استقرت أسعار الذهب بعد موجة صعود استمرت خمسة أيام سجلت خلالها أرقام قياسية متتالية، بالتزامن مع بدء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، فيما عزز المتعاملون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي عقب بيانات ضعيفة للتوظيف في القطاع الخاص.
تداولت العقود الفورية للمعدن الأصفر قرب 3,860 دولاراً للأونصة، أي أقل بنحو 35 دولاراً عن ذروتها المسجلة الأربعاء.
ويهدد تعليق العمليات الحكومية بحدوث تعليق لإصدار البيانات الاقتصادية الحيوية التي يحتاجها الفيدرالي لاتخاذ قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية، ما ترك الاقتصاديين والمتعاملين وصانعي السياسات أكثر اعتماداً على البيانات غير الحكومية مثل تقرير “ADP” الصادر الأربعاء، والذي أظهر انخفاضاً حاداً في وظائف القطاع الخاص خلال سبتمبر.
ضغوط على الدولار وتوقعات بمزيد من الخفض
من المقرر تأجيل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية، التي كان يُفترض نشرها الجمعة، بسبب الإغلاق، وهو ما قد يزيد من الضغوط على الدولار.
وأضاف المتعاملون رهانات على أن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام لدعم سوق العمل المتباطئة. وعادةً ما تدعم تكاليف الاقتراض المنخفضة أسعار الذهب غير المدِر للعائد، كما تجعله أرخص للمشترين حول العالم عند ضعف الدولار.
قفز المعدن النفيس بنسبة 47% هذا العام، ليصبح في طريقه لتحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979. وحظي الصعود بدعم من مشتريات البنوك المركزية، وارتفاع حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، مع استئناف الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.
سجلت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب أكبر تدفقات شهرية في سبتمبر خلال ثلاث سنوات، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”. كما كثف المشترون الصينيون إقبالهم على هذه الصناديق، حيث شهدت الصناديق الأربعة الأكثر شعبية تدفقات إيجابية الشهر الماضي بعد فترة من ضعف الطلب.
ملاذ آمن وسط مخاوف سياسية
استقطب الذهب أيضاً طلباً باعتباره ملاذاً آمناً وسط تصاعد المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي. فقد رفضت المحكمة العليا الأميركية الأربعاء السماح للرئيس دونالد ترمب بإقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك بشكل فوري، بينما تواصل دعوى قضائية للاحتفاظ بمنصبها، ما شكّل انتكاسة لجهوده الرامية إلى فرض مزيد من السيطرة على البنك المركزي.
تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.2% إلى 3,859.22 دولاراً للأونصة عند الساعة 8:10 صباحاً في سنغافورة، بعد أن أغلق مرتفعاً 0.2% الأربعاء. وظل مؤشر “بلومبرغ” للدولار مستقراً. وهبطت الفضة بعد أن ارتفعت في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى في 14 عاماً. كما تراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم.
