هل يغير رئيس الوزراء الياباني المرتقب معادلة الاقتصاد؟

تنتظر اليابان رئيس وزراء جديد ليخلف شيغيرو إيشيبا الذي أعلن في 7 سبتمبر قراره بالاستقالة.. فمن الأصلح لتولي المنصب ومن الأوفر حظاً؟، وهل تتغير مقاربة القادم الجديد في علاج مشاكل الاقتصاد الياباني أم يستمر على نهج سلفه؟. أسئلة طرحها برنامج “تقرير آسيا” الذي تم عرضه على شاشة “الشرق” اليوم الخميس.
أعلن شيبا قراره التنحي عن رئاسة الحكومة بعد حوالي عام فقط من توليه المنصب، مُستسلماً لأسابيع من الضغوط من داخل حزبه الليبرالي الديمقراطي الحاكم تلت خسارةً تاريخيةً في انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو.
شخصيات عدة مرشحة لخلافته، منها ساناي تاكياتشي المحافظة المتشددة والتي كانت قد خسرت بفارق ضئيل أمام إيشيبا في جولة إعادة انتخابات رئاسة الحزب العام الماضي، ووزير الزراعة شينجيرو كويزومي وهو إصلاحي شاب، ويوشيمـاسا هاياشي المقرّب من إيشيبا، والمحافظ الشاب تاكايوكي كوباياشي، ووزير المالية كاتسونوبو كاتو، وتوشيميتسو موتيغي السياسي المخضرم، وكونو تارو وزير سابق للتحول الرقمي.
الأنسب مقابل الأوفر حظاً
أمير أنفرزاده، المحلل الاستراتيجي للأسهم اليابانية في “أسيمتريك أدفايزرز” (Asymmetric Advisors)، رأى خلال مشاركته في البرنامج أن المرشح الأوفر حظاً لخلافة إشيبا هي تاكياتشي، وأرجع ذلك إلى المزاج العام الذي يميل أكثر نحو شخصية محافظة من أقصى اليمين. لكنه قال إن من وجهة نظره الأصلح للاقتصاد الياباني هو وزير التحول الرقمي في الإدارة السابقة كونو تارو كونه يميل إلى التشديد النقدي.
اقرأ أيضاً: لماذا يستقيل رئيس وزراء اليابان بعد عام على توليه؟
يعتقد أنفرزاده أن المعضلة التي تواجه اقتصاد اليابان تتمركز حول ضعف الين، وأن تولي المنصب قائد يميل لين قوي هو الأنسب للمنصب في الوقت الحالي. وأرجع عزوف الإدارتين السابقتين عن رفع أسعار الفائدة منذ 2022، خلافاً لدول العالم، لإيمانهما بأن فائدة منخفضة تدعم الاقتصاد، وللإبقاء على خدمة الدين عند مستوى منخفض، كما أنهما اعتقدا بأن الضغوط التضخمية مؤقتة وستزول سريعاً، وفق أنفرزاده.
تحديات أمام القائد الجديد
سيواجه من يصبح القائد التالي ضغوطاً متزايدة لمساعدة الأسر في التعامل مع التضخم، الذي كان عند أو أعلى من هدف البنك المركزي وهو 2% لأكثر من ثلاث سنوات. بينما نما الاقتصاد على مدى خمسة 15 شهراً متتالية، وما يزال الناخبون قلقين بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة.
يقول أنفرزاده إن على بنك اليابان أيضاً أن يتوقف عن التيسير الكمي وينهي كلياً شراء الأسهم والسندات، مضيفاً أن ذلك سيضف المزيد من المصداقية لسوق المال في البلاد.
اقرأ أيضاً: بعد إعلان تنحيه.. من المرشحون لخلافة إيشيبا في رئاسة وزراء اليابان؟
سيتعين على زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الجديد أن يكون مبدعاً لكسب ود الجمهور بعدما فشلت محاولة إيشيبا لتخفيف آلام التضخم من خلال توزيعات نقدية في إيجاد صدى لدى الناخبين في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، بينما اكتسبت أحزاب المعارضة زخماً من خلال الدعوة إلى خفض الضرائب.