الهند تطلب من أميركا السماح بشراء نفط إيران مقابل خفض الواردات الروسية

أبلغ مسؤولون هنود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً أن خفضاً كبيراً في واردات النفط الروسي من قبل مصافي التكرير في الدولة الواقعة بجنوب آسيا سيستلزم من واشنطن السماح لها بدلاً من ذلك بشراء الخام من الموردين الخاضعين للعقوبات، إيران وفنزويلا.
قال شخص مطلع على المناقشات، طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لأن المحادثات خاصة، إن وفداً زائراً للولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الجاري أعاد طرح هذا الطلب خلال اجتماعات مع مسؤولين أميركيين. أضاف أشخاص مطلعون على المفاوضات أن ممثلي الهند شددوا على أن وقف إمدادات المصافي الهندية من روسيا وإيران وفنزويلا – وهم منتجون رئيسيون للنفط- في الوقت نفسه قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار العالمية.
ولم يرد متحدثون باسم وزارتي التجارة والنفط، وكذلك السفارة الأميركية في نيودلهي، على طلبات التعليق.
رسوم جمركية
سافر ممثلو الهند إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء محادثات بعد أن فرضت واشنطن رسوماً جمركية واسعة على البلاد عقاباً لتجارتها في نفط روسيا. رغم هذه الرسوم الجمركية، واصلت الدولة الواقعة بجنوب آسيا وارداتها من الخام من عضو تحالف “أوبك+”، وإن كان بمعدل أقل.
اقرأ المزيد: أميركا تسعى لمناقشة النفط الروسي في محادثات التجارة مع الهند
خلال تصريحات أدلى بها في نيويورك، قال وزير تجارة الهند بيوش غويال الأسبوع الجاري إن بلاده ترغب في زيادة مشترياتها من النفط والغاز الأميركيين، مضيفاً أن “أهدافنا في أمن الطاقة سيكون لها عنصر كبير جداً من المشاركة الأميركية”.
اضطرت روسيا إلى تقديم خصومات على نفطها بعد أن تجنبت العديد من الدول التجارة مع موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. تعتمد الهند على الواردات لتلبية نحو 90% من احتياجاتها النفطية، وأسهمت البراميل الروسية الأرخص في تخفيف عبء فاتورة الاستيراد. كما أن النفط الإيراني والفنزويلي سيكون مخفضاً على نحو مشابه.
توقفت الهند عن شراء النفط الإيراني في 2019، وأوقفت أكبر شركة تكرير خاصة في البلاد -“ريلاينس إندستريز”- مشترياتها من نفط فنزويلا هذا العام مع تشديد العقوبات الأميركية. يمكن للمصافي التحول إلى شراء المزيد من البراميل من الشرق الأوسط، لكن ذلك سيكون بكلفة أعلى ويزيد من فاتورة الواردات الإجمالية.
تكلفة نفط روسيا
بلغ متوسط ما دفعته شركات تكرير النفط 68.90 دولار للبرميل من النفط الروسي في يوليو الماضي، مقارنةً بـ77.50 دولار من السعودية و74.20 دولار من الولايات المتحدة الأميركية، بحسب بيانات وزارة التجارة. تُعد الهند أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، بينما تُعد الصين أكبر مستورد إجمالاً بما في ذلك الإمدادات عبر خطوط الأنابيب.
اقرأ أيضاً: قفزة في شحنات النفط الروسي إلى الصين مقابل تراجع التدفقات للهند
في الوقت نفسه، تتجه سوق النفط نحو تسجيل فائض كبير العام المقبل مع قيام تحالف “أوبك+” ومنتجين من خارج المجموعة بزيادة الإنتاج، وهو ما يرجح أن يفرض ضغوطاً تسفر عن هبوط أسعار النفط العالمية.