اخر الاخبار

“أرماني” تمنح الملياردير أرنو فرصة ثمينة في قطاع السلع الفاخرة

في معركة الاستحواذ المقبلة في قطاع السلع الفاخرة، حصل برنار أرنو على أفضلية على غيره من مقدمي العروض المحتملين.

تحدد وصية جورجيو أرماني شروط بيع “مؤسسة أرماني” لحصة أولية بنسبة 15% من دار الأزياء إلى “إل في إم إتش” (LVMH)، أو “إسيلور لوكسوتيكا” (EssilorLuxottica)، أو “لوريال”، أو أي شركة أخرى بمكانة مشابهة خلال 18 شهراً، بحسب ما كشفته “بلومبرغ” الجمعة.

يُعد طرح مثل هذه الأصول النفيسة للبيع حدثاً نادراً، وبمجرد اقتناصها تكاد لا تُطرح في السوق ثانيةً قط. وقد أفسحت وفاة المصمم الإيطالي المرموق الأسبوع الماضي المجال أمام استحواذ مالك جديد على نسبة في هذه الشركة التي تُعد رمزاً في المجال.

“أرماني” تمثل فرصة استثمارية ضخمة

لماذا ترغب شخصيات مثل أرنو في الاستحواذ على حصة في “أرماني”؟

أولاً، هي شركة في غاية الشهرة، فالعديد يتذكرون عارضات الأزياء الشهيرات في التسعينيات وهن يرتدين أزياء “أرماني”، أو يضعن كريم أساس، ويستعيد كثيرون ذكرى أول مرة يرتدون فيها بدلة من “أرماني”، أو يرتدون نظارات تحمل اسمه كل يوم.

اقرأ أيضاً: حرب ترمب الجمركية على بكين تهز عرش “LVMH” للمنتجات الفاخرة

كذلك، فإن إمبراطورية “أرماني” ضخمة، حققت مبيعات بقيمة 2.3 مليار يورو (2.7 مليار دولار) العام الماضي. ومع افتراض تقييم لا يقل عن ثلاثة أضعاف المبيعات، فقد تبلغ قيمة المجموعة نحو 10 مليارات يورو، ما يعني أنها إحدى الإضافات القليلة التي قد تُحدث فارقاً ملموساً لأرنو، التي بلغت إيرادات شركته “إل في إم إتش” 85 مليار يورو العام الماضي.

لدى المجموعة إمكانات هائلة أيضاً، فهي تتوسع في مجال المنتجات الجلدية، التي تمثل القوة الدافعة الحقيقية للأرباح في القطاع، مع أن الاهتمام الرئيسي لـ”أرماني” ينصب على الملابس، لكن بمقدور المجموعة الاستفادة بشكل أكبر من ذراع مستحضرات التجميل، فيما تشكل وحدة الضيافة فرصة أخرى. وكان جورجيو أرماني من أوائل المصممين الذين أدركوا أن تجارب (العملاء) تمثل مستقبل قطاع السلع الفاخرة.

إمبراطورية “أرماني” شاسعة ومربكة

غير أن الشركة أصبحت بالغة التعقيد، إذ تشمل علامة “أرماني” التجارية عدداً كبيراً من العلامات الفرعية، بدءاً من “أرماني بريفى”، ومروراً بـ”إمبوريو أرماني”، فـ”أرماني إكستشينج” الأقل سعراً، ووصولاً إلى “أرماني جينز”. يجب تبسيط هذه المجموعة المربكة من العلامات الفرعية.

نظراً لذكر “إسيلور لوكسوتيكا” و”لوريال” بالتحديد في الوصية، ربما تكون الشركتان مهتمتين بحصة في “أرماني”، لكن الاستحواذ على بقية المجموعة قد يكون صعباً، إذ يجب بيع حصة إضافية ما بين 30% و54.9% للمشتري نفسه خلال خمس سنوات، بحسب “فايننشال تايمز”.

اقرأ أيضاً: مبيعات “هيرميس” ترتفع رغم تباطؤ الطلب على السلع الفاخرة

كذلك، ارتبطت “أرماني” في الماضي بـ”إكسور” (Exor)، شركة الاستثمار التابعة لعائلة أنييلي، وهناك أيضاً المجموعات الأخرى المتخصصة بالسلع الفاخرة؛ فـ”كيرينغ” (Kering) تفتقر إلى القوة المالية الكافية، واتضح أن “سي فينانسيير ريشمونت” (Cie Financiere Richemont) مالكة حذرة للشركات التي يديرها مؤسسها، مثل “آلايا” (Alaia)، لكن “أرماني” أضخم بكثير، وتعمل “برادا” على دمج “فيرساتشي” في عملياتها. ربما تمثل الملكية الخاصة خياراً، لكن لم يتضح بعد إن كان سيحظى بقبول “مؤسسة أرماني”.

“LVMH” المرشح الأقوى للاستحواذ

 كل هذه العوامل تجعل “إل في إم إتش” صاحبة عرض الاستحواذ الأوفر حظاً، وحيث ذُكر اسم الشركة بالتحديد في الوصية، فهي في صدارة العروض المقدمة. ورغم الاضطراب في قطاع السلع الفاخرة، لدى المجموعة ميزانية قوية، لذا بوسعها الاقتراض لتمويل الصفقة.

رغم ذلك، ربما لا يكون هذا التوقيت هو الأمثل بالنسبة لأرنو، إذ يواجه تراجع المبيعات في “ديور”، ووحدة النبيذ والمشروبات الروحية في “إل في إم إتش”، بينما لم تستعد “تيفاني آند كو” كامل بريقها بعد.

لكن “أرماني” تمثل إحدى القطع الأخيرة في أحجية الاندماجات في قطاع السلع الفاخرة، ولدى أرنو حنكة كافية لكيلا يفوت الفرصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *