اخر الاخبار

الشارقة تستضيف قادة الاستثمار الدوليين لتعزيز الشراكات العابرة للحدود

على صعيد السياسات، تعمل الإمارة على تبسيط القوانين وتحديث الإجراءات، مما يُسهّل على المستثمرين تأسيس وتوسيع أعمالهم

يعتقد سعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، أن الإمارة قد وصلت إلى مرحلة محورية. ولأول مرة، ستستضيف الشارقة مؤتمر الاستثمار العالمي بالتزامن مع منتدى الشارقة للاستثمار 2025، مما يمثل نقلة نوعية من كونها جهة فاعلة إقليمياً إلى مركز جذب استثماري عالمي.

مع تدفق تريليونات الدولارات نحو الاستثمارات التي تركز على الاستدامة في جميع أنحاء العالم، فإن موضوع الحدث المشترك – “قيادة التحول العالمي: استثمار نحو مستقبل مرن ومستدام” – يعكس الحاجة الملحة لمواءمة رأس المال مع العمل المناخي والتأثير الاجتماعي.

ويوضح المشرخ كيف تعمل الشارقة على ترسيخ مكانتها ليس فقط كوجهة للاستثمار، بل كمثال عالمي لكيفية توظيف رأس المال في عصر الاضطراب التكنولوجي وعدم اليقين الجيوسياسي.

يُمثل قرار دمج الدورة الثامنة من منتدى الشارقة للاستثمار مع مؤتمر الاستثمار العالمي لأول مرة إنجازاً كبيراً لكل من الشارقة ودولة الإمارات

ماذا يعني للشارقة ودولة الإمارات انعقاد منتدى الشارقة للاستثمار 2025 بالتزامن مع مؤتمر الاستثمار العالمي لأول مرة؟

يُمثل قرار دمج الدورة الثامنة من منتدى الشارقة للاستثمار مع مؤتمر الاستثمار العالمي لأول مرة إنجازاً كبيراً لكل من الشارقة ودولة الإمارات. فهو يُظهر قدرة الإمارة على تجاوز كونها مركزاً إقليمياً، وترسيخ مكانتها كمنصة موثوقة لصياغة استراتيجيات الاستثمار العالمية.

وعادةً ما يُقام مؤتمر الاستثمار العالمي في وجهات ذات ثقل دولي في السياسات الاقتصادية والتعاون العابر للحدود. ويعكس انطلاقه في الشارقة اعترافاً عالمياً متزايداً بقدرة الإمارة على استقطاب أصحاب المصلحة المؤثرين، من قادة الحكومات إلى كبار المستثمرين والمبتكرين.

وبالنسبة لدولة الإمارات عموماً، يُعزز هذا التعاون طموح الدولة في البقاء في طليعة حوار الاستثمار العالمي ويُمثل إشارةً للمجتمع الدولي بالتزام دولة الإمارات ببناء منصات تُعزز التنمية المستدامة وتجذب رؤوس الأموال طويلة الأجل وتُوائِم ممارسات الأعمال مع الأهداف المجتمعية الأوسع.

باستضافتها للحدثين في إطار جدول أعمال مشترك، تُرسل الشارقة رسالةً قويةً مفادها أنها ليست مُنفتحة على الأعمال فحسب، بل إنها حريصة أيضًا على صياغة مستقبل تعريف الاستثمار ونشره في العصر الحديث.

كيف يعكس شعار هذا العام “قيادة التحول العالمي: استثمار نحو مستقبل مرن ومستدام” الواقع الاقتصادي والبيئي العالمي الحالي؟

لا شك أن الشعار المختار يناسب عصرنا الحالي تماماً. تواجه الاقتصادات العالمية تحديات مترابطة، منها تصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاطر المرتبطة بالمناخ والتحولات السريعة الناجمة عن التحولات التكنولوجية.

وفي الوقت نفسه، يتعرض المستثمرون لضغوط متزايدة لمواءمة تخصيص رأس المال مع أهداف الاستدامة. يُقرّ الشعار بهذا الواقع من خلال الدعوة إلى استثمارات تتجاوز مجرد تحقيق عوائد مالية؛ بل يجب أن تُسهم أيضًا في تعزيز المرونة، سواءً من خلال البنية التحتية الخضراء أو الطاقة المتجددة أو أنظمة الغذاء المستدامة.

ويُؤكد الارتفاع العالمي في الاستثمار المؤثر هذا التوجه. فإدارة تريليونات الدولارات الآن مع مراعاة مبادئ الاستدامة تُظهر مدى شيوع فكرة “رأس المال من أجل الخير”. وفي هذا السياق، يُجسّد شعار مؤتمر الاستثمار العالمي ومنتدى الشارقة للاستثمار 2025 التحدي والفرصة المُتاحة في الوقت الراهن: تحويل أنظمتنا لتتحمل الصدمات، مع خلق نماذج نمو شاملة ومسؤولة بيئيًا. ويُرسّخ هذا الشعار مكانة الشارقة كمشارك فاعل في الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق التوازن بين الرخاء والاستدامة طويلة الأمد.

منتدى الشارقة للاستثمارمنتدى الشارقة للاستثمار
باستضافتها للحدثين في إطار جدول أعمال مشترك، تُرسل الشارقة رسالةً قويةً مفادها أنها ليست مُنفتحة على الأعمال فحسب، بل إنها حريصة أيضًا على صياغة مستقبل تعريف الاستثمار ونشره في العصر الحديث

كيف تُعيد الشارقة صياغة استراتيجياتها في ظل التسارع التكنولوجي والاستحقاقات المناخية والتحولات في المشهد الجيوسياسي؟

اتخذت الشارقة نهجاً استباقياً للتعامل مع بيئة اليوم المضطربة. فعلى الصعيد التكنولوجي، تشجع الاستثمار في الاقتصاد الرقمي والقطاعات التي تستغل التقنيات المتقدمة، مهيأةً للاستفادة من فرص الأتمتة والذكاء الاصطناعي والصناعات الذكية.

وفيما يتعلق بالعمل المناخي، وضعت الإمارة الاستدامة في صميم تخطيطها الاقتصادي، مع التركيز على مجالات مثل الطاقة المتجددة والزراعة الذكية والتمويل الأخضر. وتتزايد أهمية هذه القطاعات لتحقيق التنافسية والمرونة على المدى الطويل.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، ومع إعادة تنظيم سلاسل التوريد العالمية وتدفقات رأس المال، تُركز الشارقة على الشراكات التي تفتح آفاقًا جديدة للأسواق الناشئة. من خلال إرساء أطر استثمارية مرنة وتطلعية، تضمن الإمارة قدرتها على التكيف مع التحولات العالمية مع الحفاظ على جاذبيتها للمستثمرين الدوليين. باختصار، استراتيجية الشارقة ليست تفاعلية، بل استباقية، متجذرة في بناء المرونة ورعاية الابتكار والتوافق مع متطلبات الاستدامة الأوسع التي تتجاوز الحدود.

ما هي أبرز البُنى التحتية والسياسات والمبادرات الجديدة التي أطلقتها الشارقة لتعزيز جاهزيتها للتعاون العالمي؟

تؤكد العديد من التطورات المهمة استعداد الشارقة لتعميق شراكاتها العالمية. أولًا، ساهمت استضافة الشارقة لمنتدى الشارقة للاستثمار 2025 بالتعاون مع مؤتمر الاستثمار العالمي في خلق منصة دولية فريدة تتيح التفاعل المباشر بين أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين والعالميين. وترمز هذه الخطوة إلى تحول الشارقة من لاعب استثماري إقليمي إلى جهة وصل عالمية.

وعلى صعيد السياسات، تعمل الإمارة على تبسيط القوانين وتحديث الإجراءات، مما يُسهّل على المستثمرين تأسيس وتوسيع أعمالهم. صُممت هذه الإصلاحات لتوفير قدر أكبر من القدرة على التنبؤ والمرونة، وهما صفتان تُقدّران بشدة في ظلّ تقلبات الأسواق العالمية.

وفي مجال البنية التحتية، تواصل الشارقة الاستثمار في مرافق متطورة تدعم النمو الصناعي والخدمات اللوجستية والمشاريع القائمة على التكنولوجيا. وتُعدّ قدرة الإمارة على الجمع بين بيئة مادية تنافسية وأطر تنظيمية متطورة سببًا رئيسيًا في اعتبارها نموذجًا يُحتذى به في منظومات الاستثمار المستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، يجري تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع تدفقات رأس المال والمعرفة عبر الحدود. ويضمن التعاون مع الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار ووزارة الاستثمار في دولة الإمارات أن تكون منظومات الاستثمار في الشارقة متوافقة عالميًا وقادرة على مواكبة التحديات والفرص الأكثر إلحاحاً في العالم.

