اخر الاخبار

إشارات صعود جديدة للدولار قبيل بيانات التضخم الأميركية

استهل الدولار الربع الحالي بأداء أقوى، مع ظهور مؤشرات على أن التجار في الأسواق يستعدون لمزيد من الزخم الصعودي قبل صدور بيانات أسعار المستهلك المتأخرة هذا الأسبوع.

زاد الدولار أمام كل العملات الرئيسية تقريباً خلال الشهر الجاري، مستفيداً جزئياً من عمليات شراء بحثاً عن ملاذ آمن وسط مخاوف إزاء أوضاع الائتمان في البنوك الإقليمية الأميركية. ويأتي الصعود في ظل غياب للبيانات الاقتصادية الرسمية منذ بدء الإغلاق الحكومي الأميركي في الأول من أكتوبر.

تسارع متوقع للتضخم الأميركي

نقص الإحصاءات يزيد من تركيز الأسواق على بيانات أسعار المستهلك لشهر سبتمبر المنتظر صدورها غداً الجمعة، خصوصاً مع اقتراب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل. يتوقع خبراء اقتصاد أن يبلغ معدل التضخم السنوي 3.1%، وهي أعلى قراءة منذ مايو 2024. ورغم أن صدور قراءة مرتفعة لن يثني صانعي السياسة النقدية عن المضي في خفض أسعار الفائدة في 29 أكتوبر وربما مرة أخرى في ديسمبر، إلا أنها قد تؤثر على توجهاتهم في العام المقبل.

اقرأ أيضاً: محضر الاحتياطي الفيدرالي يظهر حذراً إزاء التضخم رغم خفض الفائدة

كتب برنت دونيلي، رئيس شركة “سبيكترا ماركتس” (Spectra Markets)، في مذكرة للعملاء أمس: “في ضوء تسعير كامل لخفضين لأسعار الفائدة، فإن توقعات التضخم تميل لجانب الارتفاع، كما تميل احتمالات تدفق الأموال حتى نهاية الشهر نحو شراء الدولار”. وأوصي بشراء الدولار خلال الأسبوعين المقبلين.

ومن وجهة نظر دونيلي، تميل الاحتمالات نحو قراءة مرتفعة لمؤشر أسعار المستهلك. وأحد أسبابه أن التضخم في كندا المعلن هذا الأسبوع تسارع بوتيرة أعلى من المتوقع، وهو ما يعتبره مؤشراً على مفاجأة محتملة في الولايات المتحدة.

هبوط في 2025

تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري نحو 7% منذ بداية العام، ما يجعله في طريقه لتسجيل أسوأ أداء سنوي منذ 2017. انخفض الدولار بشدة في النصف الأول من العام بعد أن أثارت الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب اضطرابات في الأسواق وتكهنات بأن يتجنب المستثمرون الأصول الأميركية، ما أضعف مكانة العملة الأميركية كملاذ آمن. إلا أن المستثمرين الأجانب، رغم وجود مؤشرات على تحوطهم ضد مخاطر انكشافهم على الدولار، مستمرون في ضخ الأموال في الأسهم وسندات الخزانة الأميركية.

طالع المزيد: ظهور أقوى دليل حتى الآن على أن الدولار لم يتصدع

فقد الدولار أيضاً بعض جاذبيته بسبب توقعات خفض الفائدة العام المقبل في ظل ضعف سوق العمل الأميركية.

وقالت جين فولي، رئيسة وحدة استراتيجية العملات الأجنبية في “رابوبنك”، لبرنامج “بلومبرغ سيرفيلانس” يوم الأربعاء: “كل هذا الضعف في الدولار حدث فعلياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، ومنذ ذلك الحين أجد نفسي أقول إن الدولار ليس ضعيفاً، بل من بين أفضل العملات أداء”.

أصبح متداولو عقود الخيارات أكثر تفاؤلاً تجاه العملة الأميركية. فقد مالت عقود انعكاسات المخاطر لثلاثة أشهر على مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري نحو الاتجاه الصعودي خلال الشهر الحالي، مع تفضيل المتعاملين لعقود خيارات الشراء التي تراهن على ارتفاع الدولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

تراجع اليورو

توقع ستيفن إنغلندر، رئيس وحدة بحوث عملات مجموعة الدول العشر لدى بنك “ستاندرد تشارترد”، أن يتراجع اليورو إلى 1.12 دولار بحلول منتصف العام المقبل مقارنة بنحو 1.16 دولار حالياً، مع تعافي الدولار على نطاق واسع. وقال إن من بين الأسباب أنه لا يرى أدلة كافية على هروب المستثمرين من الدولار.

اقرأ المزيد: “سيتي غروب”: سردية التخلي عن الدولار الأميركي مجرد “سراب”

“السوق تُقلل من احتمال تعافي الدولار” وفق ما كتبه انغلندر في مذكرة أمس الأربعاء، مضيفاً: “نرى فرصة أقل لخفض أسعار الفائدة مقارنة بتوقعات السوق، وبالتالي من المرجح أن يحظى الدولار بدعم من أسعار الفائدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *