آمال الأسواق تتعلق بمكالمة ترمب وشي اليوم.. وهذا كل ما تحتاج لمعرفته

تتجه أنظار العالم اليوم إلى المكالمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ، حيث تكتسب المكالمة أهمية خاصة كونها تأتي في لحظة فارقة للعلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم, ويُتوقع أن يتصدر الملف التجاري أولويات المكالمة، إلى جانب قضايا مهمة تشمل “تيك توك” والهدنة الجمركية وصفقة طائرات “بوينغ”. كما يحيط باتصال القمة رهانات سياسية واقتصادية واسعة، تمتد من مستقبل المعادن النادرة وحتى الموقف من تايوان.
توقيت وأهمية المكالمة
تحظى بأهمية كبيرة كونها تمثل أول تواصل مباشر بين قيادتي أكبر اقتصادين في العالم منذ يونيو، كما تأتي بعدما توصل المفاوضون من البلدين في وقت سابق هذا الأسبوع إلى اتفاق مبدئي يضمن استمرار عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة بموجب قانون الأمن القومي. وهدنة تجارية بين واشنطن وبكين، عقب تراجع البلدين عن الرسوم الجمركية المتبادلة التي تصاعدت في وقت سابق من العام، وأثارت قلق الأسواق وزادت المخاوف من ركود عالمي.
ومع ذلك، يجري ترمب المكالمة في وقت حساس للغاية، في ظل استمرار دعوته حلفاء بلاده إلى تشديد العقوبات على الصين والهند بسبب شرائهما الطاقة الروسية، في مسعى لزيادة الضغوط الاقتصادية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودفعه لإنهاء حربه في أوكرانيا.
ومن المُقرر أن يجري ترمب المكالمة الهاتفية مع نظيره شي اليوم عند الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت واشنطن، حسبما أوردت “بلومبرغ” نقلاً مسؤول أميركي.
أبرز الملفات المطروحة
من المرتقب أن يتناول الزعيمان خلال المكالمة مستقبل تطبيق “تيك توك” المملوك لشركة “بايت دانس” (ByteDance)، وملف الهدنة الجمركية بين واشنطن وبكين، وطائرات “بوينغ” ومغناطيسات المعادن النادرة وتايوان، نستعرض نبذة عن أهم القضايا المطروحة للتفاوض، كالآتي:
الهدنة الجمركية: علق البلدان أكثر الإجراءات الجمركية تشدداً ضد بعضهما البعض، بعد أن وصلت الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية إلى 145%، ووسط اقتراب الموعد النهائي الجديد في منتصف نوفمبر. وكشف بيسنت أن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقد الشهر المقبل في موقع آخر، بعد جولات سابقة في لندن وجنيف. وألمح الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير إلى إمكانية تمديد تعليق الرسوم إذا استمرت المحادثات في الاتجاه الإيجابي.
“تيك توك”: جرت محادثات بين مفاوضي أكبر اقتصادين في العالم أسفرت عن التوصل إلى صفقة مبدئية تتيح استمرار عمل التطبيق في الولايات المتحدة.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الجانبين توصلا إلى إطار مبدئي للاتفاق، موضحاً أن ترمب وشي سيكملان تفاصيل الصفقة خلال مكالمتهما. وقال بيسنت: ” “الاتفاق المبدئي ينص على انتقال ملكية التطبيق إلى سيطرة أميركية”.
اقرأ أيضاً: تحالف 3 شركات يقترب من شراء “تيك توك” في أميركا
“بوينغ”: تقترب الشركة من إبرام صفقة لبيع ما يصل إلى 500 طائرة إلى الصين، وهي صفقة من شأنها إنهاء جمود المبيعات المستمر منذ آخر زيارة للرئيس ترمب في 2017، وفق “بلومبرغ”. ولا يزال الجانبان يناقشان تفاصيل صفقة “بوينغ” المعقدة، بما في ذلك طرازات وأحجام الطائرات وجداول التسليم. وستعتمد الصفقة الضخمة، التي يجري التحضير لها منذ سنوات، على نجاح البلدين في تخفيف حدة التوترات التجارية التي تعود إلى ولاية ترمب الأولى.
اقرأ أيضأ: “بوينغ” تجري محادثات لبيع ما يصل إلى 500 طائرة إلى الصين
المعادن النادرة: تتصدر قائمة أولويات ترمب مسألة ضمان تدفق مغناطيسات المعادن النادرة، وهي عنصر أساسي في الصناعة الأميركية وورقة تفاوض حساسة استخدمتها بكين بشكل خاص رداً على موجات الرسوم الجمركية المتعاقبة.
اقرأ أيضاً: صادرات المعادن النادرة في الصين تسجل أعلى مستوى منذ 2012
تايوان: رفض الرئيس ترمب الموافقة على مساعدات عسكرية إلى تايوان بأكثر من 400 مليون دولار. وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن القرار الذي تم اتخاذه خلال هذا الصيف يمثل “انعطافة في السياسة الأميركية تجاه تايوان”، والتي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
تمهيد لقمة مباشرة بين ترمب وشي
يمهد الاتصال الهاتفي لقمة محتملة بين ترمب وشي على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقرر عقده في كوريا الجنوبية نهاية أكتوبر.
منذ عودته إلى البيت الأبيض، لم يلتقِ ترمب بنظيره شي جين بينغ وجهاً لوجه، رغم أن الأخير وجّه له دعوة رسمية لزيارة بكين خلال اتصال هاتفي في يونيو، في محاولة لاحتواء الخلافات التجارية المتصاعدة.
ماذا قال الطرفان قبل المكالمة؟
كتب ترمب عبر منصة “تروث سوشيال” أن “العلاقة لا تزال قوية للغاية!!!” مع الصين، وأنه يترقب المكالمة مع شي.
في المقابل، لم تعلن بكين رسمياً موقفها من المكالمة أو تعلق عليها، بينما اكتفت وزارة الخارجية بالقول إن “دبلوماسية القادة تلعب دوراً استراتيجياً لا غنى عنه” في إدارة العلاقات بين أكبر اقتصادين بالعالم.