تشهد الأسر الهندية قفزة كبيرة في ثرواتها، بعدما ارتفعت قيمة ما تملكه من ذهب يُقدَّر بنحو 34600 طن -أي ما يعادل وزن أكثر من 6 آلاف فيل- إثر موجة الصعود القياسية الأخيرة في الأسعار، وفقاً لتقرير حديث.
أوضح محللان الاقتصاد في “مورغان ستانلي”، أوباسانا تشاتشرا وباني غامبير، في مذكرة أمس، أن هذه الكميات الضخمة من الذهب التي تراكمت عبر أجيال تمثل ما يقارب 3.8 تريليون دولار، وتُحدث “أثراً إيجابياً في ميزانيات الأسر في الهند” نتيجة الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب.
الذهب في ثقافة الهند
يُعد الذهب جزءاً متجذراً في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية للهند؛ إذ تجمع العائلات الذهب ليس فقط كمدخرات طويلة الأجل أو ضماناً مالياً في أوقات الطوارئ، بل أيضاً كرمز للرخاء في الطقوس الدينية. وغالباً ما يُقدّم المعدن النفيس كهدايا في حفلات الزواج والمهرجانات، ما يعزز الروابط الأسرية وينقل الثروة من جيل إلى آخر.
اقرأ أيضاً: بيع ذهب الجدة هو خطة التقاعد المعتادة في الهند
وتتجاوز التقديرات الجديدة بكثير تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر في يوليو 2023، الذي قدر إجمالي ما تحتفظ به الأسر الهندية من الذهب بنحو 25 ألف طن. وتُعد الهند ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم.
جاءت هذه القفزة في الثروة المقدّرة من الذهب في وقت ارتفعت فيه الأسعار بأكثر من 50% منذ بداية العام لتصل إلى مستوى قياسي يتجاوز 4 آلاف دولار للأونصة، ما يضعها على المسار نحو تحقيق أكبر مكاسبها منذ عام 1979. يقود هذا الارتفاع الشراء المكثف من البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية وخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. في الهند، تميل الأسعار المحلية إلى محاكاة التحركات العالمية، إذ تستورد البلاد معظم احتياجاتها من المعدن الأصفر.
احتياطي الذهب
أسهم بنك الاحتياطي الهندي في دعم ثقة المستثمرين بشرائه نحو 75 طناً من الذهب منذ 2024، ليرفع إجمالي حيازاته إلى 880 طناً، أي نحو 14% من احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد.
طالع المزيد: الذهب يعود إلى الواجهة.. هل يهدد الدولار في احتياطيات البنوك المركزية؟
أشار تقرير “مورغان ستانلي” إلى أن تأثير الثروة المرتبط بالذهب في الهند يلقى دعماً إضافياً مع دخول البنك المركزي دورة خفض أسعار الفائدة وتوجه الحكومة نحو خفض الضرائب على الاستهلاك.
