أسهم التكنولوجيا تقود موجة صعود مع تهدئة التوترات التجارية

سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب جماعية في تداولات الجمعة، مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا، بعدما خففت خطط لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ من حدة المخاوف بشأن الحرب التجارية.
وقفز مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لأسهم آسيا بنحو 0.5%، مستأنفاً موجة ارتفاع قوية منذ بداية العام دفعت به إلى مستويات قياسية. وكانت أسهم التكنولوجيا في طليعة الرابحين، مع صعود سهم شركة “إس كيه هاينكس” الكورية لصناعة الشرائح بما يصل إلى 6.9%.
وامتد التفاؤل إلى العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية، مدعومة بمكاسب قطاع التكنولوجيا. ففي نيويورك، ارتفع سهم “إنتل” في تعاملات ما بعد الإغلاق عقب توقعات إيرادات إيجابية.
وفي الصين، تصدرت شركات أشباه الموصلات المكاسب أيضاً وسط تركيز جديد من بكين على تعزيز الاكتفاء الذاتي التقني، وقفز مؤشر “ستار 50” للشركات التقنية بأكثر من 3%.
وفي أسواق السلع، تراجعت أسعار النفط قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية، بينما ارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف، وتراجع الذهب.
الموجة الصعودية جاءت على خلفية إعلان البيت الأبيض عن اجتماع مرتقب بين ترمب وشي جين بينغ الأسبوع المقبل، على هامش قمة “أبيك” للتعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ. وسيكون هذا اللقاء الأول بين الزعيمين منذ عودة ترمب إلى الحكم، ما يعزز آمال تهدئة التوترات التجارية الأخيرة.
وقالت هيبي تشين، المحللة في “فانتج ماركتس” بمدينة ملبورن: “تأكيد اللقاء بين ترمب وشي أعطى الأسواق سبباً واضحاً للارتياح اليوم. ليس بالضرورة بسبب آمال تحسن العلاقات، بل لأن أي تقدم أفضل من الجمود، وفرصة التوصّل لاتفاق قبل انتهاء الهدنة باتت أكثر واقعية”.
اقرأ أيضاً: لقاء مرتقب بين ترمب وشي الخميس المقبل
بكين تتعهد بتسريع الاستقلال التكنولوجي خلال 5 سنوات
تعهد مسؤولون صينيون بـ”زيادة كبيرة” في قدرات البلاد على تحقيق الاعتماد الذاتي في مجالي العلوم والتكنولوجيا خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك وفقاً لبيان صدر الخميس عقب اجتماع استمر أربعة أيام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني.
ورغم أن البيان لم يحمل مفاجآت تُذكر للمستثمرين، إلا أنه أكد تمسك بكين بدعم القطاع التكنولوجي، في وقت يتصاعد فيه التنافس الجيوسياسي.
اقرأ المزيد: الصين تضع صناعة التكنولوجيا في قلب خطتها الخمسية الجديدة
وقال فليكس لي، محلل الأسهم في “مورنينغستار”، لقناة بلومبرغ: “المكاسب التي سجلتها شركات أشباه الموصلات الصينية في الأشهر الأخيرة تعكس جزئياً جاذبيتها المتنامية لدى المستثمرين… ومع تسارع وتيرة التداول وارتفاع الدورة الاقتصادية، سنشهد اهتماماً متزايداً من المستثمرين الأفراد، وحتى من خارج القطاع التقني”.
ضغط أميركي يطال كندا
على صعيد آخر، تراجع الدولار الكندي بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده ستعلّق كافة المحادثات التجارية مع كندا، مشيراً إلى إعلان مضاد للتعرفة الجمركية موّلته حكومة أونتاريو.
في الأسواق العالمية، تتجه أنظار المستثمرين إلى تقرير التضخم الأميركي المؤجل، والمقرر صدوره الجمعة. وتشير تحركات الأصول خلال الليل إلى تفاؤل حذر من أن بيانات التضخم لن تشكل عائقاً كبيراً أمام الأسواق العالمية التي حققت مكاسب قوية في الأسابيع الأخيرة.
وبقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية مستقرة إلى حدّ كبير خلال تداولات الجمعة، بعدما أنهت سلسلة ارتفاع دامت 3 أيام، وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس لتسجل 4%.