كيف تدعم الشارقة الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة لضمان النمو الشامل جنباً إلى جنب مع الشركات الكبرى؟

تُدرك الشارقة أن مستقبل اقتصادها لا يعتمد فقط على الشركات الكبرى، بل أيضًا على ديناميكية الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. وتُوضع هذه الشركات في صميم استراتيجية نمو الإمارة. ويُقدم الدعم من خلال مبادرات تربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمستثمرين الدوليين، مما يُمكّنها من الوصول إلى أسواق وموارد أكبر.

وصُممت منظومة الشارقة لتكون شاملة، مما يضمن حصول الشركات القائمة على الابتكار على نفس مستوى الاهتمام السياسي الذي تحظى به الشركات متعددة الجنسيات. ويجري تطوير آليات دعم مخصصة لمساعدة الشركات الناشئة على النمو، بينما تُمهد الشراكات مع وكالات ترويج الاستثمار مسارات للشركات الصغيرة والمتوسطة للمشاركة في سلاسل القيمة العالمية.

ولا يقتصر التركيز على الدعم المالي فحسب، بل يشمل أيضاً توفير بيئة مُمكّنة تُمكّن الشركات الصغيرة من الازدهار والتعاون مع الشركات الكبرى والمساهمة بشكل فعّال في القدرة التنافسية الشاملة للإمارة. ومن خلال ذلك، تبني الشارقة اقتصاداً متوازناً يُشجع الاستثمارات واسعة النطاق ونمو ريادة الأعمال على مستوى القاعدة الشعبية.

منتدى الشارقة للاستثمارمنتدى الشارقة للاستثمار
اتخذت الشارقة نهجاً استباقياً للتعامل مع بيئة اليوم المضطربة. فعلى الصعيد التكنولوجي، تشجع الاستثمار في الاقتصاد الرقمي والقطاعات التي تستغل التقنيات المتقدمة، مهيأةً للاستفادة من فرص الأتمتة والذكاء الاصطناعي والصناعات الذكية

اقرأ أيضاً: بي دبليو سي: اقتصاد الشرق الأوسط يتجه نحو 4.68 تريليون دولار بحلول العام 2035

إلى جانب كونه منصة للحوار، كيف سيعمل هذا الحدث المشترك على ترجمة المناقشات إلى استراتيجيات عملية قابلة للتنفيذ؟

يهدف التعاون بين منتدى الشارقة للاستثمار 2025 ومؤتمر الاستثمار العالمي إلى تجاوز الحوارات النظرية وتحقيق نتائج ملموسة. من خلال جمع قادة الحكومات والمستثمرين العالميين والقطاع الخاص، يُمثل هذا الحدث نقطة انطلاق لشراكات حقيقية.

ومن أبرز النتائج الواعدة مبادرة “عقد من الاستثمار من أجل الخير” التي أطلقتها الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار، وهي رؤية لتوجيه رأس المال نحو مبادرات تعزز الشمولية والاستدامة والمرونة. وسيتم وضع آليات عملية لربط المستثمرين بالفرص المتاحة، بما يضمن أن يؤدي الحوار مباشرةً إلى الالتزامات والمشاريع.

ستشجع المبادرة أيضاً التعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يتيح تجميع الخبرات والموارد لمواجهة التحديات المعقدة مثل الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال دمج شبكة الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار العالمية في المناقشات، يضمن المؤتمر ترجمة الرؤى المُكتسبة في الشارقة إلى استراتيجيات أوسع نطاقًا ذات تأثير دولي.

وفي نهاية المطاف، لا يقتصر هذا الحدث المشترك على إعادة تأكيد دور الشارقة في الاستثمار العالمي فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحفيز تحول في كيفية تعبئة رأس المال. ويسعى إلى إعادة تصور الاستثمار كأداة لبناء الثقة بين الناس والأسواق والبيئة، مما يضمن أن تُترجم الاستراتيجيات التي تُناقش على المنصة إلى مبادرات تُشكل مستقبل الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *