اخر الاخبار

مؤشرات وول ستريت ترتفع وسط إشارات إيجابية من واشنطن وبكين

رفع متداولو “وول ستريت” الأسهم الأميركية مع إبداء كلّ من الولايات المتحدة والصين استعداداً للإبقاء على المفاوضات التجارية قائمة، فيما هدأت التوترات في الشرق الأوسط، واستمرت موجة الصعود المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بقوة.

بعد أسوأ موجة تراجع في ستة أشهر، قفز مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.6%، موسعاً مكاسب السوق الصاعدة التي أضافت بالفعل 28 تريليون دولار إلى قيمتها. وسجل المؤشر أفضل جلسة له منذ مايو.

قفز مؤشر رئيسي لأسهم شركات الرقائق الإلكترونية بنحو 5%، فيما ارتفع سهم “برودكوم” بنحو 10% بعد اتفاق “أوبن إيه آي” على شراء رقائقها المخصصة ومعداتها الشبكية بموجب عقد يمتد لعدة سنوات.

ومع انحسار المخاوف التجارية وتجاهل المستثمرين للمخاوف من فقاعة تكنولوجية جديدة، أظهر ارتداد السوق أن استراتيجية “شراء الانخفاض” لا تزال راسخة قبل الانطلاقة غير الرسمية لموسم الأرباح، إذ يُنتظر صدور دفعة من تقارير البنوك الكبرى يوم الثلاثاء.

وقال مارك هاكيت من شركة “نايشونوايد”: “لا يزال المستثمرون متحمسين للتعرّض للأسواق، وإذا استمر هذا التعافي فسيعزز فكرة أن المستثمرين الأفراد لا يمكن زعزعتهم بسهولة، ويذكّر مجدداً بأن شراء الانخفاض لا يزال مجدياً”.

تفاؤل مدعوم بإشارات إيجابية من واشنطن وبكين

زاد الإقبال على المخاطرة بعدما أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب انفتاحاً على التوصل إلى اتفاق مع بكين لاحتواء التوترات التجارية الجديدة، بينما دعت وزارة التجارة الصينية إلى مزيد من المفاوضات لحل القضايا العالقة.

كما تلقت المعنويات دفعة إضافية مع زيارة ترمب للشرق الأوسط للاحتفال باتفاق أنهى الحرب في غزة وأمّن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى “حماس”. وقال ترمب إن الغذاء والمساعدات بدأ بالتدفق إلى غزة التي دمرتها الحرب.

في الأثناء، لم تتحرك العقود الآجلة على السندات الأميركية كثيراً مع إغلاق سوق السندات في عطلة بمناسبة “يوم كولومبوس”، بينما ارتفع الدولار بنسبة 0.2%.

وقالت كالي كوكس من شركة “ريتهولتز ويلث مانجمنت”: “يمكنك أن تجادل كما تشاء بشأن التقييمات أو الاقتصاد أو الثقة أو المخاطر السياسية، لكن لا يمكنك المراهنة كلياً ضد سوق صاعدة تندفع بقوة”.

الذكرى الثالثة للسوق الصاعدة واحتمالات استمرارها

بلغت السوق الصاعدة في الأسهم الأميركية عامها الثالث يوم الأحد، والسؤال الكبير الآن هو: إلى أين تتجه الأسهم من هنا؟

قال جيف بوخبايندر وآدم تورنكويست من “إل بي إل فايننشال” إن الأسواق الصاعدة التي وصلت إلى عامها الرابع حققت أداءً جيداً خلال ذلك العام، إذ سجل مؤشر “إس آند بي 500” في المتوسط مكاسب بلغت 12.8% في العام الرابع عبر سبع أسواق صاعدة منذ عام 1950. وأشارا إلى أن هذه السوق الصاعدة، رغم قوتها خلال السنوات الثلاث الماضية، ربما لا تزال تملك مجالاً إضافياً للصعود.

وأضاف المحللان: “أولاً، نحن بحاجة إلى نمو اقتصادي، فحالات الركود تقتل الأسواق الصاعدة، ولحسن الحظ لا نرى ركوداً في الأفق. الاحتياطي الفيدرالي في منتصف دورة خفض أسعار الفائدة، ويبدو أن التضخم تحت السيطرة رغم زيادة الرسوم الجمركية”.

وقالت أولريكه هوفمان-بورشارد من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”: “بوجه عام، نعتقد أن السوق الصاعدة ستظل قائمة، لذلك يجب أن تمثل فترات التراجع فرصة للمستثمرين الذين يقل تعرضهم للأسهم لزيادة مراكزهم طويلة الأجل”.

أداء الأسهم مرتبط ببيانات الوظائف والتضخم والأرباح

يتوقع أن يعتمد أداء الأسهم خلال ما تبقى من العام على بيانات التوظيف والتضخم والأرباح، خصوصاً البيانات المتعلقة بإنفاق الذكاء الاصطناعي وفرص تحقيق العائدات منه، إلى جانب أرباح شركات التكنولوجيا وتوقعاتها المستقبلية على نطاق أوسع، بحسب أنتوني ساغليمبيني من شركة “أميريبرايز”.

وأضاف أن المخاطر قصيرة الأجل تشمل تقلبات الأرباح، وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى احتمال خيبة أمل المستثمرين إذا لم تتوافق توقعات الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الكبرى مع التطلعات المرتفعة.

وقال: “مع ذلك، إذا ظلت الأساسيات قوية، نعتقد أن السوق لديها فرصة للاستقرار على ارتفاع طفيف بنهاية العام، رغم التحولات المؤقتة في المعنويات”.

تقييمات مرتفعة ومخاوف من تباطؤ في الأرباح

من بين 13 سوقاً صاعدة منذ الحرب العالمية الثانية، أكملت 7 منها عامها الرابع، بمتوسط مكاسب إجمالية بلغ 88%. أما السوق الحالية فقد حققت تقريباً هذه المكاسب خلال ثلاث سنوات فقط، ما رفع نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر “إس آند بي 500” إلى 25، وهي الأعلى على الإطلاق لسوق صاعدة في عامها الثالث، بحسب سام ستوفال من “سي إف آر إيه”.

ورغم أن ستوفال يرى أن السوق الصاعدة لديها فرصة جيدة للاحتفال بعيدها الرابع، إلا أن التاريخ يشير إلى أنه قد يكون عاماً متقلباً.

اقرأ أيضاً: مورغان ستانلي: الأسهم الأميركية مهددة بالهبوط 11% بسبب الحرب التجارية

وقال ساغليمبيني من “أميريبرايز”: “مع دخول السوق الصاعدة عامها الرابع، نرى أن تبني نظرة متوازنة ومتفائلة بحذر تجاه المستقبل، يبقى النهج الأنسب بالنظر إلى الأساسيات الحالية والمعطيات التاريخية”.

وكتب استراتيجيون في “آر بي سي كابيتال ماركتس” في مذكرة أن موجة الصعود في الأسهم الأميركية قد تتوقف إذا تراجع زخم الأرباح في الربع الثالث، مضيفين: “إذا لم يُحافظ على المعنويات القوية التي شهدناها خلال موسم الأرباح السابق، فسيكون من الصعب على المؤشرات الرئيسية تجنّب فترة من الهدوء في المدى القريب”.

وأشار الفريق بقيادة لوري كالفاسينا إلى أن حماس المحللين تجاه أرباح الشركات الأميركية يفقد زخمه، في وقت تتداول فيه الأسهم بالقرب من مستويات قياسية، ما يشير إلى أن الارتفاع قد يواجه عقبات خلال موسم الأرباح الحالي.

موسم أرباح حاسم لتقييم متانة السوق

أظهر مؤشر “سيتي غروب” لتتبع مراجعات الأرباح الأميركية، والذي يقيس عدد المحللين الذين يرفعون تقديراتهم مقارنة بمن يخفضونها، استقراراً للمرة الأولى منذ أغسطس. وفي الوقت نفسه، يتداول مؤشر “إس آند بي 500” بالقرب من أحد أعلى تقييماته في 25 عاماً، ما يترك هامشاً ضيقاً لأي أخبار سلبية.

مع اقتراب موسم الأرباح، يتعامل المتداولون مع الارتفاع القياسي في الأسهم الأميركية بحذر، إذ تراجع صبر المستثمرين تجاه الشركات التي لا ترقى إلى مستوى التوقعات، فيما يبحثون عن تطمينات تتعلق بعدة قضايا معقدة، من استدامة إنفاق الذكاء الاصطناعي إلى تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة على الشركات.

وقال ريتشارد سابيرستين من شركة “تريجري بارتنرز”: “يُعدّ موسم الأرباح الحالي مهماً لتقييم صحة السوق الصاعدة بشكل عام. سيُدقق المستثمرون عن كثب في أرباح شركات التكنولوجيا، إذ يُثار بشكل متزايد تساؤل حول ما إذا كان إنفاقها على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات يؤدي فعلاً إلى تحقيق أرباح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *