الدولار يتجه لأكبر تراجع أسبوعي في شهر قبيل اجتماع “الفيدرالي”

يتجه الدولار نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أكثر من شهر قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتوقع أن يطلق سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة.
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.2% هذا الأسبوع، وهو أكبر تراجع منذ أغسطس. عززت بيانات سوق العمل الأميركية الضعيفة الرهانات على خفض الفائدة بواقع 75 نقطة أساس بنهاية العام، رغم أن التضخم الراسخ نسبياً يشير إلى أن العملة الأميركية لن تواجه انهياراً مفاجئاً، فيما يظل متداولو الخيارات منقسمين بشأن الاتجاه المقبل للدولار.
قالت مونيكا ديفيند، رئيسة معهد الاستثمار في شركة “أموندي” (Amundi)، لتلفزيون “بلومبرغ” الجمعة: “سوق العمل لم تتراجع بشكل حاد، لكنها تتباطأ بالتأكيد”. وأضافت: “نعتقد أن الفيدرالي سيخفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام، مع المزيد في العام المقبل”.
تتوقع الأسواق إلى حد كبير خفض الفائدة ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل من جانب الاحتياطي الفيدرالي. في الوقت نفسه، سيراقب المستثمرون القرار والتعليقات بحثاً عن دلائل على القلق من استمرار ضغوط الأسعار. وتراجع مؤشر ثقة المستهلكين الأميركيين الجمعة إلى أضعف مستوى له منذ مايو، في حين ارتفعت توقعات التضخم طويلة الأجل للشهر الثاني على التوالي.
اقرأ أيضاً: الدولار يتجه لخسارته الأسبوعية الخامسة بعد بيانات وظائف تدعم خفض الفائدة
خفض الفائدة يضعف الدولار
كتب مايكل فيستر، خبير استراتيجيات العملات في “كومرتس بنك” (Commerzbank)، في مذكرة: “خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي سيضعف الدولار”. لكنه أضاف أن استمرار التضخم يعني أن الاتجاه الهبوطي سيكون “بوتيرة بطيئة بدلاً من انهيار كبير”.
يُعد “كومرتس بنك” الأكثر تشاؤماً بشأن الدولار في استطلاع “بلومبرغ”؛ إذ يُتوقع أن تساعد التخفيضات الكبيرة للفائدة في إضعافه إلى 1.22 دولار مقابل اليورو بحلول نهاية العام، وهو ما يشير إلى تراجع بنحو 4% عن مستويات الجمعة.
رأي استراتيجيي “بلومبرغ”
شهد تراجع الدولار تباطؤاً بشكل ملحوظ مقارنة ببداية هذا العام، لكن ديناميكيات الدورة المتأخرة والنهج الحازم لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يحدّ من أي ارتفاعات كبيرة للدولار الأميركي.
بريندان فاغان، خبير استراتيجيات العملات، “ماركتس لايف”
قال “بنك أوف أميركا” الجمعة إن مراكز بيع الدولار تبقى أبرز صفقة يتبناها المستثمرون في الأسواق، وفقاً لمسح دوري لمديري الصناديق العالميين. وذكر فريق البنك، بمن فيهم أدارش سينها وميخاليس روساكيس: “يُنظر الآن إلى مراكز الشراء في الأصول عالية المخاطر على أنها الأكثر زخماً، بينما لم تعد المخاوف بشأن مراكز بيع الدولار بارزة، ما قد يفسر جزئياً قناعة أقوى بمواصلة بيع الدولار لبقية هذا العام”.
اقرأ أيضاً: الدولار تحت الضغط بفعل صدام ترمب مع الفيدرالي وترقب خفض الفائدة
مع ذلك، أشارت جين فولي، رئيسة استراتيجيات العملات في “رابوبنك” (Rabobank)، في تقرير بتاريخ 11 سبتمبر، إلى أن انتشار المراكز السلبية على الدولار قد يكون من العوامل وراء صمود العملة أمام اليورو في الأيام الأخيرة.
انقسام السوق بشأن الدولار
في أسواق عقود الخيارات، يقترب ما يُعرف بانحراف التقلبات من نقطة التعادل، ما يشير إلى انقسام السوق بشأن الاتجاه قصير الأجل للدولار. وتشير المؤشرات الفنية أيضاً إلى أن تحركات الدولار هي الأضعف منذ مارس 2024. ويقل تعرض المستثمرين للسوق الفورية رغم نظرتهم السلبية العامة، وفقاً لمتداولي عملات على دراية بالتدفقات طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
سيصدر لاحقاً الجمعة تقرير جديد عن المراكز في سوق مشتقات العملات للأسبوع المنتهي الثلاثاء من قبل لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية.
أما على امتداد مجموعة العشر، يتجه اليورو لإنهاء الأسبوع دون تغير يُذكر أمام الدولار، وكان آخر تداول له عند نحو 1.1720 دولار. وأداء الدولار الكندي كان الأضعف بين نظرائه هذا الأسبوع قبيل اجتماع بنك كندا الأسبوع المقبل، بينما لا يزال الين عالقاً في الاضطرابات السياسية وسط سباق القيادة في اليابان. هذا الوضع دفع بعض المستثمرين للتحول من الدولار إلى أصول أخرى بدلاً من العملات.
قال سام زيف، رئيس استراتيجيات العملات العالمية في “جيه بي مورغان برايفت بنك” (JPMorgan Private Bank)، لتلفزيون “بلومبرغ”: “نحن نعبّر عن وجهة نظرنا السلبية تجاه الدولار عبر التوجه لسوق المعادن النفيسة والذهب”.