ارتفعت مؤشرات أسهم الأسواق الناشئة، الجمعة، متجهةً لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ ثلاثة أسابيع، بعدما أدى تفاؤل المستثمرين حيال الذكاء الاصطناعي إلى صعود أسهم التكنولوجيا إلى مستوى قياسي جديد.
ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة 0.3% إلى 1372.37 نقطة في الساعة 12:30 ظهراً بتوقيت لندن، فيما صعد المؤشر الفرعي لأسهم التكنولوجيا 1.3% ليبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق. وبذلك، يكون مؤشر الأسواق الناشئة قد ارتفع 3.5% خلال الأسبوع.
تصدر سهم “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” المكاسب. بينما أدت الشراكة بين “هيتاشي” و”أوبن إيه آي” (OpenAI) في مجال الطاقة وتعزيز “فوجيتسو” (Fujitsu) العلاقات مع “إنفيديا”، إلى دعم رهانات المستثمرين على أن ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في قطاع الذكاء الاصطناعي سيؤتي ثماره.
لم يطرأ تغيير يُذكر على مؤشر عملات الأسواق الناشئة. وبينما تراجع أداء الليرة التركية عن نظرائها بعدما أحبطت بيانات التضخم في سبتمبر التوقعات، ارتفعت الروبية الإندونيسية لأعلى مستوى لها منذ أسبوعين.
الإغلاق الحكومي يمنع صدور تقرير الوظائف الأميركية
قال شون ليم، استراتيجي أسعار العملات الأجنبية لدى “مايبنك” (Maybank) في سنغافورة، إن “الأسواق تستوعب احتمال استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ويُرجح أن يؤثر الإغلاق لفترة أطول سلبياً على الدولار”.
اقرأ أيضاً: الدولار تحت الضغط مع دخول واشنطن أول إغلاق حكومي منذ 7 سنوات
يتمثل أحد التحديات الرئيسية أمام المتعاملين في أن الإغلاق الحكومي يعيق صدور البيانات الاقتصادية التي تدعم قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ولديها القدرة على إحداث تحول في أسعار السوق.
قال هومين لي، كبير محللي استراتيجية الاستثمار بناءً على أوضاع الاقتصاد الكلي لدى “لومبارد أودير” (Lombard Odier)، في مقابلة مع تليفزيون “بلومبرغ”، إن “نقص البيانات مشكلة بحد ذاتها، وهذا يشير بالطبع إلى أن مدة الإغلاق ستظل عنصراً بالغ الأهمية”. وأوضح أنه في حالة استمرار الإغلاق، سيمثل ذلك سيناريو سلبي بالنسبة للدولار، لكنه في الوقت نفسه يميل بشكل طفيف إلى الدفع نحو خفض أسعار الفائدة، إذ ستدار السياسة النقدية دون بيانات دقيقة.
أداء قوي للعملات الناشئة في الربع الرابع
صعد مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 6.7% هذا العام، بدعم من موجة البيع الكثيف للدولار في أعقاب قرارات الرسوم الجمركية التي أعلن عنها دونالد ترمب في أبريل. وإذ يُرجح خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، يرى المحللون أن الوضع مهيأ لتحقيق عملات الأسواق الناشئة أداءً قوياً في الربع الرابع.
اقرأ أيضاً: بعد توقف نزيف الدولار.. كيف تفاعلت عملات الأسواق الناشئة؟
وأشار غوتام كالاني، مدير محافظ الاستثمار في “بلو باي” للدخل الثابت بالأسواق الناشئة، التابعة لـ”آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت”، إن “مسار أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة يميل للتراجع، وبالتبعية يُتوقع انخفاض الدولار”. وتوقع أن تكون العملات منخفضة العائد، مثل اليوان والرينغت الماليزي، صاحبة الأداء الأفضل، إذ يُنظر إليها جزئياً على أنها ملاذات آمنة.
أما في سوق السندات، تراجع العائد على سندات التشيك المستحقة في 2030 إلى أدنى مستوى منذ أغسطس، قبيل انتخابات ستقام خلال نهاية الأسبوع قد تأتي بحكومة جديدة تتعهد بإحداث تغيير جذري في سوق الأسهم في البلاد، ورفع الإنفاق الحكومي.
