل أبطأ معدل تضخم أساسي منذ ثلاثة أشهر، وهو تطور رحب به المتعاملون الذين كانوا يعملون في ظل نقص كبير في البيانات منذ بدء إغلاق الحكومة. ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان أسعار الفائدة من دون تغيير.

ومن بين الشركات الكبرى التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع “آبل” و”مايكروسوفت”.

وقالت هيبي تشين، المحللة في شركة “فانتاج ماركتس” في ملبورن إن “المحفزات التالية مثل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ستعيد تركيز السوق سريعاً إلى الأساسيات الاقتصادية، لاختبار مدى قدرة هذا التفاؤل على التحول إلى زخم نمو مستدام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *